منذ تفشي وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد19) في مطلع هذا العام، يبذل بعض الساسة الأمريكيين جهوداً كبيرة ودؤوبة لاختلاق الأكاذيب حول الصين ونشرها لأغراض سياسية خفية.ومن بين هؤلاء مايكل ماكول العضو الجمهوري بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي، الذي تقدم مؤخراً، بما يسمى تقريراً استقصائياً جمع كل أنواع المعلومات المزيفة، فيما يعتبر موسوعة أكاذيب كبرى لتشويه سمعة الصين، ولكنها كشفت فقط حقيقة فشل الإدارة الأمريكية في مكافحة كوفيد-19 داخل الولايات المتحدة.
لقد أثبت أداء الصين في المعركة ضد المرض أن الحقائق تسحق كل الأكاذيب، إذ أصر الحزب الحاكم دائمًا على وضع الشعب والحياة في المقام الأول أثناء مكافحة الجائحة باعتبارها أزمة صحية عامة كبرى على المستوى العالمي لم تواجهها البشرية خلال قرن من الزمن، وأخطرت بكين منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية والدولية والبلدان ذات الصلة بالمعلومات المتعلقة بالوباء بشكل استباقي، وتشاركت التسلسل الجيني للفيروس مع العالم، وبادرت بإطلاق فعاليات دولية للوقاية من الوباء ومكافحته.
وفي المقابل، "لم ينفذ القادة الأمريكيون الاستراتيجيات والتكتيكات القائمة في المجالات الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية لمواجهة كوفيد-19، بل ركزوا جهودهم على إثارة الضجة حول القضايا الأيديولوجية والسياسية والسوق وجدول الانتخابات"، حسبما ذكر موقع صحيفة "نيويورك تايمز"، في مقال نشره مؤخرا.
والصين التي أعلنت خلال الأيام الماضية انضمامها رسميًا الى "خطة كوفاكس"، لضمان التوزيع العادل لإمدادات اللقاحات المستقبلية ضد كوفيد 19 حظيت بتقدير كبير من المجتمع الدولي، وقال سيث بيركلي مؤسس المبادرة والرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، شريك منظمة الصحة العالمية، إن انضمام الصين "سيضيف قوة لضمان التوزيع العادل للقاحات الجديدة في المستقبل".
وفي المقابل، رفضت واشنطن الانضمام إلى هذه الخطة، ما دعا خبير الأمراض المعدية بجامعة هارفارد مايكل مينا للإعراب عن أسفه، مشيراً الى أنها قد عزلت نفسها بالفعل بهذه الخطوة.ونحن نسأل: إلى متى يمكن للولايات المتحدة، التي تمارس الانعزالية، أن تخدع المجتمع الدولي؟
وننصح ماكول ونظراءه الآخرين بقضاء الوقت في مساعدة الشعب الأمريكي على الخروج من هذا النفق المظلم وتجاوز المحنة بدلاً من تلفيق الأكاذيب ضد الصين، والتخلي عن الحسابات السياسية الضيقة والعمل على إنقاذ حياة الناس.