تعليق: حقوق الإنسان في الولايات المتحدة عبارة عن حلم يقظة

تعليق: حقوق الإنسان في الولايات المتحدة عبارة عن حلم يقظة_fororder_VCG31N1310798638

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا التقارير المتعلقة بحقوق الإنسان لعام 2020، حيث ألقت فيها باللوم على حالة حقوق الإنسان في العديد من البلدان، بينما رفع الضابط العسكري الأمريكي دعوى قضائية ضد الشرطة الأمريكية بتهمة التمييز العنصري وتنفيذ القانون بعنف، ما يثبت انتهاك الولايات المتحدة لحقوق الإنسان مرة أخرى.

وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا أن الملازم الثاني بالجيش الأمريكي كارون نازاريو يقاضي ضابطي شرطة في وندسور بولاية فيرجينيا بتهمة التمييز العنصري وتطبيق القانون بعنف، ما يوضح مفارقة أن الضابط الذي يدافع عن البلاد أصبح متضررا  من "التمييز العنصري" في الولايات المتحدة بسبب  لونه الأسود. ومن زعيم الحقوق المدنية الأمريكي مارتن لوثر كينغ وهو يصرخ "لدي حلم" إلى فلويد "لا أستطيع التنفس" إلى الضابط العسكري الأمريكي الذي يتعرض للضرب من قبل الشرطة الأمريكية، قد مر أكثر من نصف قرن، ولكن التمييز العنصري في المجتمع الأمريكي يتطور من السيئ إلى الأسواء.

ولقد أثبتت حقائق لا حصر لها أن المساواة العرقية هي مجرد حلم بعيد المنال في الولايات المتحدة. إن تمزيق المجتمع الأمريكي الناجم عن "حتمية لون البشرة" هو دليل ملموس لانتهاكات حقوق الإنسان. ولم تنحسر تمامًا موجة التظاهر لحماية "أرواح السود" في العام الماضي، وتليها هذا العام موجة التظاهر لحماية "أرواح الآسيويين"، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، كان هناك ما لا يقل عن 500 هجمة لأنصار تفوق العرق الأبيض على المتظاهرين المناهضين للعنصرية في الولايات المتحدة في عام 2020. حيث علقت وسائل الإعلام الأمريكية قائلة: "كانت الولايات المتحدة دائمًا في أزمة إرهاب التفوق الأبيض". بالإضافة إلى ذلك، تلقت منظمة (أوقفوا كراهية الأمريكيين من أصل آسيوي ومن جزر المحيط الهادئ )(أيه أيه بي أي)، وهي منظمة اجتماعية غير ربحية ترصد حوادث العنف ضد الأمريكيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ، والتي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، حوالي 3800 تقرير عن اعتداءات أو الإساءة لأشخاص من أصل آسيوي في الفترة من مارس 2020 وحتى فبراير 2021، بحسب المنظمة. حتى مع هذا العدد الكبير، لا تزال وسائل الإعلام الأمريكية تعتقد عمومًا أن جرائم الكراهية ضد الجماعات الآسيوية قد "يتم التقليل من شأنها بشكل كبير".

وانتشر مرض "التمييز العنصري" المستمر في جميع جوانب الحياة الاجتماعية في الولايات المتحدة، وحتى في مواجهة "الحق في الحياة"، لا يزال "التمييز العنصري" يتجلى بشكل قاطع وواضح. بالرغم من أن اللقاحات تعتبر جزءًا مهمًا من الكفاح ضد فيروس كورونا المستجد، لكن عدد اللقاحات المتاحة للأقليات في الولايات المتحدة أقل بكثير من عدد اللقاحات للبيض. وفقًا لبيانات صادرة عن  مؤسسة Kaiser Family Foundation، اعتبارًا من 29 مارس  الماضي بالتوقيت المحلي، تلقى 25٪ من الأمريكيين البيض جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات، في حين أن نسب الأمريكيين الأفارقة واللاتينيين الذين تم تطعيمهم هي 15٪ و 13٪ على التوالي. وأشارت وسائل الإعلام الأمريكية إلى أنه خلال عملية توزيع اللقاحات والتسجيل المسبق والتلقيح، فإن الأقليات في وضع غير مؤات مقارنة بالبيض، ونتيجة لذلك، يمكن للبيض الحصول على اللقاحات في أسرع وقت ممكن، بينما تضطر الأقليات إلى الانتظار الطويل. وأشار موقع "فاينانشيال تايمز" البريطاني إلى أن "لا شيء يعكس الاختلاف في لون البشرة في الولايات المتحدة أكثر بمواجهة العيش والموت في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد".

فإن التمييز والكراهية ضد الأقليات العرقية ليس فقط جزءًا متجذرًا من المشاكل الاجتماعية الأمريكية، ولكنه يكشف أيضًا عن مشاكل حقوق الإنسان المزمنة في الولايات المتحدة، مما يشكل نوعا من السخرية للولايات المتحدة التي تعتبر نفسها "معلما لحقوق الإنسان"، ورغم الانتهاك الشديد لحقوق الإنسان، لا تزال الولايات المتحدة تمارس معايير مزدوجة بشأن ذلك، وتتدخل بشكل تعسفي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ستار حماية " حقوق الإنسان ، فإن سلوكها غير أخلاقي على الإطلاق، بل انتهاك سافر ضد قضية حقوق الإنسان في العالم.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق