CRI Online

مدينة يانغتشو

cri       (GMT+08:00) 2014-06-13 14:38:09

تظهر يانغتشو في أحد الأفاريز الرمادية البارزة بين الأشجار الخضراء، في بعض الخيزران الأخضر الرفيع أمام بيت أو خلفه، في الجداول الهادئة التي تتلوى وتقابل بعضها بعضا بدون موعد، في جسور صغيرة على شكل هلال على الأنهار الصغيرة، وفي أوراق الصفصاف ذات اللون الأخضر الفاتح التي تبدو كأنها مغطاة بحرير خفيف، وأيضا في الأشجار الخضراء وقليل من الزهور الحمراء. هذا ليس تعريفا لأي منظر سياحي، بل مناظر تراها كل بضع خطوات عندما تتجول في يانغتشو. إنه جمال طبيعي يتدفق من قلب يانغتشو.

يتميز بناء مدينة يانغتشو أيضا بالوحدة الكاملة بين الأسلوبين القديم والحديث. بجانب محطة للسيارات العامة مغطاة بأوراق الأشجار الخضراء، قد تجد نصبا قديما مجهول التاريخ أو محلا تجاريا حديثا تباع فيه المنتجات ذات العلامات التجارية المشهورة، شكله الخارجي بناية قديمة من طابقين، الإعلانات على جدرانه الخارجية تنسجم مع شكله القديم، تجمع بين الأصالة والحداثة في هدوء.

يعود تاريخ محطات البريد في الصين إلى أكثر من 3000 سنة، وقد بلغ عدد محطات البريد التي بنيت في العصور المختلفة أكثر من 10 آلاف، لكن معظمها اندثر مع مرور الأيام. في عام 1985 اكتشفت محطة يويتشنغ للبريد بجنوب مدينة قاويو.


شارع نانمن

تقع محطة يويتشنغ بزقاق قوانيي بشارع نانمن بمنطقة قاويو الحضرية، بنيت في عام 1375، كانت مركزا هاما للمياه والخيالة بجانب قناة بكين- هانغتشو الكبرى.

كان حجمها كبيرا، وكان بها أكثر من 100 غرفة في قمة ازدهارها، و65 حصانا، و18 سفينة بريد، وأكثر من 200 سقاء وسايس خيل.

إلى جانب برج البوابة والحاجز وعمارة الطبل والمستودع والاسطبل وغرف الممر بالمحطة، على ضفة القناة قاعة هوانغهوا لاستقبال الضيوف، وفي داخل المحطة دار تشينيو، وفي شمال المحطة دار ييتشنغ وغيرها من القاعات. بسبب الحروب والكوارث الطبيعية، لم يبق منها اليوم إلا قاعات شيتينغ وتشانغتينغ وهوتبينغ وبرج باب دار تشينيو ودار ييتشنغ وغرفة المراقبة وغيرها من البنايات؛ وبجنوب شرقي المحطة أطلال مكان كانت خيول البريد ترتوي منه.

يرى الخبراء أن محطات البريد بهذا الحجم الكبير نادرة بالصين، فهي ذات قيمة علمية وفنية وتاريخية وأثرية لبحوث تاريخ البريد القديم وتاريخ المواصلات وتاريخ الري القديم. وقد وضعت وحدة حماية الآثار بمدينة قاويو خطة لحماية هذه المحطة، وأقامت معرضا لمعلومات تاريخ "محطة يويتشنغ للبريد القديمة".


حديقة خهيوان

اسم حديقة خهيوان الحقيقي هو مزرعة جيشياو، تقع داخل حارة هوايون بشارع شيوينينغ في مدينة يانغتشو، بناها أحد المسؤولين من أسرة خه من لواء هانهوانغ بمقاطعة هوبي في فترة الإمبراطور قوانغ شيوي في أسرة تشينغ في مدة 13 سنة ليستخدمها كدار له، فحملت اسم حديقة خهيوان. هذه أفضل حديقة خاصة قديمة محفوظة بحالة جيدة في مدينة يانغتشو، تجمع بين خصائص الحديقة الخاصة بجنوب نهر اليانغتسي وخصائص الحديقة الغربية، ولهذا حملت اسم "أول حديقة في أواخر أسرة تشينغ".

الحديقة ليست كبيرة، لكنها تبدو واسعة نتيجة التوزيع المعقول للبنايات. البنايات والجواسق والزهور والصخور والتلال الصناعية مرتبة وفقا لفكرة رائعة، فكل التلال الاصطناعية قائمة بجانب الجدران الأمر الذي يختلف عن الأسلوب الصيني القديم. في قاعة السفن بالحديقة الشرقية بها لم يشق مجري مائي مثل الحدائق الأخرى، بل تم تشكيل خطوط المياه بالبلاط، ليحل معنى المياه محل المياه الحقيقية. إلى جانب ذلك بها مناظر "الآلة الموسيقية والشطرنج وفن الخط والرسم" و"ظل القمر على الماء" وغيرهما من المناظر الرائعة، المنظر الأول عبارة عن منصة الآلة الموسيقية ورقعة الشطرنج وفن الخط والمنظر الجميل على النافذة، المنظر الثاني عبارة عن ثقب صغير على تل صناعي لتنعكس على سطح المياه صورة القمر، مع تغير زوايا المشاهدة، يمكن التمتع بجمال البدر والهلال.

أكبر ميزة لحديقة خهيوان هو ممر فوليانغ الذي يربط الحديقتين الشرقية والغربية والمسكن كتجمع واحد، به جمال جزئي وجمال كلي؛ بفضل الممر يمكن لزائر المكان أن يتجول بين الطابق الأعلى والأسفل للبنايات ويستمتع بالمناظر التي تتغير مع كل خطوة. هذا التصميم الرائع من الأعمال النموذجية للحديقة.

إلى جانب ذلك تمتزج في الحديقة كثير من عناصر الثقافة الغربية، فالدرابزين مصنوع من الحديد، النوافذ مرصعة بالزجاج الكبير المستورد من فرنسا في ذلك الوقت، عندما كان يقال إن قيمة البوصة من الزجاج تعادل قيمة البوصة من الذهب. بالغرف كثير من الأشياء الغربية. ويمكن القول إن حديقة خهيوان هي عمارة غربية في بداية دخول البنايات الغربية الصين.

داخل الحديقة حديقة بيانشي شانفانغ القديمة جدا. بعد شرائها طور صاحبها جوانبها لتشكيل حديقة خهيوان. قيل إن الصخور في التلال الاصطناعية في حديقة بيانشي شانفانغ من ممتلكات الرسام الكبير الراهب شي تاو في فترة أسرة تشينغ، وهي الصخور الوحيدة التي جمعها شي تاو ومازالت موجودة حاليا.


شارع دونغقوان

تقع جزيرة فنغهوانغ (العنقاء) الجميلة داخل بلدة تايآن بضاحية يانغتشو الشرقية، تبعد 10 كم عن المدينة، المواصلات إليها بالبر والنهر سهلة، وهي أفضل منطقة مناظر أيكولوجية أصلية في شرقي الصين. تتكون المنطقة من 7 أنهار و8 جزر، داخلها أنهار قاوشوي وتايبينغ وجينوان وفنغهوانغ وشينخه وبيهو والقناة القديمة من بكين إلى هانغتشو، مساحة أحواضها 31 كم مربعا، نوعية المياه بلغت الدرجة الوطنية الثانية، وهي مصدر الخط الشرقي لمشروع نقل المياه من الجنوب إلى الشمال. بسبب تقسيم الأنهار، تشكلت طبيعيا جزر بيهو وفنغهوانغ وجيوفنغ وشبه جزيرة تسيتساي وشبه جزيرة مانغداو وشبه جزيرة جينوان، إجمالي مساحتها 6 كم مربع. شبه جزيرة جينوان وجزيرة جيوفنغ فقط خاضعتان للتطوير والحماية.

بسبب تشابك الأنهار، بداخل منطقة المناظر أنواع كثيرة من الموارد الأيكولوجية مثل الأرض الرطبة ومستنقعات القصب. تعيش فيها كثير من الحيوانات البرية النفيسة والأشجار النادرة، وعشرات الآلاف من طيور أبي قردان وغيرها من الطيور القواطع، ويعتبرها المتخصصون أفضل منطقة أيكولوجية أصلية في وسط مقاطعة جيانغسو، حيث المناظر الجميلة، والمياه النقية والرياح الخفيفة والخضرة المنتشرة والبيئة المريحة والهواء المنعش، كل ذلك يستوقف الناس عندها.


بحيرة شوشيهو

من الضروري، وأنت في يانغتشو، أن تزور بحيرة شوشيهو. تقع بحيرة شوشيهو (البحيرة الغربية النحيلة) في الضاحية الغربية بمدينة يانغتشو، كانت جزءا من المياه التي تصب في قناة بكين - يانغتشو الكبرى في فترة أسرتي سوي وتانغ (581-907)، أخذت اسمها من جمالها وضيق اتساعها، كانت من مناطق المناظر الطبيعية الجميلة منذ فترة الأسر الجنوبية والشمالية (420-581).

يتمثل جمال هذه البحيرة في التوائها، إذا نقارن بينها وبين البحيرة الغربية بمدينة هانغتشو، تبدو البحيرة الغربية كسيدة شابة ممتلئة جميلة، بينما تبدو بحيرة شوشيهو كفتاة ممشوقة القد جميلة. تمتد البحيرة 5 كم، بها سد طويل وحديقة شيوييوان وجبل شيانجين ومنصة شويتاي وموقع مشاهدة القمر وجسر ووتينغ والبرج الأبيض وغيرها من المناظر. تتميز البحيرة بأنها"نحيلة"، سطح مياهها واسع في بعض المواضع وضيق في مواضع أخرى، على ضفتيها أشجار وبنايات حدائقية قديمة تسير القوارب بينها، المناظر تتغير وتجذب الناس.

منطقة بحيرة شوشيهو للمناظر نموذج للحدائق على البحيرات الصينية، تجمع بناياتها الحدائقية ما بين رزانة الجنوب وعظمة الشمال بصورة رائعة، الأمر الذي يشكل مجالا فنيا تكون البحيرة موقعا مشتركا له، مع وجود منظر خارج كل منظر وحديقة خارج كل حديقة، كان بها 24 منظرا مشهورا قديما، هي: المياه الخضراء المتمعجة الجميلة، المجرى المتعرج بالحديقة الغربية، أشجار الصفصاف على السد الطويل في الربيع، زهور اللوتس تتحرك مع الريح الخفيفة، المطر الخفيف على الجسور الأربعة، الربيع بجبل ميلينغ، منظر المياه والسحاب، البرج الأبيض في الجو الصافي، مشاهدة القمر من منصة تشونتاي، منظر سانقو ليوتسونغ، الشمس الغاربة على تل شوقانغ، أشجار الصنوبر الخضراء، جزيرة هوايوي والجدولان..كلها مثل اللآلئ المرصعة على وشاح من اليشم. ومناظر جبل شياوجين وجسر ووتينغ والجسور الأربعة والعشرون من أجمل هذه المناظر.


بحيرة شوشيهو

بدأ الناس يتشوقون إلى المناظر الجميلة ببحيرة شوشيهو منذ فترة مبكرة حيث كتب شخص يدعى ليو دا قوان من فترة أسرة تشينغ أن مدينة هانغتشو تتفوق بالبحيرة والجبال، وتتفوق سوتشو بالمنطقة الحضرية، بينما تتفوق يانغتشو بالحدائق والجواسق. ومدح مدينة يانغتشو، شن فو، من أسرة تشينغ في مؤلف <<فو شنغ ليو جي>> قائلا: إن الأفكار والخيالات الجميلة تتمثل في التصميم والترتيب الطبيعي، كأنها الفردوس، وتفوقها هو جمع بضع عشرة حديقة وجوسقا في مكان واحد فتبدو عظيمة. قديما ترك كثير من الشخصيات الثقافية آثارهم، في البحيرة مثل الشاعر لي باي، وليو يوي شي، وباي جيو يي، ودو مو، وأيانغ شيو، وسو شي، ووانغ يوي يانغ، وبو سونغ لينغ، وكونغ شانغ رن، ووو جينغ تسي، ويوي دا فو، وتشو تشي تشينغ الخ، وأبيات الشعر مثل "الرحلة إلى يانغتشو في الشهر الثالث الذي تتفتح فيه الزهور" و"الحدائق هي المساكن، السفن أكثر من العربات والخيول" و"الاستماع إلى حسناء تعزف على المزمار علي جسر في ليلة مقمرة" و"رفع الستار البلوري ليدخل النسيم" و"أشجار الحور الخضراء هي سور يانغتشو" وغيرها تتناقلها الألسن منذ زمن بعيد إلى اليوم، الأمر الذي أضاف جمالا براقا لبحيرة شوشيهو.

بفضل عراقتها وكثرة المناظر الثقافية الإنسانية وجمال المناظر الطبيعية، أصبحت بحيرة شوشيهو منطقة سياحية مشهورة تجذب السائحين الصينيين والأجانب بلا انقطاع.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي