CRI Online

الوريث لفن صنع آلة لوشنغ الموسيقية لقومية مياو موه يان شيويه

cri       (GMT+08:00) 2016-02-25 14:26:07

هذا الفنان الماهر حريص جدا على اختيار المواد الخام التي يستخدمها في صناعة مزاميره. فهو يجمع النواقيس والأجراس البرونزية ويكسرها ويذيبها ويعيد تشكيلها إلى رقائق صغيرة، يُطعّم بها الخيزران المستخدم في صنع آلة لوشنغ. وقال إن لسان المزمار الجيد يستطيع أن يهز خمسين مرة بنقرة خفيفة. وإذا لم يبلغ هذا المدى، فيجب إعادة تشكيله. في كل يوم يجلس موه بجانب النافذة ينظف الخيزران وينعمه بطريقة تقليدية. يضع أمامه عصا خشبية قوية يستخدمها كمسند يساعده في تنعيم الخيزران حتى يصير أملس كالزجاج.

خلال حياته المهنية الممتدة لأربعة عقود، جهز موه أربع عصي قوية من هذا النوع. ويعتبر موه من الجيل الرابع من عائلته التي تعمل في صناعة وتجارة آلة لوشنغ. وخلال العقود الأربعة المنصرمة، باتت العاطفة قوية بينه وبين لوشنغ، ويرى أن كل جهد وتعب يهون من أجل هذه الآلة التراثية الثمينة. عن صناعة لوشنغ قال إنه في البداية، يبدو الأمر صعبا، فحتى تقطيع الخيزران ليس سهلا، إذ لا بد أن يتم ذلك بدقة عالية حتى لا ينكسر، وبالتالي يذهب الجهد والوقت هدرا، وذلك ما حدث معه في بدايته الأولى.

في الماضي، كان تعلم مهارات هذه الصنعة يتطلب جهدا ووقتا يمتد لسنوات طويلة، بينما طلب السوق عليها ضعيف، ولهذا، كان الشباب يعزفون عن تعلمها ويفضلون الذهاب إلى المدن بحثا عن فرص عمل أكثر عائدا. ولم يكن إبنا السيد موه استثناء من ذلك، مما أشعر الرجل بالقلق من أن تنقرض هذه المهارة. وكانت أمنيته أن يتعلم ولداه حرفته وأن تُنقل من جيل إلى جيل. كان ذلك دافعا له ليبحث عن وسيلة يجعل بها صناعة آلة لوشنغ عملا مربحا.

تتكون آلة لوشنغ التقليدية من ستة أنابيب طويلة، وتبدو صعبة الحمل والعزف. لذلك، فكر موه في تطويرها، فجعل الأنابيب أقصر وأنعم. بعد هذا التطوير، راجت مزامير لوشنغ بين زوار بايكا. وبعد أن وضع قدمه في السوق، قام بإصلاح لوشنغ فزادت أنابيبه إلى خمسة عشر ثم إلى أربعة وعشرين، مما جعل مدى صوت آلة لوشنغ أكبر ونغماتها أكثر.

حظيت إبداعاته باعتراف عشاق هذه الآلة وخبراء الموسيقى الشعبية، ومنهم خبير موسيقي في الفرقة السمفونية المركزية. وساهمت شهرته في الأوساط الموسيقية في جذب المزيد من السياح إلى بايكا، فترك ولداه عملهما في المدينة وعادا لمساعدته. وأكد موه أن أبناءه رفضوا في البداية تعلم هذه الصنعة. والآن أصبحا أفضل منه فيها، معبرا عن شعوره لاتقانهما بمهارة صناعة لوشنغ.

حرص السيد موه أيضا على تعليم بناته هذه المهارة، وكسر بذلك احتكار الذكور لها وبفضل ذلك، ساهمت الفتيات في تحسين الأوضاع المالية ومستوى معيشة عائلاتهن.

كان تدشين المطار الدولي في قوييانغ، حاضرة قويتشو، عام 1997 فاتحة خير على بايكا، ففي تلك السنة تسلمت بايكا طلبات لسبعة آلاف آلة لوشنغ. قال موه إنه ومن أجل تلبية هذه الطلبات، دعى كافة أبناء القرية لإنتاج الآلات، وتبادل الخبرات مع جميع المهرة في هذا المجال. وفي النهاية، حصل كل فرد منهم على ثمرة جهده، وأصبح الكثير من الناس يرغبون في العمل في هذا المجال."

بعد اختياره موروثا رسميا لهذا التراث الثقافي غير الملموس على المستوى الوطني، أصبح السيد موه شخصية مشهورة وتسعى إليه وسائل الإعلام المختلفة، لإجراء مقابلات معه أو للمشاركة في معارض يقيمها. لقد بات نجما معروفا في قريته، التي يقول أبناؤها عنه إنه مبدع لوشنغ، كما يسافر إلى أماكن بعيدة.

هذا الاهتمام الذي يحظى به جعله حريصا على صناعة هذه الآلة الموسيقية القومية والحفاظ على مهاراتها التراثية. في إبريل عام 2012، دُعِي موه لحضور معرض للتراث الثقافي المعنوي في ماكاو. عن هذا المعرض أكد موه أن العديد من زوار المعرض لم تكن لديهم معرفة عن آلة لوشنغ، لذلك عزفت عليها لأوضح لهم كيف تعمل. هذه الطريقة المباشرة لتعريف الآخرين بثقافة مياو، كانت فعالة وموفقة. وقامت الدوائر الثقافية المعنية في ماكاو بشراء عدة آلات بهدف تعليم التلاميذ المحليين كيفية العزف عليها."

آلة لوشنغ رمز لثقافة قومية مياو. ففي تجمعات ومناسبات هذه القومية تعزف الفرق الموسيقى بهذه الآلة وتتعالى الأغاني مصحوبة بالرقصات التقليدية. ويتناقل أبناء مياو مهارات صنع هذه الآلة من جيل إلى جيل دون وجود سجلات مكتوبة حولها، الأمر الذي يجعل من الصعب تطوير هذه المهارات.

ومع انتشار هذه الآلة الموسيقية لمسافات أبعد، سيبقى صوتها خالدا يتهادى في الأسماع، محفزا الأجيال على توارثها وبذل الجهود الدؤوبة من أجل نقلها بأمانة للأجيال اللاحقة.


1 2
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي