الصين تسعى لتطوير الفنون التقليدية

أقيم مؤخرا ببكين معرض ضخم للفنون التقليدية الصينية، وزاره قرابة 200 ألف زائر، ولقيت الأعمال اليدوية التقليدية المعروضة فيه رواجا. وفي عصرنا هذا أصبحت كيفية حماية الفنون التقليدية وتطويرها موضوعا يثير اهتمام الخبراء والعلماء والتجار وعامة الناس.

تعاونت وزارة الثقافة وهيئة الآثار الوطنية الصينية والعديد من الوزارات في إقامة معرض الفنون التقليدية المدرجة ضمن التراث الثقافي غير المادي الصيني، وهو أكبر المعارض حجما للفنون التقليدية خلال 60 سنة بعد تأسيس الصين الجديدة. ودُعي أكثر من 1000 فنان شعبي لعرض مهاراتهم.

وعندما وجد السيد كو سو بنغ الذي يعمل في شركة أن فنانا مسنّا صنع بالعجين تماثيل تنبض بالحيوية لحيوانات وأزهار، أعجب بذلك كثيرا.

"أحب الفنون التقليدية كثيرا. وأتمنى إقامة المزيد من المعارض المماثلة. إن فن صنع التماثيل بالعجين يشبه فن صنع الكعك الغربي، حقا أنني أحبه."

ولكن صنع التماثيل بالعجين لم يكن مرتبطا ارتباطا وثيقا بحياة عامة الناس مثل الكعك الغربي. قد يجمع بعض الناس التماثيل المصنوعة بالعجين كأعمال فنية ويعرضونها داخل الدواليب، ولكن ذلك يفقد مغزاها في الحياة. وتواجه الفنون التقليدية والشعبية الصينية مشكلة الاندثار وقلة عدد الوارثين.

فكيف نواجه هذه الأخطار لتوسيع آفاق التطور بالأسواق؟

كانت مصممة الأزياء وو شو جه تتطلع الى اكتشاف قماش قطني تقليدي لإنتاج أزياء حديثة وذات خصائص قومية. وفي هذا المعرض وجدت مصنعا من محافظة وي بمقاطعة خبي ينتج القماش الذي ترغب فيه، ولكن القماش لم يُرضها تماما. وقالت:

"أصمم الأزياء وأخيّطها بنفسي. إن القماش القطني صديق للبيئة، ويفضّل العديد من الناس الحياة الطبيعية ويحبّون الأقمشة التقليدية لأنها تتمتع بالخصائص الفنية. لم أر فن صنع الأقمشة هذا، لكنني لم أقتنع بالرسوم على الأقمشة، اذ أنها لا تناسب خياطة الأزياء، ويجب تغييرها."

انتهز السيد قو هوان يو مدير مركز المغزولات والمنسوجات التقليدية بمحافظة وي بمقاطعة خبي انتهز هذه الفرصة ووعد بالتعاون مع هذه المصممة. وأوضح السيد قو هوان يو أن في مصنعه 300 نساجة وأكثر من 200 عامل، ويستخدمون جميعا النساجات التقليدية، ويستطيعون تماما حياكة الأقمشة حسب متطلبات الزبائن.