تعليق: بومبيو الذي يسير في اتجاه معاكس للتقدم البشري يهدد العالم بشكل خطير

"مايك بومبيو هو أسوأ وزير خارجية في التاريخ"، قالت ذلك صحيفة ((واشنطن بوست)) في مقال نشرته مؤخرا وتوصلت إلى هذه النتيجة بعد تحليل أدائه الدبلوماسي منذ توليه منصبه. وكلامها صحيحة، إذا راجعنا ما فعله بومبيو في السنتين الماضيتين، تتَملكُنا الدهشة: إنه سياسي خالي من أي كفاءة مهنية وأخلاق أساسية، ويعمل رئيسيا على نشر الشائعات وإثارة الفوضى والبلبلة، فتوليه منصب وزير الخارجية الأمريكي ليس مجرد مصيبة للولايات المتحدة فحسب، بل يهدد العالم بشكل خطير أيضا.

وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا، كان بومبيو يهذي مرة أخرى، وادعى بأن الصين "استغلت" الولايات المتحدة و"دمرت" وظائف العمل الأمريكية وكانت الولايات المتحدة "تتذلل" للصين خلال السنوات الأربعين الماضية. إن تصرفات بومبيو الاستبدادية والكاذبة والخبيثة شكلت وصمة عار على الدبلوماسية الأمريكية، وتضر بالعالم بشكل مستمر.

أولا، سيطر بومبيو على الدبلوماسية الأمريكية بعقلية الحرب الباردة العنيدة، ورسم الخطوط أيديولوجيًا، واستدعى إحياء "المكارثية"، وأثار الانقسام والمواجهة بشكل محموم، وجلب تهديدًا كبيرًا للسلام والتنمية العالميين.

لنأخذ التبادلات بين الصين والولايات المتحدة كمثال، فمغالطة بومبيو المزعومة للعلاقات الصينية الأمريكية غير العادلة وغير المتكافئة طويلة المدى تتجاهل تمامًا التجربة التاريخية والحقائق الموضوعية والمعرفة الاقتصادية. يعرف أي شخص غير متحيز أن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة قد تم إجراؤها على أساس المزايا التكميلية والمنفعة المتبادلة منذ البداية. وفقا للإحصاءات ، دعمت العلاقات التجارية الصينية الأمريكية 2.6 مليون وظيفة محلية في الولايات المتحدة، واستثمرت أكثر من 72500 شركة أمريكية في الصين، واستفاد معظمها كثيرًا. أظهر أحدث تقرير حول الأعمال الصينية عام 2020 أصدرته غرفة التجارة الأمريكية في شانغهاي في 9 سبتمبر الجاري أن 78.2% من الشركات الأمريكية بالصين التي شملها الاستطلاع حققت الربحية في عام 2019، ومن بين أكثر من 200 شركة شملها الاستطلاع لديها أنشطة إنتاجية في الصين ، قالت 70.6% منها إنها لن تنقل عملية الإنتاج خارج الصين.

ثانيًا، يمارس بومبيو وشركاؤه الأحادية في الشؤون الدولية ويتبعون سياسات القوة ، و"الانسحاب التعسفي من المنظمات وخرق المعاهدات" ، وأصبحوا أكبر مدمرين للنظام الدولي المعاصر.

وخلال المدة الأخيرة، وقعت المؤسسات المتعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) في ورطة بسبب السلوك المتقلب للسياسيين الأمريكيين، وواجه التعاون العالمي تيارًا مضادًا غير مسبوق.

ليس من الصعب أن نرى أنه تحت سيطرة بومبيو، بدأ الفريق الدبلوماسي الأمريكي يعتاد الأحادية، مما أدى إلى هجوم شديدة على نظام الحوكمة العالمي.

ثالثًا، من أجل تحقيق مكاسب سياسية، خلق مرارا عقبات أمام التعاون الدولي للوقاية من الوباء، مما شكل تهديدا كبيرا لصحة الإنسان ورفاهيته والتعافي والتنمية.

لقد دخل العالم العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، لكن عقل بومبيو لا يزال في ذاكرة الحرب الباردة في القرن الماضي. وهذا يجعل السياسة الخارجية للولايات المتحدة غير متوافقة مع العصر واصبحت مدمرة للسلام العالمي والتنمية، وفي النهاية سيعاقب بومبيو التاريخ.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق