CRI Online

الفنانة الصينية المعاصرة وانغ تيان تيان وقصة عن تواصل الأجيال

cri       (GMT+08:00) 2014-09-25 10:47:32


الفنانة وانغ تيان تيان وأعمالها

في الأستوديو الخاص بها، تقول وانغ تيان تيان، وهي تقف بين مجموعة من اللوحات التي تشابه لوحات والدها، وانغ هواي تشينغ: "لقد اجتاحت وسائل الإعلام الحديثة حياة معظم الناس. وأصبح للأشياء الرقمية تأثير كبير على الفنانين الشباب الذين تخلوا تماما عن الأساليب الواقعية والتقليدية. ونظرا للخلفية الفنية لعائلتي، كان لا بد لي أن أصبح فنانة."

تتمتع عائلة هذه الفنانة بالموهبة الفطرية، فأجدادها كانوا فنانين، ولكن وانغ تيان تيان تؤكد على الاختلاف بين الأجيال. وتقول: "خمسة وعشرون عاما تفصل بين السنة التي تخرج فيها والدي وبدأ العمل، وبين السنة التي تخرجت فيها، 1997. في تلك الفترة، دخل العديد من الأشياء الحديثة إلى الصين. لم أحاول مطلقا تجنب تأثير أبي، أنا ببساطة أروي قصة مختلفة."

ولتقييم مدى اختلاف أعمال وانغ تيان تيان الفنية عن والدها، ولإيضاح المدى الذي وصلت إليه كرسامة بارعة على مدى الخمسة عشر عاما الماضية، لا بد لنا أن نعود بالذاكرة إلى عام 1995. كانت وانغ تيان تيان ووالدتها تشينغ هوي ووانغ هواي تشينغ يعيشون في شقة صغيرة من أربع غرف في وسط بكين. كانت إحدى تلك الغرف مخصصة للأعمال الفنية التي يبدعها أفراد الأسرة الثلاثة.


الفنانة وانغ تيان تيان

كانت لوحات وانغ تيان تيان جيدة وتقليدية إلى حد ما، مختلفة بشكل ملحوظ عن رسومات والدها، حيث كان معظمها بورتريهات وصور شخصية، بينما كانت رسومات والدها في الغالب لأشخاص عراة، ولوحات تجريدية وذات نمط نهائي. أوضحت وانغ تيان تيان أن الاختلاف يرجع إلى أن لوحاتها قد تم تحديدها ضمن فئة الأكاديمية المركزية للفنون الجميلة، حيث يتوقع المعلمون من الفنانين الشباب أن يكونوا قادرين على الرسم الواقعي، بغض النظر عن اختياراتهم لما سيقومون به في المستقبل. انه أحد الاختلافات الرئيسية بين الأنظمة التعليمية في الشرق ونظيراتها في الغرب.

في الغرب، يتم تشجيع الطلاب ليكونوا "ذوي أصالة" على حساب تعلم القواعد الأساسية للفن وتجريب التقنيات المقارنة. لا أحد ممن درس أعمال بيكاسو الأولى يختلف على أنه كان رساما رائعا. وفي رأينا، لا يمكن لأي من الرسامين الشبان اليوم أن يمضوا قدما في الدراسة من دون أن يطلب منهم دراسة أعمال هؤلاء الفنانين العظماء. وتقدر وانغ ذلك، وتقر بأنها قد استفادت كثيرا من دراستها لتفسير الفن، ضمن المناخ الفني السائد نهاية القرن التاسع عشر، مثل روائع فان غوخ ومونيه، وأعمال كلاسيكية من عهد أسرة سونغ.


أحد أعمال الفنانة وانغ تيان تيان

وبينما كانت تعرض عليها لوحاتها الأخيرة، إحداها لوحة ثلاثية كبيرة، وهي نسخة متعددة الوسائط، مستوحاة من لوحة مونيه زنبق الماء، سألناها: كيف توصلت لهذا الموضوع؟

قالت: "عندما بدأت الدراسة في الكلية، أولا في بكين، ثم في نيويورك، كان لدي اهتمام كبير بالأدب، ولكنني وجدت نفسي أكثر في الرسم. كان من السهل بالنسبة لي القيام برسم لوحات أو رسومات تصويرية، ولكنني أعتقد أن الفنانين بحاجة إلى تحدي أنفسهم بشكل مستمر، وقد بدأت العودة إلى تاريخ الفن عندما حددت ما أعتزم القيام به مستقبلا. ربما تقولون إن جيلي لديه لغة منفصلة عن الفن التقليدي، لذلك نحن ندمج ما نعرفه. لننظر لواحدة من لوحاتي في سلسلة مونيه، يمكنك على الفور تحديد مونيه. ولكن كلما تقترب أكثر، ترى أن زنبق الماء يتكون في الواقع من مجموعة من الشخصيات ثلاثية الأبعاد، تقريبا مثل أفلام الكرتون، ويمكن أن ترى انفجار صورة على شاشة الكومبيوتر."

وأضافت: " في ((سلسلة رسومات حية لطيور وكنوز السيد سونغ))، رسمت العديد من الطيور المنمقة بفرشاة رسم تقليدية، وقد أضفت أشياء مادية، أوراقا ذهبية، لقماش اللوحة. إنه الانصهار أو الاندماج، أعتقد أن الانصهار شيء جيد، كما هو الحال في الطعام، فمزيج من الأطباق التقليدية والعالمية يكون أكثر لذة ومتعة، ويذكرنا دائما بأن التعامل مع الأشياء ممكن أن يكون بنفس الأسلوب."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي