CRI Online

السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة تواجه الفرص والتحديات في طريقها إلى العالم

cri       (GMT+08:00) 2015-01-06 15:51:53


لي كه تشيانغ وكاميرون يؤكدان على ضرورة تعزيز التعاون بين الصين وبريطانيا في مجالات السكك الحديدية الفائقة السرعة وغيرها


أثناء لقائه مؤخرا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أكد لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني على ضرورة تعزيز التعاون بين الصين وبريطانيا في مجالات السكك الحديدية الفائقة السرعة والطاقة النووية والحضرنة وغيرها من المجالات الأخرى، مشيرا إلى أن الصين تشجع المؤسسات الصينية على المشاركة في المشروعات المعنية في بريطانيا، معبرا عن أمله في مواصلة تقديم الدعم والتسهيل من قبل الجانب البريطاني. وقبل ذلك، كشف ليو شياو مينغ سفير الصين لدى بريطانيا أنه أثناء زيارة لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني لبريطانيا في يونيو الماضي، سيناقش الجانبان إمكانية استثمار الصين في مشروع السكك الحديدية الفائقة السرعة الرقم 2 لربط مدينة لندن بشمال بريطانيا.

وتجدر الإشارة إلى أن السكك الحديدية الفائقة السرعة التي بدأ إنجازها في الصين منذ عام 2004، شهدت تطورا ملحوظا خلال عقد من الزمن حتى أصبحت التكنولوجيا والتقنيات في هذا المجال متطورة جدا، وحتى نهاية عام 2013، بلغ طول سكك الحديد فائقة السرعة 11028 كيلومتراً في الصين، مشكلا نصف إجمالي طول السكك الحديد فائقة السرعة في العالم. وعلى صعيد السرعة، تصل أعلى سرعة القطارات المخططة إلى 380 كم/كل ساعة، بينما تصل السرعة التجريبية إلى 486.1 كم/كل ساعة، حيث أصبحت الصين أكبر دولة في العالم من حيث طول السكك الحديدية الفائقة السرعة وحجمها على قيد البناء والسرعة.

وفي فبراير من هذا العام، أنجزت أساسا المرحلة الثانية من مشروع السكك الحديدية الفائقة السرعة من انقرة إلى اسطنبول في تركيا التي نفذتها مجموعة بناء السكك الحديدية الصينية، معلنا عن نصب أول معلم بارز في طريق خروج "السكك الحديدية الفائقة السرعة" من الصين إلى الخارج. ومنذ تحقيق النجاح في المناقصة في عام 2005 حتى إنجاز المشروع في عام 2014، كان السيد يوان لي مدير عام الشركة الصينية للهندسة المدنية التابعة لمجموعة بناء السكك الحديدية، يشارك ويشرف على المشروع كله، وأشار إلى أن إنجاز هذا المشروع ساهم في إرساء أساس متين لدخول المؤسسات الصينية إلى الأسواق الأوروبية، ما يرمز إلى تميز السكك الحديدية الفائقة السرعة بالقدرة التنافسية العالية في سوق العالم، إذ قال يوان لي:

"يلعب خط السكة الحديدية هذا دورا إيجابيا كبيرا في بناء الحزام الاقتصادي على طريق الحرير، وفي الوقت نفسه، وتعتبر تركيا بوابة لأوروبا، فيساهم إنجاز هذا المشروع في إرساء أساس جيد لدخول المؤسسات الصينية إلى الأسواق الأوروبية في المستقبل."

ومع ارتفاع الوعي في حماية البيئة، أصبح مفهوم التنمية المستدامة توافقا إلى رؤية مشتركة، وجوهره "الفعالية العالية، الكربون المنخفض، التقشف"، وفي ظل ذلك، وضعت الكثير من البلدان خططا في بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة، وبدأت تنفيذها. وفقا للإحصاءات الصادرة من اتحاد السكك الحديدية الدولي، باستثناء الصين، هناك أكثر من 10 دولة تعمل حاليا على بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة، ومن المتوقع أن يزداد طول السكك الحديدية ب10 ألف كم خلال عشر سنوات مقبلة، لذا، واجهت الصين فرصة لا مثيل لها لبناء السكك الحديدية الفائقة السرعة خارج البلاد.


السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة تواجه الفرص والتحديات في طريقها إلى العالم

وخلال السنوات الماضية، وقعت الصين على بروتكولات أو اتفاقيات مع كل من لاوس وتايلاند وأمريكا وروسيا والبرازيل، وعلاوة على ذلك، توصلت مع ميانمار وبولندا والهند وبعض بلدان آسيا الوسطى إلى رؤى مشتركة في تعزيز التعاون لتطوير السكك الحديدية.

من جهته، اعتقد يانغ تشي رونغ باحث الشركة الدوليةAnbound للمعلومات الاستشارية أنه خلال عدة سنوات قليلة، تمكنت السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة من الخروج إلى العالم، وهذا يعتمد رئيسيا على الطلب المتزايد من قبل البلدان المختلفة لها، بالإضافة إلى قدرتها التنافسية المتفوقة في التكنولوجيا وخبرات التشغيل والجودة والتكاليف، وفي هذا الصدد، قال يانغ تشي رونغ:

"تتميز السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة بخمس مميزات: الأولى هي قدرة التكنولوجيا الكاملة، وتُعتبر الصين نموذجا في إدخال التكنولوجيات الحديثة وامتصاصها وإكمالها، الثانية هي التكاليف المنخفضة، حيث تكون تكاليف السكك الحديدية الفائقة السرعة الصينية، ثُلث أو نصف تكاليف نظرائها الأجنبية، والثالثة هي التفوقات الصناعية، حيث عملت الصين على تشغيل أكثر من 45 في المئة من إجمالي السكك الحديدية الفائقة السرعة في العالم، وامتلكت أكبر وأكمل سلسلة للإمداد تدار بشكل منظوم وفعال، والرابعة هي أن الصين تتميزت بالخبرات الوفيرة في بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة وإدارتها وتشغيلها، والخامسة هي أن عملية خروج "السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة" تجمع بين تجارة البضائع والخدمات، بالإضافة إلى تصدير رؤوس الأموال، ويُعد هذا أمثل نمط تجاري حتى بالنسبة للبلدان الغربية."

وتجدر الإشارة إلى أن بلدان جنوب شرقي آسيا ظلت ترغب في بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة، لذا، تعمل الصين مع مختلف بلدان جنوب شرقي آسيا على تعزيز التعاون في مجال بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة. وأثناء زيارة لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني لتايلاند في أكتوبر عام 2013، كان لي يعرف الحكومة التايلاندية ومواطنيها على السكك الحديدية الفائقة السرعة في الصين، الأمر الذي يصبح محط الاهتمام في تايلاند.

"سبق لي أن سمعت عن السكك الحديدية الفائقة السرعة في الصين، وأعتقد شخصيا أن بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة هو فكرة جيدة، وستستفيد تايلاند من السكك الحديدية الفائقة السرعة إذا تم بناؤها."

"اتخذ الكثير من التايلانديين سيارة كوسيلة مواصلات، ولكن هذه الوسيلة تستغرق وقتا، حيث يمكن أخذ 12 ساعة أو أكثر لقطع مسافة إلى بعض المناطق البعيدة، إذا تم بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة في البلاد، فإنه سيسهل سفرنا."

وباستثناء الصين، تتطلع اليابان أيضا إلى دخول أسواق السكك الحديدية الفائقة السرعة في بلدان جنوب شرقي آسيا، فتعمل بنشاط على ترويج التكنولوجيا المعنية في هذه الدول، وفي هذا الصدد، أشار تشاو قوه تانغ نائب كبير المهندسين بشركة السكك الحديدية الصينية إلى أن السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة تتفوق على اليابان في التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، لذا، فمن السهل أن تكسب اعترافا دوليا بها، إذ قال تشاو قوه تانغ:

"تتحلى السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة بقدرة قوية على التكيف مع الظروف البيئية، ويتمثل هذا في نقطتين، أولا، لدينا معايير السرعة المختلفة من 200 كم/ساعة حتى 350 كم/ساعة والمعدات المعنية، ثانيا، تتميز تكنولوجيا السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة بالقدرة القوية على التكيف مع الظروف المختلفة، لأن الصين شاسعة في الأرض، وتشهد خلافات كبيرة في الجو في مختلف المناطق، وعلى سبيل المثال، تصل أدنى درجات الحرارة في شمال شرقي الصين إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، بينما يصل عدد الأيام التي تتجاوز قوة الريح 8 درجات، إلى 260 يوما كل سنة في مناطق شمال غربي الصين التي تمر بها السكك الحديدية الفائقة السرعة، لذا، نقول إن تكنولوجيا السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة تعد الأفضل من نوعها في العالم."

وتجدر الإشارة إلى أن عملية خروج "السكك الحديدية الفائقة السرعة" من الصين إلى الخارج، لا تؤاتيها الريح كل مرة، وعلى سبيل المثال، من الضروري اتخاذ المعايير الأوروبية عند دخول السكك الحديدية الصينية الفائقة السرعة إلى الأسواق الأوروبية، وهذا يعني أن جميع المعدات الصينية تخضع لتصديق الأجهزة الأوروبية المعنية، وتكلف هذه العملية مبلغا باهظا في الحصول على الرخصة، بالإضافة إلى استغراق الكثير من الوقت والقوة المعنوية.

ونأخذ المرحلة الثانية من مشروع بناء السكك الحديدية الفائقة السرعة من أنقرة إلى اسطنبول في تركيا كمثال، ومنذ تحقيق النجاح في المناقصة في عام 2005 حتى إنجاز المشروع في عام 2014، بالرغم من أن طول السكك الحديدية يصل إلى 158 كم فقط، لكن بناءها استغرق ثماني سنوات، وفي هذا الصدد، أشار تشنغ جيان بينغ مدير عام فرع مجموعة بناء السكك الحديدية الصينية في تركيا، إلى أن القيود الناجمة عن "المعايير الأوروبية" تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لعدم دخول المؤسسات الصينية إلى الأسواق الأوروبية، إذ قال:

"في الواقع، أخذنا "المعايير الأوروبية" تماما أثناء تنفيذ هذا المشروع، ونعتقد أن 80 في المئة من المعايير الأوروبية والصينية متشابهة، و20 في المئة منها مختلفة، وتكون المعايير الأوروبية صارمة في جميع المراحل، ومن الضروري أن تكون خامات الحديد متطابقة مع المعايير الأوروبية، وإلى جانب ذلك، يتعين على السبائك الفولاذية بعد صهر خامات الحديد أن تكون متطابقة أيضا مع المعايير الأوروبية."

ومن جانبه، أشار جيانغ يونغ باحث مركز البحوث الاستراتيجية الوطنية الصيني إلى أن هذه "المعايير" تعد الحواجز التجارية الدولية السرية إلى حد ما، مضيفا أن المعايير هي نتيجة التصنيع، أما البلدان الأوروبية والأمريكية، فإنها رائدة في التصنيع، وفي وضع المعايير في مختلف المجالات، فلا يمكن دخول الأسواق الدولية إلا بعد مواكبة هذه المعايير الأوروبية والأمريكية. ولكن المعايير الأوروبية التقليدية قد تجاوزها الزمن في بعض المجالات. وفي الوقت الحالي، تحقق السكك الحديدية الفائقة السرعة تطورا ملحوظا في الصين، فمن اللازم مواصلة الحفاظ على زخم النمو، وإن كانت تكنولوجيا السكك الحديدية الفائقة السرعة في الصين ناضجة إلى حد ما، فإن المعايير الصينية ستكسب الاعتراف الدولي في وقت قريب.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي