المتحف العراقي يفتح أبوابه من جديد أمام الزائرين ليحكي تاريخ العراق

على صعيد شعبي ، استبشر العديد من العراقيين باستعادة الاثار المسروقة وافتتاح ابواب المتحف باعتبارها مؤشر على تحسن الاوضاع الامنية وتقدم البلاد خطوة الى الامام على طريق الحضور الدولي.

وقال الصحفي سامي شريف خلال تجوله في أروقة وقاعات المتحف لوكالة أنباء (شينخوا)"إن عودة المتحف العراقي لاستقبال الزائرين ، بعد ست سنوات تقريبا من تعرضه للنهب والتخريب يعد خطوة هامة على طريق بناء البلاد والمحافظة على تراثها".

من جانبه ، قال علاء هادي (50عاما) إن اعادة افتتاح المتحف ومع انها محفوفة بمخاطر لكنها تعبر عن"محاولة الحكومة العراقية البرهنة على ان الحياة في البلاد تعود الى طبيعتها".

وتذكر كيف كان وعائلته يقضون ساعات طويلة خلال تجوله بين صفحات تاريخ العراق التي تمثلها وتعبر عنها التماثيل والكنوز الاثرية ، قائلا "جئت اليوم لزيارة المتحف فهي مناسبة عزيزة على قلبي حرمت منها لمدة ست سنين".

وخلال وقوفه أمام البوابة الرئيسة للمقارنة بين أوضاع المتحف قبل وبعد الاحتلال ، قال هادي بحسرة"كان هنا أحد المتاحف العالمية المهمة ، بما يحتويه من آثار متنوعة تعود الى أقدم الفترات التاريخية التي مرت بها الحضارات البشرية والتي كان لها تأثير مباشر على الحضارات العالمية ، ممثلة بالسومريين والأكديين والأشوريين والبابليين وحضارات أخرى ، لقد كان المشاهد يشعر بنكهة خاصة".

وتشير التقديرات الى ان حوالي 15 ألف قطعة أثرية نهبت من المتحف لم يتم استرجاع الا ربعها تقريبا بالرغم من الجهود التي بذلتها العديد من الدول لمنع الاتجار بالآثار المسروقة او بيعها.

في المقابل انتقد عدد من الخبراء العراقيين ، من ضمنهم مسؤولون في وزارة الثقافة خطوة افتتاح المتحف ، واصفين إياها بأنها "سابقة لاوانها".

وقال الخبراء إن جزءا صغيرا جدا من محتويات المتحف قد تم تصنيفه وعرضه بالشكل اللائق ، وانه ينبغي بذل المزيد من الجهد لأجل ان يبلغ المتحف المستوى العالمي ، واعادته الى سابق عهده كممثل للشخصية العراقية المتميزة .

وانشئ المتحف الوطني العراقي في العام 1923 في منطقة القشلة وسط مدينة بغداد ، ثم تم نقل مع محتوياته بعد أربعة أعوام الى منطقة المأمون غربي بغداد الى ان تم بناء المتحف الحالي والذي افتتح في عام 1966 ، والذي يقع في منطقة العلاوي وسط بغداد.

وتعرض المتحف العراقي بعد احتلال البلاد عام 2003 الى عمليات سرقة ونهب منظمة ادت الى فقدان الاف القطع الاثرية التي تمثل فترات مختلفة من حضارة وادي الرافدين .