CRI Online

تشو تيه هاي: الإبداع الفني ليس صعبا

cri       (GMT+08:00) 2015-01-29 14:59:55

تشو تيه هاي، فنان بسيط غير عادي مفاهيمي ذكي ومتميز. هذه الصفات المتناقضة جعلت منه أحد أنجح الفنانين الصينيين في عالم الفن المعاصر خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية، وقد تأثر بجيل الشباب من الفنانين من حيث التفكير بأساليب جديدة وفريدة للتعريف بأنفسهم.

بعد تخرجه في قسم الرسم والتصميم بكلية شانغهاي للفنون الجميلة، بدأ تشو تيه هاي حياته المهنية في مجال الإعلانات، الذي لم يكن يمثل طموحه وفنه وموهبته، ولكنه رأى أن ذلك قد يكون خطوة جيدة إلى حد ما، خصوصا مع عدم تمكنه من تحديد اتجاهه الفني في أوائل تسعينات القرن الماضي. وعلى الرغم من ارتباطه بـ"الموجة الجديدة للحركة الفنية" في ثمانينات القرن الماضي، قال: "لم يكن لدي أي اهتمام أو تمتع بالفن السياسي المنوع أو الواقعي الساخر، أو أي نوع آخر من فنون الرسم السائدة آنذاك التي كان يمارسها معظم الفنانين الصينيين في ذلك الوقت. ولم يكن لدي أي تصريح أو تعبير عندما كان الجميع يدلي بتصريحاته". وأضاف تشو أنه لا يزال يفضل أنواع الفنون الجميلة عن التجارية.

عندما زار الكاتب أندرو سولمان الصين عام 1993 لجمع معلومات وكتابة مقال عن الفن الصيني المعاصر لمجلة ((نيويورك تايمز)) الأمريكية، التقى مع تشو تيه هاي، ولكنه في نهاية المطاف لم يذكر اسم هذا الفنان في تلك المقالة. وكان لهذا أثر عميق على تشو تيه هاي، الذي قرر حينذاك أن الوقت قد حان "للعودة إلى الفن".

قال إنه قام بدراسة الموضوع وتوصل إلى أن الأكثر أهمية في عالم الفن بشكل عام هو جعل الناس يؤمنون بأن هذا الفنان مشهور، بغض النظر عما يمكن أن يفعله لتحقيق ذلك. لم يكن يحترم الوقوف أمام وسائل الإعلام أو الاعتماد عليها، ولا يعجبه سوق الفن المشروط، وهو يسخر من كليهما على حد سواء. لذا، ابتكر سلسلة من الرسوم الفنية لأغلفة المجلات، ووجد نفسه في هذا المجال. هذا الحساب النظري جذب انتباهه وقرر مواصلة السير في هذا الاتجاه.

سلسلته الأولى الموسعة التي بدأت في عام 1997 كانت بعنوان "Placebo أو البديل الوهمي"، وخصصت لصورة الجمل جو، المستوحاة من أحد إعلانات السجائر الأمريكية، وفيها وضع رأس جمل على أجساد أشخاص أرستقراطيين، وهو أمر مألوف في لوحات عصر النهضة أو لوحات ديفيد أودولوسيك. وقد قام برسمها باستخدام مادة الأكريليك مع فرشة بخاخ الهواء، وهي التقنية التي كان يستخدمها في أيام رسومه التجارية. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن تشو تيه هاي ينجز اللوحات بنفسه، بل استأجر مهنيين ليقوموا بتنفيذ العمليات الفنية في اللوحة حسب تصوراته وأفكاره.

وفي مرسمه الصغير نسبيا، وسط حي الفنون M-50 في شانغهاي، قال تشو تيه هاي في لقاء معه مؤخرا: "لم أكن أرى ضرورة آنذاك، ولا حتى الآن، أن أنفذ اللوحات بنفسي. وهذا المفهوم جزء من الإبداع الخلاق، إلى جانب أن معظم الفنانين الذين أعرفهم ليسوا جيدين، ولكنهم مشهورون."

يتفق النقاد على أن وظائف وسيلة رأس الجمل جو متعددة المستويات، ولكن أفضل حالاتها بالنسبة لتشو تيه هاي هي "الأنا". في سلسلة لاحقة من أعماله بعنوان "الأنا"، خصص فيها تشو تيه هاي لوحات لفنانين معاصرين، هما جيف كونز وسيدني شيرمان، وجميعها تستخدم رأس الجمل جو.

وقد أصبح هذا الأمر معروفا لجامعي التحف في جميع أنحاء العالم، وهو ما وضعه من ضمن الفئة الساخرة، مثل غالبية الفنانين الصينيين المعاصرين الذين التقيت بهم. وقال إنه بدأ يتخذ من الفن الصيني الكلاسيكي مرجعا له كوسيلة تربطه بتاريخه الثقافي. وتتألف سلسلة أعماله النشيطة من نسخ من روائع الرسامين الذين يرسمون بالفرشاة. إعادة رسمها باستخدام بخاخ الإكريليك، جعلتها تحافظ على ليونة الفرشاة والحبر، ولكن الصور تكون مقصوصة وموسعة لدرجة تبدو فيها تجريدية.

السخرية في وضع تشو تيه هاي الحالي، هو أن هجومه المفترض على أنواع من الفن الصيني الذي قدمه معاصروه قبل اثنتي عشرة سنة منحته شهرة واحتراما على حد سواء، لدرجة أنه تم التعاقد معه مؤخرا ليكون نائب مدير متحف مينشنغ الفني، ممثلا لبنك مينشنغ الصيني. المثير للاهتمام هو أن أول معرض رعاه تشو تيه هاي في هذا المتحف كان تجسيدا لمسيرة ثلاثين عاما من تاريخ الفن الصيني المعاصر.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي