في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز " الأمريكية مؤخرا ، قال بيتر نافارو ، مدير مجلس التجارة الوطني بالبيت الأبيض ، إن المجتمع الأمريكي منقسم بسبب الوباء وهو متحير ويسوده اضطراب داخلي .

ومضى في استخدام تحليله "المنطقي" ليقول إنه إذا نقل الأمريكيون كل مشاعرهم السلبية إلى الصين ، فستكون الولايات المتحدة قادرة على التعافي من الوباء بسرعة أكبر. هذا الحلم المضحك فاجأ الجماهير. يبدو أنه من أجل التهرب من مسؤولية فشل الحكومة الفيدرالية في محاربة الوباء ، وصل كلام نافارو الى درجة الهراء غير المفهوم.

قبل يومين فقط من مقابلة نافارو مع قناة " فوكس نيوز" ، تجاوز عدد اصابات كورونا المؤكدة في الولايات المتحدة 5 ملايين ، ووصل عدد القتلى إلى 162800 بشكل كارثي. من المحتمل أن تكون الحقيقة المحرجة بشكل متزايد للوقاية من الوباء مع اقتراب موعدالانتخابات الأمريكية الوشيكة هي من الأسباب الرئيسية لأداء نافارو المحبط مرة أخرى. وفي الوقت نفسه ، وكذلك الدافع الخفي لتراكم رأس المال السياسي.

"الوحدة ،والتعاون والتضامن " هذا النداء الذي وجهه غيبريسوس ، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، إلى المجتمع الدولي في بداية الوباء. ولكن السياسيين في واشنطن كانوا يحاولون التهرب من المسؤولية والقاءها على الآخرين باستمرار والتحريض على الانقسام والمواجهة من أجل المصلحة الذاتية السياسية.

قبل أيام قليلة ، حذر روبرت ريدفيلد ، مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ، في مقابلة أنه إذا لم تتبع تدابير الوقاية من الوباء مثل ارتداء الأقنعة والحفاظ على مسافة اجتماعية ، ومن منظور الصحة العامة ، فقد تشهد الولايات المتحدة "أسوأ خريف" في التاريخ. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أداء نافارو السخيف يظهر مرة أخرى أن آلية صنع القرار في الولايات المتحدة لا تزال تعمل على المسار الخطأ ، وتفشل في مواجهة الوباء نفسه.

إن الولايات المتحدة ، باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم ، لديها بالفعل الأساس الاقتصادي والاجتماعي للوقاية من الأوبئة ومكافحتها ، ولكن بسبب الانحراف الجماعي لصناع القرار ، دفع الشعب الأمريكي ثمناً باهظاً!