CRI Online

التجول في منطقة غابات الصخور بمقاطعة يوننان للتعرف على التقاليد القومية

cri       (GMT+08:00) 2014-06-30 14:13:25


غابات الصخور

يعيش في منطقة شي لين المنظرية منذ الزمن أهالي قومية ساني باعتبارها فرع من أقلية قومية يي بالصين ، وهم يجيدون الغناء والرقص كبارا و صغارا ، وحياتهم العادية ترتبط بالطبيعة ربطا وثيقا ، وكانت الاسطورة القديمة حول الفتاة " آ شي ما" منتشرة ومنقولة بينهم جيلا بعد جيل، وتؤثر في الناس كثيرا. نقص لكم اليوم هذه الاسطورة ونتحدث عن ثقافة أقلية قومية يي والإحساس بتقاليدها عن كثب.

توجد في غابة الصخور الصغيرة بحيرة صافية غير كبيرة ، وتنتصب بجانبها صخرة عالية ، شكلها يشبه فتاة من قومية ساني، ويسميها المحليون " آ شي ما" البطلة الرئيسية للاسطورة المحلية المعروفة لدى الناس بفضل تم تأليفها وإعدادها وتصويرها إلى فيلم روائي عرض في أنحاء البلاد منذ عام 1966 ، لذلك، تعتبر غابات الصخور بمقاطعة يوننان موطن الفتاة آ شي ما ، وتلك الصخرة العالية هي الفتاة نفسها، ويزورها الناس كل يوم لالتقاط الصور الفوتوغرافية معها. قالت الدليلة المحلية لمراسلنا :

"منذ نشر هذه الاسطورة الجميلة من قومية يي على نطاق واسع ، يسمي الناس جميع فتيات قومية يي إسم "آ شي ما"، ومعنى هذه الكلمة في اللغة القومية فتاة جميلة، أما الفتيان فيسمون بأخ آ هي ، معناه شاب شجاع ومجد ."


غابات الصخور

ما هي الاسطورة القديمة من قومية يي ؟ فيما يلي نقص لكم هذه القصة الجميلة المعروفة لدى المحليين.

يقال إن هناك أسرة فقيرة من قومية يي، تعيش في قرية جبلية، وأنجبت ذات يوم بنتا جميلة ، فرح الوالدان فرحا كبيرا وأطلقا عليها إسم " آ شي ما" . كبرت البنت يوما بعد يوم تحت رعاية والديها الدقيقة ، وصارت فتاة شاطرة جميلة تجيد الغناء والرقص إجادة تامة ، لذا، كان يحبها الكثير من الفتيان ، وأخيرا، اختارت الفتاة شابا يتيما يدعى آ هي حبيبا لها، وأنها لن تتزوج سواه ، وبعد موافقة والدي الفتاة، تم إجراء الخطوبة بينهما . سمع مالك آراضي القرية هذا الخبر ، غضب بشدة ، لأن إبنه كان يحب الفتاة آ شي ما أيضا منذ مدة، وقد كلف الخاطبة الذهاب مرات إلى بيت الفتاة طالبا زواجها، غير أن طلبه قوبل بالرفض القاطع كل مرة. فأمر مالك الآراضي أتباعه باختطاف الفتاة إلى داره لاعتقالها وإجبارها على زواج إبنه.

عرف الشاب آ هي هذا الخبر ، عاد إلى القرية فورا من مكان رعي قطعان الغنم بالخارج، واقتحم دار مالك الاراضي بشجاعة وأنقذ حبيبته . عندما فرح الخطيبان فرحا كبيرا ، وسارا في طريق عودتهما إلى البيت ، أمر مالك الاراضي رفع بوابة التحكم للمياه ، وجرف الفيضان الفتاة آ شي ما حينما مرا بالنهر، وجرى آ هي بكل قوته محاولة إنقاذ حبيبته، ولكنه فشل، وصارت الفتاة أخيرا صخرة عالية تقف في غابة الصخور أبدا وتنظر إلى بيتها بعواطف عميقة.


صخرة عالية  شكلها يشبه فتاة من قومية ساني

يعيش أبناء قومية ساني في منطقة غابات الصخور منذ الزمان، ومعظم مساكنهم والطرق المحلية مصنوعة من اللوائح الحجرية بفضل توافر مواد الصخور والأحجار بالمنطقة المحلية، مما شكل ثقافة حجرية تاريخية. أخبر مراسلنا السيد هوانغ شينغ المهتم بدراسة التقاليد القومية الصينية قائلا:

"بسبب معيشة أسلافنا في هذه المنطقة المتميزة بالملامح الطبوغرافية الكارستية منذ قدم الزمان ، عرفوا كيف استغلال الأحجار والصخور في بناء حياتهم بشكل جيد، مما شكلت الثقافة الحجرية الخاصة مثل صنع بعض الأدوات العملية الحجرية في العصر الحجري القديم، وحتى بناء بعض المساكن وتمهيد الطرق وصناعة الأدوات المعيشية بالأحجار في العصر الحديث، ويمكن القول إن الأحجار تلعب دورا هاما في حياتهم اليومية ."

وبالإضافة إلى ذلك، توجد في كل قرية من قرى أقلية قومية يي، غابة أشجار كثيفة ، ويقال إنه يعيش فيها آله مي تشي، أي آله غصون الأشجار، وهو يحمي القرية بقوة ، ولكنه ممنوع من دخول القرويين غابة الأشجار ، وإلا ، سينشر في القرية وباء المرض للناس والمواشي. وكلما يحل الشهر ال11 حسب التقويم القمري الصيني ، يقوم القرويون بتقديم القرابين لآله مي تشي في الغابة طلبا من رحمته وضمان الرخاء والحصاد والسعادة لكل القرية ، ويسمي المحليون هذه المناسبة عيد مي شي أحد ألاعياد الشعبية لأبناء أقلية قومية ساني.


رقص قومية ساني

كان المحليون قد عبدوا الأحجار والصخور والأشجار عبادة كبيرة، حيث كتبوا الرسومات المنحوتة على الصخور التي تعكس أنشطة حياة أسلاف أقلية قومية ساني في قدم الزمان، منها إقامة طقوس القرابين ونشاطات الرقص والعزف وصيد الحيوانات ومشاهد المعارك وغيرها ، مما يعرفنا بالتطورات التاريخية الطويلة لهذه القومية. قالت السائحة من استراليا بريآنا لوبيز لمرسالتنا:

"أحب هذه الملامح القومية والتقاليد الشعبية كثيرا ، لأنها تحمل الثقافة الفريدة والتاريخ الطويل لأقلية قومية ساني، ويمكن أن تحفظ حتى اليوم لنتمتع بها، كان أمرا مفيدا وممتعا ."

ليس هذا فحسب، بل يحتفظ أبناء قومية ساني حتي الآن على كثير من الفنون الشعبية وكلماتهم اللغوية الخاصة وقصائدهم وبيوت أشعارهم ذات المحتويات المعمقة والتزينات القومية وأساليبهم الفريدة للزواج والجنازة وغيرها، بما فيها الأسطورة القديمة عن الفتاة آ شي ما ، نتمنى أن يستمر ذلك كما كان في الماضي إلى الأبد في غابات الصخور هذه .

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي