تعرضت مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين بعد ظهر يوم ال12 من مايو الجاري لزلزال كبير وخطير، الأمر الذى وضع ميان يانغ، ثاني أكبر المدن بمقاطعة سيتشوان فى كارثة خطيرة جدا.
ولم يستلم سكان المدينة البالغ مقدادهم 5 ملايين و370 ألف نسمة للكارثة، بل هرعوا لعمليات الاغاثة رغم الرياح والأمطار برعاية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة الصيني ومن قيادة لجان الحزب والحكومات المحلية.
كانت الأحوال فى المناطق المنكوبة بالزلزال خطيرة جدا، وشكلت مدينة ميان يانغ مقر القيادة لمكافحة الزلزال والاغاثة فى أسرع وقت ممكن وأقامت مركز القيادة المؤقت فى الميدان والذى يعمل على مدار 24 ساعة يوميا، وأعلنت للمواطنين أرقام التلفونات لمقر القيادة. وبعد ذلك، بدأ أكثر من 20 ألف رجل من الجيش والشرطة المسلحة وفرقة الاغاثة من مختلف الأوساط الاجتماعية الوصول إلى المناطق المنكوبة الخطيرة مثل محافظة بيتشوان وبينوو وآنشيان بدعم لجنة الحزب الشيوعي بمقاطعة سيتشوان وحكومتها. وتم انزال القوات المسلحة على المناطق المنكوبة بالزلزال بالطائرات العمودية ومعهم كميات من أجهزة المراسلة بالأقمار الصناعية وأدوية وأغطية وبعض مواد الإغاثة الأخرى. وإلى جانب ذلك، توجهت فرقة طبية إلى مدينة ميان يانغ لإنقاذ المصابين.
وقرر أمين لجنة الحزب الشيوعي بمدينة ميان يانغ تان لي بحزم ايقاف بناء بعض المشاريع البلدية الكبيرة الحجم ونقل جميع أجهزة الحضر إلى المناطق المنكوبة، وفى الوقت نفسه، دخلت فرقة الاغاثة إلى المناطق المنكوبة مشيا على الأقدام على التوالى للسعى بأقصى جهودهم إلى انقاذ المواطنين المنكوبين. بالإضافة إلى ذلك، نقلت مختلف المستلزمات اليومية والمواد الطبية إلى المناطق المنكوبة الخطيرة.
من أجل مواجهة أي احتمال لانتشار الخوف بين الناس وتوطيد ثقتهم، أقامت مدينة ميان يانغ فريق المعلومات بشكل خاص للحفاظ على الاتصالات مع قطاع الزلزال فى كل وقت وإعلان المعلومات من خلال الاذاعة والصحف بلا تأخير. إلى جانب ذلك، نظمت سيارات الإعلان الجوالة لإعلان معلومات الزلزال وكيفية مكافحته من خلال مكبرات الصوت فى الشوارع.
مع ازدياد عدد السكان المنكوبين، فتحت مدينة ميان يانغ 4 مواقع استقبال بشكل طارئ، ومنها ملعب جيوتشو والذى هيأ أماكن لأكثر من 10 آلاف مواطن منكوب، وهناك أكثر من ألف متطوع وموظف حكومي قدموا الخدمات للسكان المنكوبين نهارا وليلا. ورأى مراسلنا فى ملعب جيوتشو أن هناك ضمانات لتوفير الأطعمة ومياه الشرب، إضافة إلى الخدمات والعلاج السريع للمصابين.
وبعد التعرف على الأحوال الخطيرة فى محافظة بيتشوان وبينوو وآنشان ومناطق منكوبة أخرى، أظهر مواطنو ميان يانغ روح الصداقة والمساعدة المتبادلة بشكل كامل، ونظمت مدينة ميان يانغ بشكل طارئ فريق المساعدة الاقليمي المكون من المسؤولين والمتطوعين الذين لم يبلغوا الخمسين من عمرهم للتوجه إلى المناطق المنكوبة الخطيرة. وتبرع الكثير من المواطنين بالأموال والمواد للمناطق الأكثر تضررا بالكارثة.
وفقا للاحصاءات، فقد شارك 3 آلاف متطوع على الأقل بمدينة ميان يانغ فى أعمال مكافحة الزلزال والإغاثة. فى محافظة بيتشوان التى تعرضت لكارثة خطيرة، شارك بعض المتطوعين الشباب بكل الوسائل الممكنة مع القوات المسلحة فى انقاذ المصابين وحملهم على ظهورهم والسير بهم على طرق وعرة جدا.
وبمواجهة الكارثة الخطيرة المفاجئة، أظهر المواطنون الصينيون فى المناطق المنكوبة ثقة عالية بالنفس وبالوطن وأخلاقا سامية. ورغم الأجواء المضطربة بعد الزلزال، لكن لم تحدث قضية جنائية واحدة فى ميان يانغ، الجدير بالذكر هنا أن هناك زوجين فى محافظة بيتشوان وجدا فى الانقاض حقيبة بلاستيكية فيها أكثر من 140 ألف يوان صيني نقدا، وسلماها فورا إلى مكتب مكافحة الزلزال والاغاثة بمبادرة ذاتية، وبعدها عادا إلى المناطق المنكوبة من جديد لانقاذ الجرحى.