CRI Online

النساء يفرغن شحنات الاكتئاب والوحدة في مراكز التسوق

cri       (GMT+08:00) 2014-10-17 10:00:58

مصدر: ميدل ايست أونلاين


التخلص من بطاقات الائتمان اولا

لندن – تتسع رقعة الهوس بالتسوق والشراء يصيب بين النساء أكثر من مجتمع الذكور، حيث تشكل نسبة النساء المهووسات بالشراء 50 في المئة من نساء العالم، وهي النسبة الاكثر ارتفاعا على الاطلاق.

وتبرر أغلبية النساء اللاتي يعانين من هذه الرغبة الزائدة في التسوق بمحاولة التخلص من المشاعر المؤلمة والأفكار والمصاعب التى يواجهنها سواء فى المنزل أو العمل، كما تشير معظم الدراسات إلى أن سر هذا الوسواس القهرى يعود إلى شعور المرأة بالفراغ، إضافة إلى الوحدة العاطفية والرغبة فى الهروب من المتاعب التى تلح عليها .

وتميل المرأة في طبيعتها لحب التسوق والاقتناء وكذلك لطبيعة دورها فيالاسرة فهي التي تقوم غالبا بالتسوق لتوفير احتياجات ومتطلبات أفراداسرتها وبمرور الوقت واعتياد المرأة التردد علي المجمعات والمحال يقترنلديها شعور بالسرور والفرح فيصبح التسوق متعة تقضي على شعورها بالفراغ أو الحزن.

ويؤكد أطباء علم الاجتماع ان السيدات يملن اكثر الى الشراء لعدة اسباباولها انه وسيلة للترفيه عن النفس على عكس الرجال الذين يملكون وسائلكثيرة للترفيه.

وتعاني المرأة ايضا من الضغوط اكثر من الرجل وخاصة في مرحلة ما بعد الزواج حيث تمر بفترة الحمل والولادة وتتحمل وحدها مسؤولية البيت ورعاية الابناء الى جانب المشاكل الزوجية وضغوط العمل والظروف الاقتصادية الصعبة.

بالاضافة الى وجود عامل آخر يشجع النساء على الشراء بشراهة وهو التخفيضات التي تعتبرها بعض السيدات فرصة للتوفير حيث يمارسن من خلالها هواية الشراء.

وينصح المختصون النفسيون النساء بتجنب المحلات التجارية اذا كان ذهنهن مشتتا أو مشغولا بأمور حياتية مهمة، لان توجههن إلى المحال واماكن التسوق ينتهي دائما بشراء أشياء ليس لها معنى أو فائدة.

ويعد هوس الشراء من الامراض العصبية المتصلة بالجهاز العصبي الناتجة عن ‏‏التوتر، وهو عملية هروب الشخص من واقعه ومشاكله الى اللذة والمتعة ولرفع روحه ‏ ‏المعنوية من حالة غير سارة الى اصطناع حالة سارة يعيش بداخلها ولو مؤقتا .

ويقول اطباء ان هناك انواعا لهوس الشراء، منها الشراء الخفيف ويحدث بين السيدات اللاتي تتزايد عليهن الضغوط النفسية أو يعانين من الكبتالانفعالي الشديد فيكون الشراء لديهن محاولة وقتية لتفريغ شحنة من التوتر

الداخلي ويكثر هذا النوع بين نساء المجتمعات الثرية.

وهناك نوع آخر من الهوس بالشراء يشبه الادمان وهو يقتاد المرأة إلي شراء ما تحتاجه ومالاتحتاجه ويصبح اسلوبا سائدا في حياتها وهو سلوك تعويضي ينتج عن فترات حرمان في حياة المرأة.

ومن اكثر الامور التي تقوم بها المراة المهووسة بالشراء والواقعة تحت ضغط وتوتر عصبي وحياتي هو التجائها لبطاقات الائتمان والتي تسهل كثيرا هذا الامر حيث تقوم فيها بصرف المال دون التفكير في ان عليها سداده بقيمة مضاعفة في كثير من الاحيان .

ومن الملفت أن الخبراء يعتقدون أن أكثر من نصف سكان العالم من النساء مصابن بهوس الشراء وهذا ما تستغله شركات البطاقات الائتمانية والبنوك بشكل ملفت، ومن الممكن ملاحظته في الإعلانات والعروض التي أصبحت موجهة إلى النساء وإلى النساء فقط، ولعل المرأة حين تتجه إلى التسوق فهي تلجأ في الحقيقة إلى ملء وقت الفراغ وتخفيف التوتر والقلق.

ولا تكون الحالة النفسية للمرء بعد التسوق وشراء هذه الأشياء التي لا يحتاجها جيدة اذ يشعر بالندم على تصرفه، ويصاب بعدم الرضا عن نفسه بحسب بعض الأطباء.

لكن هذا الشعور بالندم والنتائج المترتبة على الهوس بالاقتناء، وفقاللأطباء، قد تؤدي بالبعض إلى التغيير والتراجع، فيما البعض الآخر قديتمادى وتتفاقم حالة هوس الشراء عنده.

ويرى أخصائيون نفسيون إنه نتيجة لكثافة الإنتاج العالمي وإغراق الأسواقبسلع من كل صوب وتقنيات تكنولوجية عالية المستوي كل هذا أدى بالإنسان إلى تعاظم النمط الاستهلاكي، الذي قد يبلغ إلى حد الشراهة والولع بكل جديد، وخصوصا المرأة بحكم تكوينها النفسي، والتي عادة ما تكون ميالة لموأمة الموضة، لأن وجود المرأة يتحدد غالبا في معظم ملامحه بكيفية جذب الأنظار، وهو ما لن يتحقق إلا عن طريق صب الاهتمام على عالم الموضة واقتناء كل ما هو جديد.

كما أن للإعلام والمهرجانات دور كبير في إدمان المرأة للتسوق ورغبتهاالدائمة فيه، فلقد أصبح هناك توجه إعلامي للارتقاء بمستوى الاقتصادات الوطنية في المنطقة العربية، ومنها السياحة والتسوق وزيادة المساحة الإعلامية للمنتجات الاستهلاكية، ما يجعل عند المرأة نوعا من الهوس النفسي، الذي يكون مؤداه الشراهة في ارتياد الأسواق.

وبالقياس على ذلك، توصل الاطباء الى انه حتى يمكن اعتبار الشخص مدمناً للتسوق ثمة شرطان أساسيان لا بد من توافرهما معاً في تشخيص الحالة وهما: المبالغة في شراء أغراض لا أهمية لها، وان يضع الشخصنفسه تحت ضغوط من اجل شراء أمور لا حاجة له بها.

وبشكل عام يتجه السلوك إلى الإدمان على الشراء عند المبالغة إلى درجة يؤثر الامر من خلالها على شخصه وحياته الإجتماعية والمهنية.

علاج نفسي

وينصح الاطباء للتخلص من هوس الشراء القهري بتجنب الذهاب إلى التسوق في حالة السعادة او الحزن أو معاناة من أية مشاكل عاطفية، وذلك كي لا يضطر الفرد إلى شراء أشياء لا تشكل أي أهمية بالنسبة له فمن الممكن أن ينفق أموالا طائلة أثناء تسوقه فقط للتعبير عن مشاعره، الى جانب ضرورة التخلص من جميع البطاقات الائتمانية واستبدالها نقدا فقط للاحتياجات الأساسية لمنع النفس عن شراء أشياء لا تشكل أية أهمية بالنسبة له، مع تحديد هدف معين للذهاب إلى السوق مع اصطحاب قائمة بالسلع والمواد الاساسية.

كما ينصح الاطباء بالبحث عن أمور أخرى يمكن من خلالها الاستغناء عن الشراء وتفريغ شحنات الحباط في انشطة اخرى، فمن الممكن مثلا عند الشعور بالإحباط الذهاب إلى نادي رياضي بدلا من مركز التسوق، كما يمكن ممارسة رياضة المشي أو الكتابة عند التعرض لمشاكل عاطفية أو نفسية للتعبير عن المشاعر والتقليل من الذهاب لأماكن التسوق وطلب المساعدة من شخص قريب للتخلص من هوس التسوق، وعند الفشل لا بد من اللجوء الى أشخاص متخصصين.

فيما نصحت دراسة ألمانية نشرت في كتاب "ثبت علميا"، بضرورة ترويض النفس فيما يتعلق بالشراء واعتبار ذلك أمرا مهما، في الوقت ذاته على الإنسان الا يحرم نفسه من التجول في الأسواق لأطول فترة ممكنة، لان هذا السلوك يساعد على امتصاص الرغبة في الشراء بنسبة 75 في المئة، ولكنه يجب أيضاً ان يعتاد على الا يشتري في كل مرة، واذا نجح في التوصل الى هذه المعادلة "غير الصعبة" فسيتحول مع مرور الوقت الى متسوق محترف.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي