تعليق: هل يعرف بومبيو شيئاً عن الحياء؟

تعليق: هل يعرف بومبيو شيئاً عن الحياء؟

زعم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مؤخراً، أن التنمية الاقتصادية للصين تقوم على تجاهل حماية البيئة، ليرد عليه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قائلاً، "على السيد بومبيو أن ينظر إلى نفسه في المرآة".

لقد فقد الساسة الأمريكيون مصداقيتهم تماماً لدى المجتمع الدولي، بعد أن انسحبوا من "اتفاقية باريس للتغير المناخي"، ما أعاق بشكل خطير الجهود العالمية لخفض الانبعاثات، فكيف يجرؤ بومبيو على الإدلاء بتصريحات غير متزنة بشأن قضية حماية البيئة في البلدان الأخرى؟ وهل يعرف شيئاً عن الحياء؟

في الواقع، ليس فقط في مجال حماية البيئة، فمنذ وصول الإدارة الأمريكية الحالية إلى السلطة، وهي تمارس لعبة نقض المواثيق والمعاهدات الدولية والانسحاب من المنظمات العالمية، والتنمر على الدول الأخرى.

ورأينا أنه بعد انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حاولت الولايات المتحدة بكل الوسائل منع انتخاب فنزويلا كعضو في المجلس، إلا أنها انتخبت بأغلبية 105 أصوات، ما يدل على الرأي العام السائد في المجتمع الدولي.

وبعد إعلان انسحابها من منظمة الصحة العالمية، ما زالت تحاول الهيمنة على خطة مجموعة السبع لإصلاح المنظمة، الأمر الذي دفع ألمانيا وفرنسا إلى الانسحاب من المفاوضات والمشاورات ذات الصلة.

وعقب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، طلبت واشنطن إطلاق آلية "الإعادة السريعة للعقوبات"، التي يمكن فقط للمشاركين في الاتفاقية المبادرة بها، وقد قاوم ذلك أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي بشكل مشترك.

تعليق: هل يعرف بومبيو شيئاً عن الحياء؟

والأمثلة كثيرة جداً، ويرى المحللون والمراقبون أن عدداً قليلاً من الساسة الأمريكيين، بمن فيهم بومبيو، يتلاعبون بالاتفاقيات الدولية المهمة لتحقيق مصالح سياسية شخصية، ما يلحق أضراراً فادحة بالعدالة والسلام والاستقرار والتنمية في العالم بشكل خطير.

وتصرفاتهم هذه تلقى انتقادات واسعة حتى من حلفائهم، لكن بومبيو وزملاءه يعتبرون أنفسهم لسان المجتمع الدولي، ويواصلون مهازلهم السياسية الواحدة تلو الأخرى، وهذا شيء سخيف للغاية.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق