بعد وقوع زلزال ونتشوان بمقاطعة سيتشوان، سارعت الكوادر الطبية البالغ عددها أكثر من عشرة آلاف شخص والذين جاؤوا من شتى ربوع البلاد إلى المناطق المنكوبة لإنقاذ المصابين وعلاجهم. ويروي مراسلنا فيما يلي بعض قصصهم:

وصل مراسلنا تيان جن في ال19 من هذا الشهر إلى مدينة جيانغيو بمقاطعة سيتشوان والقريبة من المناطق المنكوبة الأكثر تضررا من الزلزال مثل مدينة ميانيانغ ومحافظة ونتشوان. وبعد وقوع الزلزال، تولي مستشفى الشعب بمدينة جيانغيو فورا مهام علاج المصابين. وقال مدير هذا المستشفى هو يونغ قوان إنه رغم تجاوز عدد المصابين المنقولين إلى هذه المدينة قدرة مستشفياتها على استقبالهم إلا أن العاملين في الحقل الطبي واصلوا علاج المصابين بكل ما في وسعهم: "في ظل نقصان الأدوية إلى حد كبير، واصل مستشفانا إنقاذ الجرحى بكل الجهود، واصل جميع عاملينا عملهم ولم يناموا خلال اليومين الماضيين. وإذا شعر أحدهم بنعاس شديد، فيستريح لفترة قصيرة على ساحة الأعشاب داخل المستشفى، ثم يعود لخوض معركة إنقاذ المصابين.

وأضاف السيد هو أنه بالإضافة إلى الكوادر الطبية التابعة لهذا المستشفى، فإن الكثير من الكوادر الطبية المتقدمة التابعة لمستشفى تشانغتشنغ بشانغهاي والمستشفى الأول بنانجينغ في مقاطعة جيانغسو تعمل فيه أيضا. وقال نائب مدير المستشفى الأول بنانجينغ وانغ لي مينغ إنهم وصلوا إلى هذه المنطقة المنكوبة بأسرع ما يمكن بعد تلقيهم دعوة تولي مهمة الإنقاذ، آملين في إنقاذ المزيد من المصابين. إذ قال: "تلقينا البلاغ في الساعة الثامنة وعشر دقائق، وغادرنا المستشفى في الساعة العاشرة، ثم ركبنا الطائرة في الساعة الحادية عشرة. ووصلنا إلى مطار شوانغليو بمدينة تشنغدو في سيتشوان في الساعة الثانية عصرا. وبعد ذلك، وصلنا إلى هذا المستشفى ليلة نفس اليوم."

شأن أطباء مستشفى نانجينغ شأن أطباء مختلف المستشفيات بأنحاء البلاد، إذ بعد وقوع الزلزال، تسلمت هذه المستشفيات بصورة متتالية الطلبات التحريرية التي قدمتها الكوادر الطبية للتوجه إلى المناطق المنكوبة للقيام بأعمال الإنقاذ. وفي البداية، كانت الطرق المؤدية إلى المناطق الأكثر تضررا من الزلزال مثل محافظتي ونتشوان وبيتشوان قد انقطعت بسبب الانهيارات الجبلية. وفي ظل استمرار الهزات الارتدادية، توجه الأطباء والممرضات إلى تلك المناطق المنكوبة عبر الإنزال الجوي وعبر الطرق المائية وحتى المشي على الأقدام. وعبر قاو تشيانغ رئيس فريق العلاج الطبي والوقاية من الأوبئة التابع لقيادة مكافحة الزلزال التي شكلها مجلس الدولة الصيني، عبر عن احترامه وإشادته بهؤلاء العاملين في الحقل الطبي: "لامست كارثة الزلزال الخطير الذي هز ونتشوان بمقاطعة سيتشوان قلوب العاملين في الحقل الطبي والبالغ عددهم نحو ستة ملايين شخص في أنحاء البلاد. وفي ظل انقطاع الطرق، سارع بعض العاملين الطبيين الذين قدموا من مقاطعة قوانغدونغ ومدينة تشونغتشينغ إلى محافظة ونتشوان مشيا على الأقدام، حيث قطعوا عشرات الكيلومترات من الدروب الجبلية، وهم يحملون على ظهورهم الأجهزة الطبية والأدوية، وبعد وصولهم إليها، فحصوا ونقلوا 74 مصابا في حالة خطيرة، وتركت تصرفاتهم أثرا إنسانيا عميقا في قلوبنا. والآن يثابر الأطباء وغيرهم من العاملين في الحقل الطبي والذين أرسلتهم المؤسسات الطبية من أرجاء البلاد على عملهم في المستشفيات المؤقتة بالمناطق المنكوبة والمستشفيات بالمناطق المجاورة لها، وقد عمل بعضهم عشرات الساعات بشكل مستمر دون مبالاة بالتعب الشديد.

في مستشفى جينجيانغ بتشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان، كان الأطباء والممرضات يعملون ليل نهار لمتابعة ورعاية النساء الحوامل اللواتي على وشك الإنجاب والأطفال الرضع الحديثي الولادة وانتظارا لاستقبال المزيد من الولادات متحدين مخاطر الحياة. وروى طبيب يعمل هناك هذه القصة لمراسلنا: "عندما وقع الزلزال، كانت هنا امرأة حامل على وشك الإنجاب، فأقمنا سورا حول حقل مستخدمين مفروشات الأسرة من أجل توليد المرأة. ولكن ولادة المرأة كانت صعبة، ولم نستطع على شيء عاجل لمساعدتها في تلك الظروف، فعدنا جميعا إلى غرفة الإنجاب داخل المبنى، وبعد إتمام الإنجاب، نقلناها هي والرضيع إلى الخارج."

كانت هناك ممرضة قد عملت في المستشفى ليلا ونهارا، ولم تتمكن من زيارة ابنها. وقالت لمراسلنا: "إن جميع الأطفال الرضع هنا يحتاجون إلى رعايتي، لأن أولياء أمورهم غير موجودين هنا، فمن واجبنا أن نهتم بهم. أما ابني، فما زال في مدرسته".

وفي تلك الساعات الصعبة، ومن أجل إنقاذ المصابين، فقد بعض العاملين في الحقل الطبي أبناءهم.

كانت الممرضة تشن شياو هو البالغة من العمر 24 عاما وتعمل في مستشفى الشعب بمقاطعة سيتشوان حاملا، وبعد وقوع الزلزال، عملت بشكل متواصل على إنقاذ المصابين، حيث تحمل المصابين مع الكوادر الطبية الأخرى الواحد تلو الآخر من أجل نقلهم إلى الأماكن الآمنة. وبعد نجاحهم في نقل 68 مصابا، تعرضت الممرضة للإجهاض مع الأسف الشديد. وأمام هذا الحزن البالغ، قالت لمراسلنا بهدوء: "ما زلت شابة، لديّ فرصة للإنجاب في المستقبل."

ومن أجل التعبير عن الشكر الخالص للكوادر الطبية، أعطى أولياء الأمور اسما موحدا لأطفالهم الذين ولدوا في يوم الزلزال وهو "جن شنغ" بمعنى الولادة عند الزلزال، آملين في أن يذكر أبناؤهم دائما تلك اللحظة الخاصة. وقال أب لطلف اسمه جن شنغ: "في ظروف هذا اليوم، وبفضل جهود الكثيرين، ولد ابني بسلامة. لذلك، ارتأيت تسميته ب"جن شنغ".

وقالت والدة الرضيع جن شنغ: "إن هؤلاء الأطباء والممرضات ممتازون، وأثق بهم ثقة تامة، وأشكرهم من صميم قلبي".

أعزاء المستمعين، في ختام هذا التقرير، لنقدم خالص تمنياتنا الطيبة لأبناء المناطق المنكوبة، متمنين لهم السلامة والصحة، وللأطفال النمو السليم.