تعليق: "الديمقراطية الصينية" تطرح "حلولا صينية" للتنمية العالمية

تعليق: "الديمقراطية الصينية" تطرح "حلولا صينية" للتنمية العالمية

افتتحت الدورة الرابعة للمجلس الوطني الـ13 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين، بقاعة الشعب الكبرى في بكين في 4 مارس، بصفتها شكلا مهما لتعزيز الديمقراطية الاشتراكية في الحياة السياسية في الصين، حضرها أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني من جميع أنحاء البلاد وجميع الفئات الاجتماعية لمناقشة الشؤون المتعلقة بتنمية الصين، وتقديم المزيد من "الحلول الصينية" للتنمية العالمية.

أولا وقبل كل شيء، سيقدم الأعضاء آراءهم ومقترحاتهم بشأن التنمية الاقتصادية في الصين في ظل الوضع الجديد. وأظهرت البيانات الصادرة مؤخرا عن المكتب الوطني للإحصاء، أن إجمالي الناتج المحلي للصين تجاوز للمرة الأولى 100 تريليون يوان (15.42 تريليون دولار أمريكي) في عام 2020، بزيادة نسبتها 2.3 في المئة على أساس سنوي من العام الماضي، لكونها  الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي حقق نموا في العام الذي عصفت به الجائحة. إذن، في السنة الأولى من "الخطة الخمسية الرابعة عشرة"، سيتحدد هدف النمو الاقتصادي لعام 2021؟ أكد مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي المنعقد في نهاية العام الماضي أن السياسة الكلية في عام 2021 يجب أن تحافظ على الاستمرارية والاستقرار والاستدامة، بغية تقديم إسهامات صينية لصيانة الاستقرار الاقتصادي على مستوى العالم. إذن، كيف يتم تعزيز الأساس لانتعاش  الاقتصاد  المستدام؟ هل ستستمر سلسلة إجراءات الدعم التي صدرت في العام الماضي؟ تحتاج هذه القضايا كليا إلى آراء أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي ومقترحاتهم.

ثانياً، تعتبر كيفية تنفيذ خطة تنمية الريف أيضاً موضوعا رئيسيا للمناقشة من قبل أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. لطالما كان التخلص من الفقر مشكلة بارزة ابتليت بها التنمية العالمية. ومن خلال النضال لمدة السنوات الثماني المتواصلة، حققت الصين انتصارًا شاملاً في مجال مكافحة الفقر المدقع. وحققت الصين بهذا هدف القضاء على الفقر في أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة قبل 10 سنوات من الموعد المحدد. إذن، كيف يمكن للصين تنفيذ خطة تنمية الريف على أساس تعزيز نتائج التخفيف من حدة الفقر، هذا أصبح نقطة ساخنة تحظى باهتمام المجتمع الدولي. ولا شك أن تنمية الريف ستصبح موضوعا مهما في الدورتين اللتين تشهدهما الصين هذا العام، وسنجد إجابات من الآراء والمقترحات المقدمة من أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

ثالثًا، سيقدم أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني اقتراحات بشأن الوقاية من الوباء والسيطرة عليه والتعاون الدولي في شأن مكافحة الوباء، الأمر الذي يثير قلق المجتمع الدولي. ومن المتوقع أن يجري أعضاء المؤتمر مناقشات بشأن سلامة اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد وإنتاجها بفعالية وتطعيمها، لدفع تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء والتزام الصين باتخاذ لقاحات صينية كمنتج عام على مستوى العالم، من أجل مساعدة المجتمع الدولي على التغلب على الوباء وتنفيذ مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية.

رابعًا، سيطرح أعضاء المؤتمر آراء و مقترحات بشأن كيفية تعزيز مستوى أعلى من الانفتاح على الخارج. في العام الماضي، تم بنجاح التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة"آرسيب" (RCEP)، واكتملت مفاوضات اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد، ووقعت الصين والاتحاد الأفريقي خطة تعاون لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، مع زيادة نصيب الصين من الاستثمار الأجنبي في العالم بشكل ملحوظ ... أظهرت الصين للعالم عزمها الراسخ على الاستمرار في التمسك بالانفتاح ودعم العولمة الاقتصادية.   للوقوف عند التقاطع التاريخي الجديد، قررت الصين اتباع إستراتيجية جديدة، هي تشجيع تشكيل نمط تنمية جديد، يكون فيه التداول المحلي هو القوام الرئيسي، ويعزز التداول المزدوج المحلي والدولي كل منهما الآخر. وهذا يعني أن الصين ستكون أكثر ارتباطا بالاقتصاد العالمي، ستقدم فرص سوق أوسع للبلدان الأخرى، لتكون سوقا ضخمة لجذب السلع الخارجية وموارد عوامل الإنتاج العالمية.

وخلال العام الماضي، حققت الصين إنجازات غير عادية في ظل المواجهة المفاجئة لفيروس كورونا المستجد(كوفيد19)، وبهذا، لا يمكن الاستغناء عن الآراء والمقترحات من أعضاء المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى. اليوم، مع افتتاح الدورتين، نحن على  يقين بأن العديد من المقترحات التي يقدمها أعضاء المؤتمر لن تفيد فقط التنمية المستقبلية للصين، بل قد تصبح أيضًا "خطة صينية" يمكن استخدامها كمرجع للحوكمة العالمية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق