CRI Online

أورومتشي.. وصمة عار جديدة على جبين المحرضين

cri       (GMT+08:00) 2014-05-07 10:27:01

مرة أخرى، يُطل الإرهاب بوجهه البشع في الصين، ويكشر عن أنيابه ليضرب المدنيين الآمنين دون شفقة أو رحمة.

ثلاثة قتلى وأكثر من 79 جريحا، كانت حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مساء يوم 30 من إبريل الماضي منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين، ليتعالى صوت ناقوس الخطر بشكل أكبر هذه المرة، ويطلق تحذيراً للصينيين وللعالم أجمع، بأن مكافحة الإرهاب واستئصال جذوره ستكون عملية طويلة الأمد، في وقت ربما يكون المحرضون بعيدين عن أرض الوطن.

لم يكد الصينيون يستفيقون من وقع صدمات الإرهاب الذي ضرب عدة مناطق في شينجيانغ ومدينة كونمينغ بالإضافة إلى بكين منذ النصف الثاني من العام الماضي، حتى تعرضوا لصدمة دموية جديدة أوقعت 3 أشخاص و79 جريحا في الهجوم العنيف الذي استهدف محطة السكك الحديد في مدينة أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ، وبينما ما زالت العشرات من أسر الضحايا والأمة الصينية بشكل عام تلملم جراحها، لتواصل ثقافة الحياة الآمنة، ها هم يتعرضون مجددا للإرهاب الذي فتح جراحا جديدة، وأعاد إحياء ذكريات أليمة أخرى.

السيناريو القبيح المكرر، المتمثل باستهداف المدنيين بشكل إرهابي يتكرر بنفس الطريقة الوقحة البعيدة كل البعد عن أبسط مبادئ وقيم الإنسانية واحترام الذات البشرية، لكن الأكثر قبحاً هذه المرة كان في التصريحات الفاضحة التي أدلى بها المحرضون على هذه الجريمة الإنسانية، والذين كشفوا عن وجوههم البشعة ونواياهم الخبيثة لضرب الاستقرار الذي ينعم الصينيون به، وخلق حالة من الإرهاب والفوضى والشعور بعدم الأمان لدى الناس، على أمل أن يتمكنوا من تحقيق أوهامهم.

لم تستطع الوجوه القبيحة الانتظار كثيراً، فبعد ساعات من وقوع الهجوم الإرهابي، أطل ديلشات راكسيت المتحدث باسم ما يسمى "مجلس الويغور العالمي" الذي يتخذ من ألمانيا مقراً له، ليدلي بتصريحات تفوح منها رائحة الخيانة والتآمر على أبناء أمته قائلاً بدم بارد:" إن مثل الحوادث من الممكن أن تتكرر مرة أخرى وفي أي وقت"، فهل هناك فُجر أكبر من المجاهرة علنا بالوقوف وراء هذه الجريمة الإرهابية النكراء، وجرائم سابقة بطبيعة الحال، ودون أن يكلف نفسه عناء التعتيم على الدماء التي سفكها؟.

"الفتنة أشد من القتل"، وإن كل من يدعو لقتل الناس أو يهدد أو يحرض على القتل هو في حقيقة الأمر "القاتل الحقيقي"، لأنه يستخدم أدوات ووسائل جبانة لتحقيق أهدافه الدنيئة، فيما يبقى مختبئاً كالجرذ في مكان بعيد.

إن الحد الأدنى بين العنف والبراءة لا يمكن أن يكون أوضح من ذلك، حتى إن عين الأطفال لن تخطئ الحكم والتفريق بينهما، إن خلط الإرهاب مع البراءة هو أكبر أنواع التواطؤ والتآمر.

إن من واجب الحكومة أن تحمي الشعب ضد الإرهاب، وعليها أن تضرب بيد من حديد ونار كل معقل من معاقل الإرهاب، وإن كل من يرتكب أي فعل إرهابي مهما يكن، يجب أن يعاقب وفقا للقانون وبغض النظر عن منصبه أو خلفيته.

"الإرهاب لا دين ولا وطن له" لأن الإرهاب بأي شكل، وبأي عذر، ولأي غرض، ومن قبل أي كان، هو فعل تجب إدانته وضربه دون أي تردد بدلا من التسامح أو حتى التحريض، فالمنطق والفطرة الإنسانية يعتبران أي عنف يستهدف المدنيين جريمة ضد الإنسانية، وأمرا يجب مقاومته ومعاقبته دون أي تهاون.

لقد حاول ديلشات راكسيت ذر الرماد في عيون الناس، قبل أن تصدر نتائج التحقيقات التي تقوم بها الشرطة، وادعى بكل وقاحة القلق حول وضع شعب الويغور في منطقة شينجيانغ بعد الهجوم الإرهابي، لكن ذلك جعله يبدو أكثر عنصرية ممن يحاول زرع الشقاق بين المجموعات العرقية، ويفتري على أبناء مجموعة عرقية معينة يدعي بأنه يمثلها.

لقد خاضت الأمة الصينية وعايشت كوارث أصعب مما تشهده اليوم بكثير، لكنها لم تستلم ولم تنحن يوماً، بل نهضت من تحت الركام، وسطرت تاريخاً ومجداً جديدا ألقى بظلاله على العالم، ومما لاشك فيه أبداً، أنها لن تنكسر أمام هذه المحاولات الخبيثة مهما استمرت.

لكن جرائم الإرهاب التي تضرب الصينيين دون تمييز، تستوجب جهودا أكبر لتجفيف منابع الإرهاب في العالم كله، وليس في بلد دون آخر، لأن محاربة الإرهاب بشكل جماعي، مهمة دولية وإنسانية بالدرجة الأولى، تستوجب إرادة دولية صادقة وجهودا حثيثة للقضاء على كل أشكال الإرهاب، أينما وجدت، بدلا من استخدام الوجه القبيح للإرهاب لضرب استقرار الدول، ومحاولة التأثير عليها لتحقيق أهداف شخصية أنانية ومصالح ضيقة.

التاريخ لا يكذب أبدا، ولا ينفك يؤكد ويقول: " إن السحر دائماً ما ينقلب على الساحر".

وتعهدت الصين بتشديد حربها ضد الإرهاب في أعقاب الهجوم المميت في مدينة أورومتشي في وقت متأخر من يوم 30 من إبريل الماضي، ولكن المعركة الأكثر أهمية الآن لا بد أن تخاض على جبهات الوحدة والتضامن.

وجاءت الأنباء عن هجوم إرهابي في أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، مخيبة لآمال البلاد على نحو عميق بعد حدوث الاعتداء العنيف في مقاطعة يوننان منذ شهرين فقط.

ووفقا لأحدث الأرقام، تأكدت وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 79 آخرين، بعد أن هاجمت مجموعة غوغائية المارة في مخرج محطة سكك حديد جنوب أورومتشي، بينما قامت بتفجيرات.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع مع اختتام جولة استغرقت أربعة أيام للرئيس الصيني شي جين بينغ في المنطقة.

وقبل أن يتوجه إلى شينجيانغ، قال شي يوم 26 من إبريل الماضي إن الصين تواجه تهديدات متزايدة على صعيد الأمن القومي وحذر من مخاطر الإرهاب في جلسة دراسية جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصينية.

وأمر شي بتوجيه الجهود إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة وفرض ضغوط كبيرة لقمع غطرسة الإرهابيين، مضيفا أن الجمهور الصيني يجب عليه بناء "حائط من البرونز والحديد" لمكافحة الإرهاب، وجعل الإرهابيين كالفئران الهاربة في الشوارع بينما يصيح الجميع "اضربوهم".

ويعتقد خبراء أن هجوم يوم 30 من إبريل الماضي والذي جاء بعد أيام من تصريحات شي، يهدف إلى تحدي عزم شي، ولكن الإرهابيين مخطئون إذا كانوا يعتقدون أن هذا العنف سيجبر الأمة الصينية التي بلغ قوامها 1.3 مليار نسمة على الانحناء.

وقال شي في وقت مبكر من يوم 1 من مايو الحالي إنه يجب اتخاذ إجراءات حاسمة لقمع زخم الإرهابيين.

وبخلاف أهمية "الإجراءات الحاسمة" التي أمر بها شي، سوف تكون الوحدة والتضامن قوات هامة لردع الإرهاب.

وقد أكد القادة مرارا على أهمية الوحدة العرقية ووضعوا التركيز المتزايد على تحسين معيشة السكان المحليين في المنطقة.

ومن غير المرجع أن يكون هجوم يوم 30 من إبريل الماضي نهاية للمحاولات التي تهدف إلى عرقلة السلام والاستقرار والاجتماعي، ولذا فيجب بناء آلية طويلة الأجل لدرء العنف في شينجيانغ في المستقبل.

ومن الممكن أن تستغرق شينجيانغ وقتا طويلا لإزالة التهديدات تجاه استقرارها. ونتيجة لذلك، فان الوحدة والتضامن يشكلان أفضل الوسائل لبناء "حائط البرونز والحديد" الذي تحتاج إليه الصين.

وفي الوقت نفسه، نشر 11 طالب من قومية الويغور ممن يدرسون في جامعات بكين وشانغهاي وشينجيانغ رسالة مشتركة تحت عنوان" لن نبقى صامتين" من أجل إدانة هجوم يوم 30 من إبريل الماضي والدعوة إلى الوحدة القومية لمكافحة الإرهاب.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي