CRI Online

مسقط رأس الصقور في الصين

cri       (GMT+08:00) 2009-11-17 11:04:22


يعتبرون الصقور من إحدى الأسلحة التقليدية لأبناء قومية قرغيز للصيد

وفي مارس الماضي، أقيم مهرجان الصقور الثاني في محافظة أكشي، الأمر الذي جذب كثيرا من أبناء قومية قرغيز إلى مضمار السباق لعرض صقورهم البالغ عددها أكثر من 100 صقر.

وبعد بدء سباق الصيد بالصقور، ظهر أرنب بري كبير في مضمار السباق، ثم رأى الناس صقرا قويا طارت من قمة جبل شاهقة إلى السماء، وحلق في الهواء على مسافة قصيرة، ثم نزل نحو الأرض واغتنم الأرنب بمنقاره ومخالبه الحادة، ولم تتح للأرنب أية فرصة للهروب. وبعد اغتنام الأرنب، لم يكن الصقر حريصا على تذوق لحم الأرنب، بل انتظر الإذن من صاحبه. وهذا الصقر القوي مملوك للسيد ساتاميكس، وهو أكبر مسن من بين صيادي قومية قرغيز. وقال ساتاميكس إن صقره كان قد اغتنم أكثر من 200 ثعلب في شتاء ما. وعاد بذاكرته إلى الأيام الماضية قائلا "من عادة أبناء قرغيز أن يختاروا الصقر الباشق للترويض، وكلما قاموا بالصيد في فصل الشتاء، ركبوا الخيول الأصيلة حاملين الصقور الشرسة بأذرعهم، وتوجهوا إلى الغابات والمروج، وفي كل مرة يحصلون على فرائس كثيرة."

ولحماية الصقور، أدرجتها الحكومة ضمن قائمة الحيوانات المحمية على مستوى الدولة، وفي الوقت نفسه، منحت الحكومة للمروضين 100 رخصة لتربية الصقور من أجل الحفاظ على تقاليد قومية قرغيز. والآن قد أوقف السيد ساتاميك ركوب الخيل والصيد، إلا أنه لم يتخل عن ترويض الصقور. وقال للمراسل"أرى أن الصقور شركاء وأصدقاء مخلصون لي. والآن لا أحتاج إلى إعالة الأسرة من خلال الصيد بالصقور، لكنني سأواصل ترويض الصقور حتى الموت."

وأضاف أن مهارات ترويض الصقور لقومية قرغيز تم توارثها بشكل شفوي جيلا بعد جيل، وقد حافظ أبناء القومية على هذه المهارات الفريدة لمدة آلاف السنين. ولمواصلة توارث المهارات وتعميمها، اختارت الحكومة 10 مروضين من الجيل السادس، وتقدم لهم خمسمائة يوان صيني كمكافأة شهرية لتشجيعهم على تعليم مهارات ترويض الصقور. في هذا الصدد، قال السيد ساتاميك"كانت مهارات ترويض الصقور تعتبر مهارات سرية بالنسبة للمروضين في الزمن القديم، ولن يرغبوا في تعليم الآخرين هذه المهارات. ويحب بعض المروضين اغتنام صقور صغيرة من عشها لتربيتها وترويضها منذ الصغر، لكن عملية اغتنام الصقور خطيرة للغاية، لأنه إذا اكشتفت الصقور الكبار محاولة شخص ما سرقه، فستشن هجمات عنيفة على هذا الشخص، الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابته بجراح حتى وفاته. ومن ناحية أخرى، بدت هذه الصقور المروضة بعد النشوء ضعيفة، وتفتقر إلى القدرات على الصيد. لذلك اختار بعض المروضين الآخرين اغتنام الصقور الكبار للترويض، ورغم أن هذا الأسلوب صعب جدا، إلا أنه إذا حقق المروض نجاحا في الترويض، فسيحصل على لقب مساعد ممتاز في الصيد."

وفي المجتمع الحديث، لم يعد رعاة قومية قرغيز يعيشون اعتمادا على الصيد فقط، بل يروضون الصقور كأسلوب ترفيهي لقضاء أوقات الفراغ. وما زال هناك المزيد من الشباب يحبون هذه المهارات العريقة، ويواصلون توارثها من الجيل القديم ويسيرون في وديان عميقة وجبال شاهقة حاملين الصقور الجارحة.


1 2 3
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي