السفارة الكويتية تستضيف معرضاً فنياً للأزياء التراثية والمنحوتات واللوحات الفنية من الكويت والصين

السفارة الكويتية تستضيف معرضاً فنياً للأزياء التراثية والمنحوتات واللوحات الفنية من الكويت والصين

استضافت السفارة الكويتية في بكين، اليوم الأربعاء ( 5 يونيو)، معرضاً فنياً للأزياء التراثية والمنحوتات واللوحات الفنية من الكويت والصين.

حضر المعرض لفيف من السفراء العرب والأجانب، في مقدمتهم سفراء عُمان وفلسطين والبحرين وتونس وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا، وعدد من سفراء الصين السابقين لدى الدول العربية، وممثلون عن وزارتي الخارجية والثقافة الصينيتين، ومندوبو وسائل الإعلام، وحشد كبير من المدعوين.

ضم المعرض قسمين، شمل الأول مجموعة متنوعة من الملابس التراثية من البلدين، التي يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من ثلاثمائة عام، بينما احتوى القسم الآخر مجموعة من القطع الفنية المتنوعة التي تميزت مفرداتها بالدقة والإتقان، ومن أبرزها منحوتات للخيول والسفن باعتبارها من الرموز الحضارية المهمة لدى الجانبين، بالإضافة إلى عدد من لوحات الفنان التشكيلي الصيني الشاب تشي شينغ هوا.

وقالت مصممة الأزياء الصينية المشهورة وصاحبة المقتنيات المتميزة من الأزياء التراثية بي هونغ، إنها تمتلك أكثر من ألف قطعة من الملابس التي يعود تاريخها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، وهذا أول معرض تشارك فيه بمجموعتها لإيمانها بما يمكن أن يلعبه من دور في تعزيز التواصل والتعارف بين الشعبين، مؤكدة أن الأزياء جزء مهم من حضارة البشر وثقافتهم وتوجهات المجتمع، مضيفة أنها تعرفت على بعض ملامح الأزياء العربية مثل الجلابية وفستان الزفاف خلال مشاركتها اليوم، وتأمل أن يكون هذا المجال إحدى وسائل التواصل والتبادل الحضاري بين الطرفين.

أما السفير الكويتي لدى الصين سميح جوهر حيات، فقد أكد في حواره مع إذاعة الصين الدولية، أن المعرض الذي ضم الملابس والمنحوتات واللوحات الفنية في تمازج بين القديم والحديث، يعكس ثراء العلاقات الثقافية بين البلدين وأهمية تطويرها.

وقال إن من أهم القطع الفنية التي عرضت اليوم هو "الثوب الزري"، الذي كانت ترتديه الفتيات ليلة الزفاف حيث تهديه الأم إلى الابنة، لتتوارثه الأجيال المختلفة، وهو مصنوع من الحرير وخيوط الذهب، مضيفاً (في ابتسامة) أنه بذل مجهوداً كبيراً مع العائلة للسماح بسفر هذا الثوب وعرضه في الصين باعتباره إرثاً ثقافياً، وهو يحمل أيضاً قيمة إنسانية واجتماعية تشير إلى التكافل بين أفراد المجتمع، حيث كانت العائلات المقتدرة مادياً تعيره دون مقابل لغير القادرة حفاظاً على هذه التقاليد المتوارثة، لافتاً إلى أن شيئاً شبيهاً بهذا كان يجري في الصين قديماً .

مبيناً أن الأزياء تعبر عن التطور الذي شهده المجتمع عبر مراحله المختلفة، وهي قطعة حية من التاريخ، كما تعبر عن التداخل والتبادل بين الحضارات المتنوعة، لافتاً إلى الحرص على عرض منحوتات فنية للحصان والسفينة، باعتبارهما رمزين حضاريين لدى البلدين.

مضيفاً أن كتاباً سيصدر عن المعرض باللغتين العربية والصينية، لتعريف الأجيال الجديدة بالقواسم الحضارية والثقافية المشتركة بين الدولتين.

وحول مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية الذي استضافته الصين مؤخرا،ً قال السفير الكويتي، إن عام 2019م حافل بالعديد من المناسبات التاريخية للصين، منها الاحتفال بمرور 100 عام على حراك ال 4 من مايو، و70 عاماً على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، و40 على مسيرة الإصلاح والانفتاح.

مشيراً إلى أنه حضر مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، في بكين، معرباً عن تقديره لكلمة الرئيس شي جين بينغ التي أكدت على الروابط المشتركة بين الحضارات وأهمية الحوار في تنمية الشعوب.

وأضاف أن الحوار هو النواة الأساسية في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وركن أساسي في التعاون بين الدولتين وله نتائج عظيمة، لافتاً إلى أن الكويت كانت أول دولة توقع اتفاقات تعاون في إطار المبادرة.

وخلال العامين الأخيرين وقعت حكومتا البلدين أكثر من 20 اتفاقية، وتم وضع الخطط اللازمة للبدء بتنفيذها فعلياً خلال الفترة القادم.

وعن العلاقات بين البلدين، قال السفير الكويتي إن تاريخها يمتد إلى قرابة 50 سنة،حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية في مارس من عام 1971م، لكنها بدأت فعلياً قبل ذلك عندما وضع أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أول لبنة فيها عندما كان وزيراً للمالية والصناعة والتجارة أثناء زيارته للصين عام 1965م، وبعدها بشهر زار رئيس مجلس الدولة الصيني الكويت، مضيفاً أن الكويت لها سفارة في بكين وقنصليتان عامتان في هونغ كونغ وكوانجو، وستفتح الشهر القادم قنصلية عامة في شانغهاي، وهو أكبر تمثيل دبلوماسي للكويت بالخارج، ما يدلل على الأولوية التي توليها بلاده للصين على كل المستويات.

معرباً عن تطلعه إلى مشاركة الصين في إعمار منطقة شمال الكويت والاستثمار المباشر فيها، والتي تمتد على مساحة 2000 كيلومتر مربع، وتمثل أحد المشروعات الكبرى للبلاد، وإحدى النقاط المحورية المهمة على طريق الحرير، مضيفاً أن موقع الكويت يعطيها أفضلية في أن تكوم محوراً أساسياً في مبادرة الحزام والطريق بالخليج العربي.

وأشار سفير الكويت إلى زيارة الدولة التي قام بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للصين في يوليو من العام الماضي، والتي تعد أعلى زيارة أميرية للخارج، حيث كان بصحبته وفد رفيع المستوى ضم 20 شخصية في مرتبة الوزير، ووقعت خلالها اتفاقيات جوهرية، أهمها رفع مستوى العلاقات بين الجانبين إلى علاقات إستراتيجية شاملة .

ثم انطلق البلدان في العديد من الميادين التي شملت التجارة والاستثمار والطاقة، حيث تحتل الكويت مركزا متقدماً في تزويد الصين بالطاقة والنفط الخام، وقد بلغ حجم التجارة بين الطرفين 20 مليار دولار أمريكي العام الماضي، كما تلعب الصين دوراً كبيراً في مجال التنقيب عن النفط في الكويت بما تقدمه من حفارات وتكنولوجيا متقدمة.

ولفت حيات إلى أن هناك شركات صينية كثيرة تقوم بمشروعات في مختلف أنحاء الكويت، مضيفاً أن شركة صينية أنشأت مقر البنك المركزي الكويتي ليصبح أحد المعالم الحديثة المهمة في البلاد ورمزاً للتعاون بين الجانبين.

وحول خطط التعاون المستقبلية بين الدولتين، قال السفير الكويتي إن اللجنة المشتركة للحوار على مستوي وزيري الخارجية ونابيهما ستعقد اجتماعاً خلال الفترة القادمة في الكويت، حول التعاون المشترك وتبادل الآراء على الصعيد الدولي، كما ستجتمع اللجنة المشتركة للتجارة والاستثمار في نوفمبر القادم في الكويت أيضاً لبحث تنفيذ عدد من المشروعات والاتفاقيات المهمة بين الجانبين، كذلك ستأتي فرق فنية من الكويت لتقديم عروضها في الصين لإبراز هذا الجانب المهم في التبادل الثقافي بين الدولتين.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق