CRI Online

فنان الصين المعاصر سوي جيان قوه

cri       (GMT+08:00) 2014-09-25 10:51:38

 


الفنان سوي جيان قوه

يقع مجمع استوديو سوي جيان قوه الفنان الصيني المعاصر على مشارف بكين، انه تحفة فنية رائعة، يجذب الأنظار ويثير غبطة أي نحات في أي مكان بالعالم. إنه عبارة عن بنايتين كبيرتين يضمان طابقين، كل واحد منهما على شكل مستطيل بأبعاد 80 مترا x 50 مترا وكل واحد منهما مفتوح على القسم الآخر ومضاء بالمناور.

هذا الاستوديو هو مكتب ومكتبة سوي جيان قوه، في آن واحد. يتوسط الغرفة الواسعة المميزة، طاولة خشبية طويلة ضخمة، بعجلات من الحديد. توجد عليها أجهزة كومبيوتر وطابعات ومعدات ذات تقنية عالية. وراء هذه الطاولة، جدارية تحتل ثلاثة أرباع المسافة من الأرض إلى السقف. أرفف الكتب مليئة بالكامل بالمجلات والكتالوجات. في جميع أنحاء الغرفة، هناك ثلاثة أنواع من الأعمال الفنية الحديثة يحتوي كل منها على رسومات بالرصاص، مطبوعات كومبيوترية ونماذج أعمال فنية لا زال يعمل بها.

في الركن البعيد للغرفة، هناك عدد من الأرائك الجلدية المنقوشة والمزينة والكراسي والأثاث الصيني العتيق. ومعلق على جدار هذه الزاوية، لوحات فنية تعود إلى ثمانينات القرن العشرين وملصقات لعدد من معارض سوي جيان قوه التي أقيمت في مختلف أنحاء العالم.

يمكن الوصول إلى البناية المجاورة من خلال بوابتين معدنيتين ضخمتين تفتحان على مساحة كبيرة مخصصة لإنجاز الأعمال الفنية. ومن الواضح، أنه استوديو إنتاج، ويوجد فيه الكثير من النماذج الطينية والجبسية الضخمة للتماثيل الكلاسيكية التصويرية، ومجسم لهيكل بشري بالحجم الطبيعي، وعمل فني يشبه الديناصور متدل من السقف. المقاعد الموجودة حول الطاولة، مليئة بالقطع المعدنية المجمعة في مجسمات.


أحد أعمال سوي جيان قوه

في منتصف الغرفة، هناك كرة حديدية بطول ثمانية أقدام، تشكل مع نموذج آخر بطول اثني عشر قدما، عملا فنيا بعنوان "الحركة- التوتر"، تم عرضه في متحف جينري ييشو (الفن اليوم) ببكين في سبتمبر عام 2009. المزج بين النحت الكلاسيكي والأعمال التجريدية الحديثة يبدو ان الزمن عفا عليه، ولكن ليس بالنسبة لسوي الذي أبدع في هذا المجال، وحققت أعماله شهرة واسعة. في الحقيقة، هذا هو ما جعل المقارنة بينه وبين فناني جيله فنيا أو زمنيا، صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة. بالنسبة للجمهور الغربي، ربما هو مشهور بسلسلة أعماله التي تندرج تحت عباءة التراث.

قال سوي: "الفكرة الخاطئة التي أخذت عن فناني جيلنا هي الاعتقاد بأننا تأثرنا فقط بالثورة الثقافية. لقد كنا على علمٍ بالتاريخ قبل تلك الفترة، وهناك العديد من الرموز الثقافية التي استقينا منها التأثير." مضيفا ان "الجميع يشير إلى تلك الأعمال وكأنها سترة ماو." وأضاف، "لكنها تأثرت ببدلة صون يات صن الأصلية التصميم والمعروفة باسم تشونغشان. لقد قمت بزيارة مسقط رأس صون يات صن في قوانغدونغ عام 1996، وجلبت معي كتيبا عن تاريخ اطقم ملابس صون والذي أصبح رائجا في عصر ماو و"الثورة الثقافية". وبعد سنة جاءتني فكرة نحت سترة فارغة عندما كنت في زيارة لأستراليا، عندما سمعت مزحة من قبل الناس بأن جميع الصينيين يرتدون نفس الملابس ويأكلون نفس الطعام! الفكرة الخاطئة التي أخذت عن فناني جيلنا هي الاعتقاد بأننا تأثرنا فقط بالثورة الثقافية. لقد كنا على علمٍ بالتاريخ قبل تلك الفترة، وهناك العديد من الرموز الثقافية التي استقينا منها التأثير".


أحد أعمال سوي جيان قوه

حصل سوي جيان قوه على شهادة الماجستير من الأكاديمية المركزية للفنون الجميلة في بكين عام 1989، وأصبح الشخصية الأكثر تأثيرا وشهرة كرئيس لقسم النحت في الأكاديمية، وهو المنصب الذي تخلى عنه في الآونة الأخيرة. وقد اعترف بأنه "عاش أفضل وأمتع الأوقات الفنية في هذا المنصب، ولكنه لم يكتشف "صوته" الخاص حتى عام 2005"، عندما أصبحت أعماله تتميز بمفاهيم أعمق، وأدرك أن جيل الطلاب الذي يقوم بتعليمه يحتاج لتطوير لغته وأسلوبه الخاص.

اليوم، يساهم سوي جيان قوه في دفع النحت الصيني إلى أبعد من ذلك، لاستكشاف الأفكار التي تنطوي على الزمان والمكان، وكيف تتفاعل الجماهير مع الفن في سلسلة فنية يسميها "الشكل مع الزمن". ومع ذلك، فإنه لم يتخل عن واحدة من سلسلة أعماله المبكرة التي تشير إلى شعار "صنع في الصين". في الواقع، هو يريد أن ينال براءة اختراع في استخدام هذا المصطلح، فخلال حقبة ستينات القرن العشرين، كان كل شيء "صنع في اليابان"، وخلال فترة سبعينات القرن العشرين كان كل شيء "صنع في تايوان"، وفي ثمانينات القرن العشرين كان كل شيء "صنع في الصين". ولسان حاله يقول، نحن الآن "رأسماليون" وهي الصورة الأكثر تمثيلا لدينا.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي