CRI Online

النمو الاقتصادي في المناطق الساحلية بجنوب شرقي الصين

cri       (GMT+08:00) 2014-07-22 14:31:02


مدينة دونعقوان


تعتبر مدينة دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ جنوب شرقي الصين الجبهة الأمامية للإصلاح والانفتاح على الخارج، فخلال أكثر من ثلاثين سنة مضت، تحولت مدينة دونغقوان من محافظة زراعية متخلفة إلى مدينة صناعية ناشئة مشهورة بالتصنيع والانتاج دوليا، وتسمى ب"المصنع العالمي"، في الوقت نفسه، تعتبر منصة هامة للتعرف على مستوى التنمية الاقتصادية الصينية.

إن شركة دونغشينغ المحدودة لمنتجات كشمير هي أول شركة اختبارية للإصلاح تابعة لمجموعة أردوس، والسيد لي شنغلي مديرها العام.

"منذ وقوع الأزمة المالية، أصبحت التكاليف تتزايد باستمرار وعدد استمارات طلبات البضائع تتناقص مع انخفاض أسعارها، في ظل هذه الحالة، وجدنا أنه لا بد لنا من أن نخلق علامة تجارية خاصة لنا إذا أردنا إيجاد موطئ قدم في السوق."

خلافا عن شركات المنسوجات المحلية الأخرى التي تقوم بالتصنيع، قرر لي شنغلي أن يسير على طريق جديد، أى صنع المنتجات حسب طلب المستهلكين. عندما طرح لي شنغلي هذه الخطة، عارضه الكثير من الأشخاص، وحول ذلك، قال لي:

"يعتقد المعارضون أن خطتي غير معقولة. كنا لا نقبل استمارة الطلب لتصنيع 10 آلاف قطعة ملابس في الماضي، والآن، نقوم بتصنيع الملابس المختلفة حسب الطلب من كل المستهلكين. طبعا، هذا صعب بالنسبة إلى عملية الإنتاج، لذلك، كانت آراء الآخرين تتناقض في البداية."

رغم وجود أصوات معارضة، ما زال لي شنغلي مصمما على القيام بها. عام 2008، أنشأت الشركة العلامة التجارية "المروج الانطباعية"، وبدأت تقدم منتجات كشمير حسب طلب المستهلكين. قال لي شنغلي:

"يمكن للمستهلكين أن يختاروا مختلف الألوان الوفيرة إضافة إلى اللون الأصلي، ويمكنهم أن يختاروا الزينة على الملابس أيضا."


شركة دونغشينغ المحدودة لمنتجات كشمير

في السنة الأولى لتطبيق هذه الخطة، حصل لي شنغلي على حوالي 6 آلاف استمارة طلب فقط، وما زالت الأعمال الرئيسية للشركة تتركز في التصنيع التقليدي للعلامات التجارية الأخرى، ولكن لي شنغلي متفائل جدا لآفاق تصنيع المنتجات حسب طلب المستهلكين، وقال:

"إن صناعة النسيج صناعة تقليدية، يمكننا أن نقول إن قدرة الإنتاج المحلية فائضة نسبيا، خاصة في مجال منتجات كشمير. أعتقد أن هذا النمط لا يلبي المطالب الشخصية للمستهلكين فحسب، بل يطلق العنان لمزايا شركتنا أيضا."

بعد ذلك، ازدادت مبيعات المنتجات بعلامة "المروج الانطباعية" التجارية ب30% إلى 50% سنويا، وقد بلغت المبيعات السنوية للشركة أكثر من 20 مليون يوان صيني في الوقت الحالي، واحتلت العلامة الخاصة بها 60% من المبيعات الإجمالية. وتنتشر أكثر من ثلاثمائة متجر سلسل لها في مختلف مواقع الاستهلاك العالية المستوى مثل الفنادق ذات 5 نجوم.

إن السيد ما هونغ مؤسس شركة سويوتي المحدودة للملابس، واختياره مختلف عن لي شنغلي تماما. عام 2006، قرر ما هونغ إقامة شركة خاصة له وخلق علامة تجارية تواكب موضة الشباب، قبل ذلك، كان يمارس بيع الملابس. في ذلك الوقت الذي اهتمت فيه معظم مؤسسات الملابس بالأسواق الدولية أو الأسواق في المدن الصينية الكبرى، واستهدف ما هونغ، السوق في الأرياف، حيث كان الكثير من الأشخاص متفائلين إزاء فكرته، حول ذلك، قال ما هونغ:

"في البداية، لم يوافق الكثير من الأشخاص على فكرتي، وقالوا إن قدرة الاستهلاك في المدن الكبرى عالية نسبيا ويصعب علينا أن نكسب الأموال في الأرياف."

لكن ما هونغ تمسك بقراره، وظل يركز انتباهه على الأسواق في الأرياف والمحافظات. لقد حافظت شركته على أكثر من 50% من معدل النمو السنوي ل6 سنوات متتالية، في عام 2011، بلغت مبيعات الشركة مليارا و200 مليون يوان صيني، وفي عام 2013، تجاوز عدد متاجرها 1700 متجر.


حديقة سونغشانهو للصناعة العلمية والتكنولوجية

لم نجد أثر المصنع في شركة سويوتي، لا يوجد فيها إلا مراكز العرض والتسويق والتصميم للمنتجات. قال ما هونغ لنا إن هناك أكثر من 3000 نوع من الملابس تنتج هنا سنويا.

"إن قدرة الإنتاج لقطاع صناعة الملابس الصيني كبيرة جدا، لكن المؤسسات التقليدية تركز على التصنيع. تهتم شركتنا بالبحوث والتطوير والتصميم للمنتجات من جهة، ومن جهة أخرى، تهتم بتسويق وتعميم العلامة التجارية وبناء مكانتها على الانترنت والإدارة، أما إنتاج المنتجات، فندعو المصانع الأخرى لإنتاجه."

بصفتها مصنعا عالميا، تجمعت عدد كبير من مؤسسات التصنيع والانتاج في مدينة دونغقوان اعتمادا على ميزتها الجغرافية منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، لكن مع تغيرات البيئة الاقتصادية داخل البلاد وخارجها، تعرض النمط الاقتصادي الذي يعتمد على التصنيع والانتاج التقليدي والسوق الخارجي لأثارها، وبدأت تنخفض سرعة النمو الاقتصادي. إذن، كيف يمكن لمدينة دونغقوان أن تحافظ على حيويتها الاقتصادية في حالة انخفاض النمو الاقتصادي؟

وبنيت حديقة سونغشانهو للصناعة العلمية والتكنولوجية بمدينة دونغقوان في عام 2001، وأصبحت منطقة التنمية للصناعة الحديثة والتكنولوجيا العالية على مستوى وطني في عام 2010. يعتقد مسؤول مدينة دونغقوان شو جيانهوا أن التكنولوجيا عامل مهم لقيادة قطاع التصنيع بمدينة دونغقوان إلى رفع مستواه الذاتي.

عام 2007، تعاونت جامعة هواتشونغ للعلم والتكنولوجيا مع مدينة دونغقوان في إقامة معهد البحوث لهندسة التصنيع، وحول التعاون بين الجانبين، قال نائب رئيس المعهد تشانغ قوهجون:

"نعرف أن مدينة دونغقوان مشهورة بالتصنيع، فتواجه ضغوطا في تحويل الهيكل ورفع مستوى الصناعة، لذلك، تريد مساعدتنا. وبالنسبة إلى جامعتنا، نحتاج إلى تحويل نتائج بحوثنا إلى قدرة الانتاج الواقعية."

كان هذا التعاون المشترك المنفعة لا يسهل تحويل الهيكل وارتفاع المستوى للمؤسسات فحسب، بل يفيد معهد البحوث. عام 2008، بلغت الإيرادات الإجمالية للمعهد 3 ملايين يوان صيني فقط، وفي عام 2013، تجاوزت مائة مليون يوان صيني.

خلال عملية التعاون مع المؤسسات، يقوم معهد البحوث ببحث وتطوير مختلف الأنواع من المنتجات حسب حاجاتها الخاصة، وقد قدم المنتجات والخدمات لأكثر من 3000 مؤسسة منذ بنائه. في السنتين الأخيرتين، خصص المعهد 120 مليون يوان صيني لبناء حديقة تفريخ الصناعة وخطط تقديم المنتجات والخدمات للمزيد من المؤسسات.

خلال عملية الإبداع العلمي والتكنولوجي ورفع المستوى الصناعي، طرحت حكومة مدينة دونغقوان فكرة إحلال المؤسسات العالية الفوائد والخفيفة التلويث محل المؤسسات التي لا آفاق لها. وخلال السنوات الأخيرة، بدأت الكثير من المؤسسات التي كانت تمارس التجارة الخارجية داخل السوق الصينية، وبفضل الدور المتزايد لحديقة الصناعة العالية التكنولوجيا، شهدت مدينة دونغقوان تطورا في مجال تحويل الهيكل ورفع المستوى الصناعي.

يعد تحويل الهيكل ورفع المستوى الصناعي اختيارا قاسيا تواجهه الصين بصفتها دولة كبيرة في صناعة التصنيع، وكانت المؤسسات الصينية مزدهرة في ظل البيئة البسيطة لتجارة التصنيع والتصدير في الماضي، وحصلت الصين بذلك على لقب "المصنع العالمي". لكن هذه المؤسسات وجدت تدريجيا أن الاعتماد فقط على كسب الأرباح من خلال التصنيع الرخيص لا يكفي للحفاظ على التنمية المستدامة، لأن التكاليف تزداد باستمرار. كانت الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008 والركود الاقتصادي العالمي المستمر بعدها تدرك الكثير من المؤسسات أنها ستموت بالتأكيد إذا استمرت في الاعتماد على استمارات طلب البضائع من الآخرين ولم تغير تكتيكاتها. ونثق بأن تحويل الهيكل ورفع المستوى الصناعي للمؤسسات الصينية ستتيح فرصة جديدة للتنمية والازدهار للاقتصاد الصيني والعالمي.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي