CRI Online

قارب من البلاستيك للإفلات من الكبت في غزة

cri       (GMT+08:00) 2015-04-22 09:29:07

مصدر: ميدل ايست أونلاين


القارب المصنوع من زجاجات بلاستيكية أعيد تدويرها يتم استخدامه للصيد وللترفيه وللرحلات القصيرة.

القدس - يثير قارب صغير لونه أخضر اهتمام زوار الشاطئ في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل وفضولهم، فهذا القارب مصنوع من زجاجات بلاستيكية أعيد تدويرها.

وقام محمد عبيد (25 عاماً) مع أربعة من أصدقائه ببناء القارب الأخضر اللون، المؤلف من ألف عبوة بلاستيكية، وهم يستخدمونه حالياً للذهاب في رحلات في البحر وصيد السمك.

ويؤكد هذا المحامي: "نستخدمه للصيد وللترفيه وللرحلات القصيرة".

ويقول ابن عمه بهاء: (25 عاماً) الذي يعمل كهربائياً: "أردنا الترفيه عن أنفسنا من حالة الكبت الموجودة في غزة".

وكلف بناء القارب نحو 500 دولار أميركي، وهو مبلغ كبير نسبياً في قطاع غزة المدمر، بعد حرب إسرائيلية استمرت لخمسين يوماً، الصيف الماضي.

ويشرح محمد انه تم بناء القارب اعتماداً على المواد المتوافرة في القطاع، حيث تمنع إسرائيل دخول مواد البناء، مشيراً إلى أن بناءه استغرق "شهرين أو ثلاثة".

وأضاف: "استغرق وقتا لأنه عندما بدأنا بصنعه لم يكن هناك كهرباء إلا لست ساعات يوميا".

ويستطيع خمسة أو ستة أشخاص الصعود على القارب، الذي يحمل علماً فلسطينياً، لجولة صغيرة في البحر لا تتعدى الستة أميال، بالحرية المسموح بها.

وسمحت إسرائيل للفلسطينيين بالصيد في مسافة لا تتخطى ستة أميال بعد إعلان وقف إطلاق النار، إثر الحرب التي شنتها على غزة، الصيف الماضي، على أن تزداد هذه المسافة تدريجيا لتصل إلى 12 ميلاً.

ويخبر أحمد الراس، الذي حضر مع ولديه إلى الشاطئ، وقام بتصويرهما على القارب "أنا جالس هنا في ميناء الصيادين أشاهد المنظر، وما لفت انتباهي هو أن المركب مصنوع من الزجاجات البلاستيكية"، ويختم قائلاً: "هذا أمر غريب من نوعه والفكرة جميلة وهي أعجبتني".

وذكرت سلطات البيئة في غزة في الآونة الأخيرة أن مياه البحر قبالة شواطئ القطاع لم تعد صالحة للسباحة فيها حيث وصلت نسبة التلوث في عينات الماء المأخوذة من البحر إلى 50 في المئة بزيادة عشرة في المئة عن العام الماضي.

وباتت مياه البحر عند شاطئ النصيرات التي يسبح فيها أطفال من مخيم اللاجئين القريب من أكثر المناطق تلوثا حيث تصب فيها مياه الصرف.

وقال عطية البرش أخصائي حماية البيئة بسلطة جودة البيئة "طبعا في العام الحالي قمنا بأخذ العينات من شاطيء بحر غزة.. من شمال قطاع غزة وحتى جنوبه. قمنا بتحليل هذه العينات بالمختبر البيئي التابع لسلطة الجودة البيئية ومختبر وزارة الصحة. للأسف حسب نتائج العينات وحسب المواصفات الفلسطينية أثبتت النتائج على وجود تلوث على شاطئ بحر قطاع غزة. قدرت نسبة التلوث بحوالي 50 في المئة من طول شاطيء بحر غزة".

وكان فريق الأمم المتحدة في غزة أصدر تقريرا في عام 2012 جاء فيه أن المياه الجوفية في القطاع ربما تصبح غير صالحة للاستخدام بحلول عام 2016 وأن يستحيل علاج الضرر إذا استمر الوضع دون تغيير حتى عام 2020.

وأضاف التقرير أن ما لا يزيد على عشرة في المئة من مياه الخزان الجوفي في غزة يمكن استخدامها في الشرب دون معالجة.

وأجرت مصلحة مياه بلديات الساحل تحليلات للمياه في 32 عينا جوفية في مختلف أنحاء غزة وأغلقت أربعا منها بعد أن أثبتت النتائج أن مياهها لا تصلح للشرب ولا للزراعة.

وقال محمد عامر أبوشمالة المسؤول عن فحوص المختبر بمصلحة مياه بلديات الساحل "الوضع يتدهور بسرعة جداً فيجب إيجاد حلول، إن لم نجد حلول.. على سبيل المثال إما مياه الصرف الصحي إعادة استخدامها وبطرق حديثه أو تحلية مياه البحر.. وإلا نحن مقبلون على كارثة فالتدهور يحدث بسرعة غير متصورة".

وحذرت سلطة جودة البيئة من أن تلوث مياه البحر عند شواطئ غزة يؤثر أيضا على الحياة البحرية في المنطقة.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي