CRI Online

السبل الاستهلاكية للصينيين خلال عطلة عيد الربيع

cri       (GMT+08:00) 2014-02-12 09:53:44


شهدت نفقات الشعب الصيني زيادة بنسبة 13.3 في المائة على التسوق والأطعمة خلال عطلة العام القمري الجديد التي استمرت سبعة أيام، وهو ما يوضح الثقة العالية للمستهلك برغم من الانخفاض في قوة دفع نمو الاقتصاد في بداية العام الجاري.

وقال محللون إن أرقام الإنفاق خلال فترة العطلة يشير إلى أن الطلب بين المستهلكين الصينيين لا يزال صحيا حتى برغم أن الإسراف فى الإنفاق اصطدم بتوسع حملة الحكومة للتوفير.

وتعد عطلة العام القمري الجديد، التي وافقت 31 يناير هذا العام، أهم عطلة في الصين بالنسبة للم شمل الأسرة. وتعني العطلة التي استمرت أسبوعا الإنفاق بتبذير ل 1.4 مليار نسمة.

وبلغ حجم مبيعات التجزئة وشركات إمدادات المواد الغذائية خلال ما يسمى بالأسبوع الذهبي للعطلة الذي انتهي في 6 فبراير 610.7 مليار يوان (100.8 مليار دولار أمريكي)، بزيادة نسبتها 13.3 في المائة على أساس سنوي، حسبما ذكرت بيانات صادرة عن وزارة التجارة مؤخرا. وفي الوقت الذي احتفل فيه الناس بعام الحصان في دائرة الأبراج الصينية المكونة من 12 عاما، حققت المجوهرات على شكل حصان مبيعات جيدة، بارتفاع بنسبة 35 في المائة و31.6 في المائة و30.2 في المائة على أساس سنوي في المراكز التجارية في هوبي ولياونينغ وهيلونجيانغ، بحسب الوزارة.

بيد أن مبيعات السلع الكمالية انخفضت بشكل حاد جزئيا بسبب حملة وطنية ضد البذخ والدعوات التي تطالب بالاقتصاد في المعيشة. وفي مدينة فوتشو بجنوب شرق الصين، انخفض حجم مبيعات المشروبات الكحولية باهظة الثمن بحوالي 70 في المائة في بعض المراكز التجارية.

وتجاوزت إيرادات شباك التذاكر في الأيام الثلاثة الأولى من العطلة إيرادات أيام العطلة كافة في العام الماضي.

وذكرت الإدارة الوطنية للسياحة مؤخرا أن عائدات السياحة الوطنية وصلت إلى 126.4 مليار يوان خلال العطلة، بنسبة زيادة 16.4 في المائة عن عام مضى.

وفاق عدد السياح 231 مليون بجميع أنحاء البلاد في الأيام السبعة، بزيادة قدرها 14 في المائة على أساس سنوي.

وفي أرقام أخرى، قفزت القيمة الإجمالية للتحويلات في الداخل والخارج عبر بطاقات شركة "يونيون باي" المصرفية خلال الأيام السبعة الأولى بنسبة 23 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى حوالي مائتي مليار يوان.

ودفعت عمليات الشراء بالبطاقات في السوبر ماركت والأسواق التجارية النمو بنسبة 22 في المائة و27 في المائة على التوالي، وفقا لشركة "يونيون باي"، إحدى شركات البطاقات المصرفية الوطنية في الصين.

وقال لو تينغ كبير الاقتصاديين في بنك اوف أمريكا ميريل لينش في مذكرة بحثية إن الإنفاق خلال فترة العطلة أتاح فرصة جيدة لاختبار ثقة المستهلكين الصينيين.

وأضاف تينغ "في الواقع إنها أول مجموعة من بيانات النشاط الموثوق فيها لكل عام حيث إن البيانات الشهرية الأخرى في يناير تتأثر إلى حد بعيد بتوقيت عطلات عام القمر".

وأثارت البيانات الكلية للبلاد في فبراير، خاصة مؤشر نشاط التصنيع المخيب للآمال، قلق الناس بسبب انخفاض قوة دفع النمو والبداية المتذبذبة للاقتصاد الصيني في 2014.

وتتأثر البيانات الكلية الشهرية في البلاد في يناير وفبراير بشكل تقليدي بالعام القمرى الجديد، الذي من الصعب استبعاده احصائيا بسبب قصر الفترات وتغير المواعيد.

وقد تظهر الانشطة التجارية والصناعية انخفاضا كما قد ترسل الشركات الصغيرة العمال المهاجرين إلى مسقط رأسهم قبل أسابيع من العطلة التي تمتد على مدار أسبوع.

ويعتبر نمو عائدات المبيعات الوطنية الذي بلغ 13.3 في المائة في حد ذاته نشاطا جيدا، برغم من انخفاضه بشكل طفيف عن زيادة بنسبة 13.6 في المائة فى مبيعات التجزئة في ديسمبر، وأقل أيضا من القراءة التي بلغت نسبتها 14.7 في المائة التى سجلت رقما قياسيا في الأسبوع الذهبي للعام القمري العام الماضي.

وأضاف المسؤول "تؤكد بيانات الإنفاق خلال العطلة وجهة نظرنا في أن النمو في الصين مستقر نسبيا برغم جولة جديدة من القلائل بسبب الهبوط الحاد".

وكانت مبيعات التجزئة بالإضافة إلى الاستثمار والصادرات المحركات الرئيسية الثلاثة للنمو الاقتصادي السريع في الصين.

وقال لو في وقت سابق في مذكرة بحثية أخرى "لا نعتقد أنه سيكون هناك تباطؤ ملحوظ في النمو في الوقت الحاضر. ولكننا نحذر من تدهور محتمل في نشاط السوق المتعلق بتوقعات النمو الصينية".

ومن جهة أخرى، حققت شبابيك التذاكر في الصين 1.4 مليار يوان ما بين اليوم الأول واليوم السابع لعيد الربيع، وبلغ عدد المشاهدين 38.8 مليون شخص، توزعوا على 800 ألف قاعة، وهو ما مثل رقما قياسيا في البلاد، وبالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، فقد حققت المؤشرات الثلاثة المذكورة زيادة على التتالي بـ 60%، 70% و42.86%.

وقد ظل عيد رأس السنة يعد أكثر الفترات ازدهارا بالنسبة لشبابيك التذاكر في الصين، لكن بالنظر من بيانات عيد الربيع الحالي، فقد تجاوزت إيرادات شبابيك التذاكر في عيد الربيع إيرادات عيد رأس السنة. وفي خلفية هذا التجاوز، تكمن التغيرات الجديدة في السوق الناجمة عن التغيرات في هياكل قاعات السينما وبنية المشاهدين.

أولا، خلال السنوات العشرة الماضية، اكتسب السكان الذين يعيشون في مدن الخط الأول، مثل بكين، شنغهاي، قوانغتشو...، جمهور عادة مشاهدة السينما. وخلال عطلة عيد الربيع، عاد هؤلاء السكان إلى مدنهم الأصلية من الخط الثاني والثالث، واصطحبوا معهم أقاربهم وأصدقائهم إلى السينما. وهو ما جعل مشاهدة السينما تصبح أحد أهم أنماط الإستهلاك الثقافي للمواطنين خلال فترة عيد الربيع.

من جهة ثانية، هيأ تمدد البنية التحتية السينمائية في البلْدات ظروفا جيدة للسكان العائدين إلى مدنهم الأصلية لمشاهدة الأفلام. حيث بلغ عدد الشاشات السينمائية في كامل 18195 شاشة خلال عام 2013، ما يمثل 10أضعاف سنة 2002، من بينها 5362 شاشة في البلْدات، ويشهد هذا العدد نموا سريعا في الوقت الحالي. ومع تسارع تأسيس البنية التحتية السينيمائية في مدن الخط الثالث والخط الرابع والبلْدات، أصبحت حصة الأسواق الداخلية الناشئة في بنية السوق تشهد نموا مستمرا.

وفي هذا السياق، يمكن القول إن القوة المزدوجة، المتمثلة في توسع نطاق السوق الصينية وتغير بنية المشاهدين، بصدد دفع السوق الصينية للدخول إلى وضع غير مسبوق من النمو الجيد، ومع تزايد عدد جماهير السينما، فإن الحيوية التي سيظهرها السوق وقواه الكامنة قد ينجم عنها إمكانات للتوسع لايمكن تقديرها.

وبدلا من البقاء في البيت، سافر تشو شي شي، الذي يعمل في مدينة شانغهاي الساحلية بشرقي الصين ومسقط رأسه في مقاطعة يوننان جنوب غربي البلاد، مع والديه من يوننان إلى بلدية تشونغتشينغ المجاورة، بالسيارة في عطلة عيد الربيع المنصرمة التي امتدت من يوم 31 يناير حتى يوم 6 فبراير الجاري.

وقال تشو إن أسباب اختياره لقضاء العيد هو أن العبور في الطرق السريعة كان مجانيا أثناء فترة العيد، كما أن بلدية تشونغتشينغ القريبة من بيته، تتمتع بموارد سياحية غنية، إضافة إلى أن السفر كان سهلا وممتعا ومريحا في الفترات العادية للسياحة في البلدية.

يعد عيد الربيع، أو السنة الجديدة وفقا للتقويم الصيني التقليدي، من أهم الأعياد التقليدية في الصين للم شمل الأسر، غير أن المزيد من الصينيين فضلوا قضاء فترة العيد ولم شمل الأسر، عن طريق القيام بالسياحة الترفيهية التي توفر الحرية والراحة، بدلا من البقاء في مساقط رؤوسهم، أو زيارة مناطق سياحية مع مجموعات سياحية.

وشهدت الصين ازدهارا في القطاع السياحي اثناء العطلة المنصرمة، فحسب بيان صادر عن مصلحة الدولة للسياحة، ارتفع الدخل السياحي في البلاد بنسبة 16.4 في المائة على أساس سنوي أثناء العطلة بين يومي 31 يناير و6 فبراير هذا العام، حيث وصل إجمالي الدخل السياحي إلى 126.4 مليار يوان (نحو 20.69 مليار دولار أمريكي) .

ووفقا للبيان، فقد وصل عدد السياح إلى 231 مليون شخص / مرة في أنحاء البلاد، بزيادة 14 في المائة مقارنة مع نفس الفترة العام الماضي، إذ قام حوالي 8.6 مليون شخص بزيارات لـ39 مدينة سياحية رئيسية في البلاد، بما فيها مدن بكين وشانغهاي ونانجينغ وهانغتشو وقوانغتشو وهايكو.

وقام الركاب الصينيون بـ7.69 مليون رحلة جوية في العطلة، بزيادة 19.8 في المائة عن عطلة العام الماضي، وفقا لمصلحة الصين للطيران المدني، وفي الوقت نفسه، أشارت المعلومات الصادرة عن وزارة النقل إلى أن الطرق البرية والمائية نقلت 443 مليون شخص / مرة خلال العطلة المنصرمة التي يطلق عليها "الأسبوع الذهبي" .

ووسط التدفقات السياحية في أنحاء البلاد حتى خارج البلاد، شهد السوق السياحي تغيرات جديدة.

وفي هذا السياق ذكر وانغ تشانغ رونغ، مدير شركة جيانفا للسياحة الدولية في مدينة شانغهاي، أن السوق السياحي في عطلة عيد الربيع المنصرمة شهد انخفاضا حادا في حركة السياحة الجماعية، بينما انتشر السفر الحر في كافة المناطق السياحية في البلاد تقريبا.

وأشار وانغ إلى أن معظم السياح في هذه العطلة كانوا من أفراد الأسرة، أو شكلوا مجموعة صغيرة وفضلوا التركيز على السياحة نحو الأماكن الصالحة للصحة أو الغنية بالأطعمة اللذيذة أو البضائع المتنوعة ، بينما واجهت بعض المدن السياحية التقليدية استقبالا باردا.

وفي هذا الصدد، تغيرت أساليب الصينيين لقضاء عيد الربيع التقليدي تغيرا تدريجيا، وفي أنحاء البلاد، لا تزال مدن عديدة تشهد ازدهارا في سوق السياحة، فيما اختلفت ألوان السياحة في العطلة من السفر نحو المناطق المغطاة بالثلوج في شمال شرقي الصين، إلى السياحة في المناطق الدافئة جنوبي الصين وغير ذلك.

أما في منطقة التبت ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين، فقد سجلت المنطقة 230 ألف زائر في العطلة حسب ما ذكرت إحصاءات واردة من السلطات المحلية.

وازداد عدد الزوار من داخل البلاد وخارجها إلى الهضبة أثناء العطلة الماضية بـ7.81 في المائة على أساس سنوي، مع ارتفاع الدخل السياحي بنسبة 13.3 في المائة، ليبلغ 185 مليون يوان (30.5 مليون دولار أمريكي) بحسب البيان.

وأرجع مكتب السياحة في منطقة التبت هذا النمو إلى تشجيع الحكومة المحلية النشيط على تطوير السياحة الشتوية، لأن موسم الشتاء يعتبر موسم الذروة التقليدي للسياحة في المنتجع السياحي الشهير.

أما في مدينة سانيا، المنتجع الواقع في مقاطعة جزيرة هاينان بجنوبي الصين، فقد شهدت ازدهارا في عدد الزوار أيضا أثناء العطلة، فحسب إحصاءات صادرة عن لجنة سانيا السياحية، استقبلت مدينة سانيا 707.400 زائر بزيادة 25.47 في المائة عن عطلة عيد الربيع الماضية .

وفي الأسبوع الماضي، استقبلت المنطقة المعفاة من الرسوم الجمركية في مدينة سانيا أكثر من 126.300 مستهلك، وسجلت زيادة في إجمالي المبيعات بقيمة 145 مليون يوان (حوالي 23.92 مليون دولار أمريكي) .

أما السياحة خارج البلاد، فقد بلغ عدد السياح الذين سافروا إلى خارج البلاد مع مجموعات سياحية 4.72 مليون شخص / مرة، بزيادة 18.1 في المائة مقارنة مع نفس الفترة العام الماضي، فيما قدرت مصادر سياحية أن يصل عدد السياح الذين سافروا للخارج بأنفسهم إلى عدد مماثل، ما سيجعل عدد السياح إلى خارج البلاد هذا العام حوالي 9 ملايين .

هذا وأشارت شيو جيوان جيوان، وهي محللة سياحية، إلى ضرورة أن تهتم الصين بتطوير قطاع السياحة بجعله أكثر "ترفيها" في ظل تنفيذ سياسات أكثر تخصصا بقطاع السياحة، وتوقعت أن تتطور السياحة الترفيهية والحجز عبر شبكات الانترنت والتسوق الترفيهي في المستقبل، مع تغير عادات الصينيين في الاستهلاك والحجز والسفر.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي