في الساعة الثانية وثمان وعشرين دقيقة من بعد ظهر يوم الاثنين الماضي(12 مايو) بتوقيت بكين، ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين ووصلت تأثيراته إلى معظم المقاطعات والمدن الصينية وأسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة. وبعد وقوع هذه الكارثة الدمرة، يمكن للمرء أن يرى أنه منذ نشر الأخبار عن وقوع الزلزال إلى تفعيل الخطة التحوطية العاجلة لمواجهة الطوارئ من قبل الحكومة الصينية وإلى ذهاب رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو إلى المناطق المنكوبة، كل هذه الخطوات تمت خلال ساعة ونصف فقط، الأمر الذي يظهر سرعة رد فعل الصين وفاعليتها لمواجهة الطوارئ.
"أهم شيء هو إنقاذ الأشخاص، وخاصة الأشخاص في المناطق المنكوبة الأكثر تضررا بالزلزال والمناطق الرئيسية والمناطق التي انقطعت اتصالاتها مع الخارج. ويجب على الجيش أن يحاول قدر الإمكان دخول هذه المناطق في أسرع وقت ممكن، فالوصول المبكر يعني إنقاذ المزيد. "
جاء ذلك في كلمة ون جيا باو بعد وصوله إلى مدينة دو جيانغ يان بمقاطعة سيتشوان مساء يوم الاثنين الماضي، خلال إشرافه على أعمال الإنقاذ وتوجيهها. وفور وقوع الزلزال، أصدر الرئيس الصيني هو جين تاو توجيهات هامة للدوائر المعنية بضرورة التحرك بسرعة لإنقاذ الجرحى في أسرع وقت ممكن وضمان سلامة السكان في المناطق المنكوبة؛ وفي الوقت نفسه، شكل مجلس الدولة مكتب إشراف قيادي برئاسة رئيس مجلس الدولة ون جيا باو لمواجهة اثار الزلزال وتوجيه أعمال الإنقاذ، وعكست هذه التخطيطات سرعة وفاعلية آلية اتخاذ القرار العليا للحكومة الصينية في مواجهة الكوارث الطارئة.
"بعد وقوع الزلزال، بدأت مصلحة الزلازل الصينية تفعيل خطة تحوطية خاصة لمواجهة الطوارئ، وبالإضافة إلى ذلك، بعثت المصلحة فريق الإنقاذ إلى المناطق المنكوبة ونظمت حوالي 180 شخصا ليتوجهوا إلى المناطق المنكوبة لتنفيذ أعمال الإنقاذ."
لقد كان هذا هو الخطة التحوطية لمواجهة الطوارئ من الدرجة الأولى الذي قدمها المتحدث الإعلامي لمصلحة الزلازل الصينية مساء يوم الاثنين الماضي لوسائل الإعلام. وفي الوقت نفسه بدأت هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصيني تنفيذ مشروع مواجهة الطوارئ أيضا، وأمرت منطقة تشونغدو العسكرية بالمشاركة في عملية الإنقاذ، أما الهيئة العامة للشرطة المسلحة فقد بدأت تفعيل آلية الإدارة لمواجهة الطوارئ وبعثت بنحو عشرة إلاف من رجال الشرطة إلى المناطق المنكوبة للمشاركة في عمليات الإنقاذ.
كما اتخذت الهيئات المعنية الأخرى إجراءات فور وقوع الزلزال: فقد وجهت مصلحة الدولة الصينية لتقليل أضرار الكوارث دعوة هامة عاجلة لمواجهة الطوارئ، وفي يوم الاثنين الماضي أرسلت وزارة الشؤون المدنية 5000 خيمة إلى المناطق المنكوبة بمقاطعة سيتشوان على نحو سريع، وفي وقت لاحق من اليوم نفسه خصصت سويا مع وزارة المالية 200 مليون يوان صيني لتلك المناطق، كما هرع كل من وزارات الصحة والنقل والمواصلات والأمن العام والتعليم والخارجية وهيئات الطب والاتصالات وغيرها للمشاركة منذ الوهلة الأولى في عمليات الإنقاذ.
"فور وقوع الزلزال في ونتشوان، بدأت مصلحة الزلزال بمقاطعة سيتشوان مشروع مواجهة الزلازل المدمرة، وقد توجه عاملونا إلى المناطق المنكوبة في الساعة الثانية وخمسين دقيقة بعد ظهر يوم ال12 من هذا الشهر، ونقوم بأعمال التوعية والإرشادات للمواطنين عبر وسائل الإعلام."
جاء هذا الكلام خلال تقديم دنغ تشانغ ون نائب رئيس مصلحة الزلزال بمقاطعة سيتشوان لمشروع مواجهة الطوارئ الذي بدأته مقاطعة سيشوان. وفي الوقت نفسه، بدأت المقاطعات والمدن الأخرى المتأثرة بالزلزال مشروع مواجهة الطوارئ منذ اللحظة الأولى، مما يجسد تضامن المواطنين الصينيين وهدوءهم في مواجهة الكوارث. يعتبر بث المعلومات على نحو سريع وبصورة فعالة حلقة هامة في المشروعات الاجتماعية لمواجهة الطوارئ، وقد لاحظ الناس أن "اللوائح العامة لإعلان المعلومات الحكومية في جمهورية الصين الشعبية" قد بدأ تنفيذها قبل أسبوعين، أي في أول مايو. وتنص هذه اللوائح على أنه يجب على الحكومات على مختلف المستويات والهيئات المعنية إعلان كافة المعلومات التي تخص مصالح المواطنين وضرورة إطلاعهم عليها ومشاركتهم فيها. أما سرعة إعلان الصين للمعلومات الخاصة بالكارثة في ونتشوان فهى تجسيد موفق لدور هذه الآلية، حيث أعلنت مصلحة الزلازل الصينية المعلومات الخاصة بالزلزال إثر وقوعه بأقل من عشر دقائق، وفي الوقت نفسه، أعلنت دوائر الرصد الزلزالي بمختلف المناطق المعلومات الخاصة بالزلزال وعمليات الإنقاذ، وذلك عبر أساليب مختلفة مثل الرسائل القصيرة بالموبايل وعبر التلفزيون والإذاعة والانترنت لتعريف المواطنين بالحقائق وتفادي أي حالات هلع.