CRI Online

الصين على استعداد لتقديم طلب لإدراج الطعام الصيني على قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي

cri       (GMT+08:00) 2014-09-18 14:39:39


فن الطبخ التقليدي الصيني

اجتمع خبراء في مجال الطهى في بكين مؤخرا لمناقشة الموضوع المتعلق بتقديم طلب لإدراج الطعام الصيني على قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي وهذا هى المرة الثانية لطرح الموضوع بعد ثلاث سنوات من طرحه أول مرة.

ويذكر أن الطعام الفرنسي هو أول نوع من الأنواع التي أدرجت على قائمة التراث الثقافية العالمية، وذلك بفضل الجهود الدؤوبة للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، وبعدها انضمت حمية البحر الأبيض المتوسط والمطبخ التركي والطعام المكسيكي التقليدي إلى قائمة التراث وكل نوع من الأنواع الغذائية التي أدرجت على القائمة ليس طعاما فقط بل إنه يجسد الثقافة القومية والعادات الشعبية. في العام الماضي نجح الكيمتشي الكوري والمطبخ الياباني في الانضمام إلى قائمة التراث، وذلك ما جعل عدد الأنواع الغذائية التي تم إدراجها على قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي يبلغ ستة أنواع.

هذا وقد بدأت الصين العمل بشأن تقديم طلب لإدراج الطعام الصيني على قائمة التراث في عام 2011 ولكن لم ينجح المشروع المسمى ب"فن الطبخ التقليدي الصيني" الذي أشرفت عليه جمعية الطبخ الصينية في الاختبار الأول الذي نظمته وزارة الثقافة الصينية. وأوضح السيد بيان جيانغ نائب رئيس جمعية الطبخ الصينية المتحدث باسم الجمعية أنه لم يكن متآلفا مع القواعد الدولية وكان هناك عدم اتساق بين الأفكار والقواعد، كل ذلك يعتبر أسبابا رئيسية أدت إلى الفشل في أول مرة حيث قال:

"أولا، لا نعرف مفهوما أساسيا للتراث الثقافي العالمي غير المادي وكذلك مبادئ التقييم وذلك ما جعل الموضوع المحدد وأسلوب التعبير لا يتفقان مع المطلوب. ثانيا، لم نفهم جيدا المطلوب من حيث تقديم فيلم وثائقي ومستندات ومعلومات خاصة بالطعام. ثالثا، لم نعرض العادات التقليدية والمتعة الروحية التي يجلبها الطعام اللذيذ كالتراث الثقافي العالمي غير المادي للمواطنين الصينيين في منطقة خاصة أو في مناطق واسعة."


بط بكين المشوي

وبعد أخذ هذا الدرس ستقدم جمعية الطبخ الصينية طلبا مرة أخرى لوزارة الثقافة الصينية في شهر مارس عام 2015 وقال بيان جيانغ إن طلب إدراج الطعام الصيني في قائمة التراث هو مشروع ضخم ومعقد، والآن تجرى أعمال تمهيدية مثل تشكيل فرقة الخبراء وتحديد الموضوع ثم ستُجري الجمعية مناقشة مع خبراء من وزارة الثقافة وكل ذلك يعتبر أعمالا أساسية لتوضيح الأفكار وتحديد الموضوع.

فأي طعام صيني تقليدي سيكون مرشّحا بالضبط؟ بط بكين المشوي أو جياوتسي أو كعكة القمر أو التوفو أو القدر الناري أو مثلثات الرزّ أو شعرية لانتشو أو غيرها؟ وبالنسبة لهذا الموضوع أكد بيان جيانغ أنه لم يتم تحديد الطعام بصفة نهائية حتى الآن وسيُختار طعام يتطابق مع روح التراث الثقافي العالمي غير المادي التي طرحتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة(اليونسكو).

وأضاف بيان جيانغ أن الجمعية تقوم بتقديم طلب لإدراج الطعام الصيني على قائمة التراث لأنها لا ترغب في الحصول على الشهادة فحسب بل تأمل أن يتعرف المواطنون والمهاجرون الصينيون على الثقافة الصينية التقليدية التي توجد وراء الأطعمة بشكل عميق. أما فيما يتعلق بشأن تعميم الأطعمة الصينية في المستقبل فقال بيان جيانغ إن الجمعية قد نظمت نشاطات بعنوان " دخول الأطعمة الصينية إلى الأمم المتحدة" في العام الماضي وكذلك ستذهب إلى الولايات المتحدة والهند وألمانيا وغيرها من دول العالم في المستقبل حيث قال:

"في النصف الثاني من هذا العام سنقوم بنشاطات لنشر الموضوع المتعلق بتقديم طلب لإدراج الطعام الصيني على قائمة التراث في معاهد كونفوشيو الأمريكية والمعاهد الهندية ومنظمة التربية والتعليم والثقافة في باريس، بالإضافة إلى ذلك سنقيم المعارض المعنية من خلال النشاطات الثقافية التي تقام في ألمانيا في نوفمبر القادم وكل ذلك من أجل تعميم الأطعمة الصينية في دول العالم وإجراء الأعمال التمهيدية لإنجاح العمل بشأن تقديم الطلب."


التوفو الصيني

في الوقت نفسه يتابع هذا الموضوع المهاجرون الصينيون الذين يعملون في مجال الأطعمة الصينية. كان المهاجر الصيني السيد جاو هوى يعمل في مجال الأطعمة الصينية لمدة 25 سنة في نيوزيلندا ويملك عدة مطاعم صينية ويتولى رئاسة جمعية التبادل الثقافي الصيني والنيوزيلندي وقال إنه كان طباخا وتطورت أطباق مطاعمه من الأطباق الكانتونية إلى الأطباق المتعددة، مثل أطباق سيتشوان وأطباق تشجيانغ وغيرها، وفي السنوات الأخيرة لقيت الأطعمة الصينية ترحيبا كبيرا من قبل شعوب دول العالم تدريجيا واذا نجح الطعام الصيني في طلب ادراجه على قائمة التراث فستكون المطاعم الصينية في الخارج فرصة التنمية الكبيرة، مضيفاً أن المطاعم الصينية في نيوزيلندا تتزايد وقد قام بتوظيف طباخين ذوى مهارة وخبرة عالية من الصين من أجل تقديم أطباق متنوعة للمواطنين المحليين، ذلك ما جعلهم يعرفون الأطعمة الصينية بشكل جيد، مؤكدا أن المأكولات الصينية تعتبر جزءاً لا يتجزء من الثقافة الصينية، إذا نجح هذا الطلب فمن السهل أن تندمج الأطعمة الصينية في الدول الغربية وذلك ما يعزز التفاهم بينها وبين الثقافة الصينية.

ولتحقيق ذلك يقترح السد جاو هوى دعوة الخبراء الصينيين للتعاون مع الطُهاة المحليين في الموعد المحدد وإقامة نشاطات في خارج الصين لعرض روائع الأطعمة الصينية، وذلك يجعل الناس يعرفونها بصورة شاملة، وكذلك يلعب دورا مهما في تعميم ثقافة الأطعمة الصينية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي