صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي مؤخرا بشكل علني بأن كثيرا من الدول حول العالم قد تقدمت بطلباتها للولايات المتحدة بشأن توفير لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، إلا أن الحكومة الأمريكية لم تلب احتياجات أي بلد، ما أبرز بصورة واضحة "قومية اللقاح" التي تنتهجها إدارة بايدن وأثار قلقا شديدا واسعا لدى المجتمع الدولي، كما أظهر أن بعض البلدان الغنية، وخاصة الولايات المتحدة، تكدس كمية كبيرة من اللقاحات تفوق بكثير عدد سكانها، وتتنافس مع " مبادرة "كوفاكس" لمنظمة الصحة العالمية في طلبات شراء اللقاحات، وتسعى للتحكم في صادرات المواد الخام لإنتاج اللقاحات حتى تتنافس مع الأطراف الأخرى في كفاءة الإنتاج ذات الصلة. وأدت سلسلة من الممارسات الأنانية لتلك الدول إلى معاناة  في مجال توزيع اللقاحات على نطاق العالم ولظلم خطير، وجعلتها تواجه تهديدًا كبيرًا من "قانون الغاب " باعتباره قانونا تتفوق فيه القوة الغاشمة أو المصلحة الذاتية في النضال من أجل البقاء على قيد الحياة.

وأعرب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور مؤخرا عن شكره وامتنانه للصين على تسليم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى بلاده. وفي الوقت نفسه، حث علناً لأول مرة الولايات المتحدة على تقديم لقاحات لبلاده، وقال "آمل في التعبير عن شكري للحكومة الأمريكية في أقرب وقت ممكن، لأنني متأكد من أنهم سيقدمون مساعدات أيضًا، على الرغم من أنهم لم يفعلوا ذلك حتى الآن." وتنهدت وسائل الإعلام المكسيكية بعمق شديد، وقالت "إننا قريبون جدًا من الولايات المتحدة ولكننا بعيدون جدًا عن اللقاحات".

ومن حسن الحظ، أن الصين بصفتها دولة مسؤولة  ظلت تبذل كل ما في وسعها لتوزيع اللقاحات بشكل عادل ، الأمر الذي ضخ حيوية إيجابية في حرب المقاومة ضد وباء كورونا في العالم. ومن آسيا إلى أوروبا، ومن منطقة الشرق الأوسط إلى قارتي أفريقيا وأمريكا، تتلقى المزيد والمزيد من البلدان لقاحات من الصين، ونتيجة لذلك، ازدادت معدلات التطعيم بشكل كبير في بعض الدول. وقد قام قادة العديد من البلدان بتلقي جرعات تطعيم اللقاح الصيني وأشادوا به!

وفي الآونة الأخيرة، قررت الصين التبرع ب300الف جرعة من اللقاحات  الى قوات حفظ  السلام التابعة للأمم المتحدة، مع إعطاء الأولوية لمنطقة البعثة الأفريقية. وهذا  التزام من الصين بتعهداتها على تقديم اللقاحات كمنتج عام عالمي ، مما يدل على دعم الصين  لتعددية الاطراف. وبالاضافة الى ذلك ، أعربت الصين عن استعدادها لتقديم لقاحات اضافية للمشاركين فى دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في طوكيو والالعاب الاولمبية الشتوية في بكين ، ما وصفه رئيس اللجنة الاولمبية الدولية توماس باخ بانه " روح  تضامن الاولمبياد الحقيقية " .

تعد اللقاحات مفتاحا في حرب مكافحة وباء كورونا على الصعيد العالمي. وينبغي على البلدان المتقدمة أن تتخلى عن الداروينية الاجتماعية (نظرية اجتماعية تقوم على أفكار تشارلز داروين في تحقيق التطور عن طريق الاصطفاء الطبيعي وتطبقها على حقل علم الاجتماع. فحسب هذه النظرية الاصطفاء الطبيعي لا يفسر تطور الأحياء البيولوجي فقط، بل يمكن تطبيقه لفهم تطورات وتغيرات التجمعات الاجتماعية البشرية--المحرر) وقانون الغاب في أقرب وقت ممكن وأن تقدم اللقاحات الى البلدان النامية بكل إمكاناتها.  وكما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ايدهانوم، إنه ينبغي على أوروبا والولايات المتحدة والبلدان الغنية الأخرى أن تتحرك بأعمال فعالة حقيقية لكبح تفشي الوباء في العالم .