الرئيس الصيني يطرح مبادرات جديدة حول التعاون الصيني العربي

افتتح الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي يوم الخميس (5 يونيو) في بكين بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس المنتدى حيث أصبحت كيفية تعميق العاون الصيني العربي في ظل الأوضاع الجديدة، محط الاهتمام.

وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جلسة الافتتاح مبادرات لتعميق التعاون الصيني العربي، داعيا الجانبين إلى تجسيد روح طريق الحرير وبناء مجتمع صيني عربي ذي مصالح مشتركة ومصير مشترك من خلال بناء حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري في القرن ال21.

واستعرض شي جين بينغ في جلسة الافتتاح تاريخ التبادلات الودية بين الصين والدول العربية وخبرات التعاون الناجحة بينهما، مشيرا إلى أن تجسيد روح طريق الحرير يعنى تعزيز الاستفادة المتبادلة بين الحضارات واحترام حق الآخرين في اختيار طرقهم والمناشدة إلى الحوار والسلام إضافة إلى الالتزام بالتعاون والكسب المشترك.

وقال شي جين بينغ:

"إن الصين تسعى إلى التنمية المشتركة ليكون الخير لنا ولغيرنا، وإن الصين حريصة على تحقيق الالتقاء فيما بين التنمية فيها والتنمية في الدول العربية بما يقدم دعما لما تعمل عليه الدول العربية من زيادة نسبة التوظيف وتعزيز العملية الصناعية ودفع التنمية الاقتصادية."

ويعتبر بناء "حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري في القرن ال21 خطة استراتيجية مهمة اتخذتها الصين لتعميق الاصلاح على نحو شامل وتوسيع الانفتاح تجاه غربها، وأثارت هذا الخطة ردود أفعال ايجابية من قبل الدول العربية التي تعتبر أنها ستجمع طاقة هائلة تسهم في التنمية المشتركة للجانبين.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ضرورة وضع التصميم على أعلى مستوى لبناء "الحزام والطريق"، حيث دعا إلى تشكيل اطار تعاون "1+2+3" وذلك يعني أن يكون التعاون في مجال الطاقة محورا للتعاون الصيني العربي فيما يكون مجالا البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار جناحين له إضافة إلى الارتقاء بمستوى التعاون في مجالات الطاقة النووية والفضاء والطاقة الجديدة باعتبارها نقاط اختراق.

وبهذا الخصوص قال شي:

" يجب اتخاذ التعاون في مجال الطاقة كقاعدة أساسية وإقامة علاقات تعاون استراتيجية في مجال الطاقة تتميز بالمنفعة المتبادلة والوثوقية من خلال تعميق التعاون في سلسلة صناعة النفط والغاز بأكملها والحفاظ على سلامة قنوات النقل للطاقة، وسيشجع الجانب الصيني الشركات الصينية على استيراد مزيد من المنتجات غير النفطية من الجانب العربي وتحسين الهيكلة التجارية بغية زيادة حجم التبادل التجاري الصيني العربي من 240 مليار دولار للعام الماضي إلى 600 مليار دولار بعد عشر سنوات. ويمكن للجانبين بحث إقامة المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والتشارك في بناء مركز التدريب العربي لاستخدام السلمي للطاقة النووية وبحث مشروع تشغيل نظام "بيدو" الصيني لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية في الدول العربية."

وتلقت مبادرة شي جين بينغ حول بناء الحزام والطريق ردود أفعال ايجابية من الممثلين العرب المشاركين في الاجتماع، حيث أكد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح أن مبادرة شي ستدفع التعاون الثنائي في شتى المجالات إلى الأمام حيث قال:

"في الوقت الذي نعرب فيه عن دعمنا الكامل لمقترح انشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن ال21، الواردين ضمن الخطة التنمية العشرية لمنتدى التعاون الصيني العربي خلال الفترة ما بين 2014 و2024، بما ينمي مختلف جوانب التعاون المشترك بين الجانبين إننا نولي اهتماما بالغا بالتعاون العربي الصيني في مجال النفط والغاز الطبيعي والتأكيد على ضمان استمرار تدفق الامدادات الآمنة والمستقرة لطاقة العالم أجمع بما في ذلك الصين كما لا يفوتني أيضا الإشارة إلى أهمية تكثيف التعاون في مجال تبادل المعلومات والخبرات مع الجانب الصيني حول تكنولوجيا الطاقة المتجددة وكذلك العمل على انشاء منطقة التجارة التفضيلية العربية الصينية في المستقبل القريب مع تشجيع الجانبين على زيادة التعاون بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أساس المنافع المتبادلة."