ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الأربعاء (28 أبريل)، خطابا أمام الكونغرس، وردت به تصريحات متشددة كثيرة تجاه الصين عند حديثه عن العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك مهاجمتها بزعم تبنيها "سياسات تجارية غير عادلة"، و"ضرورة الحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي القوي في منطقة الإندو-باسيفيك"، و"الالتزام الثابت بواجب الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية ".
ومن خلال الخطاب يرى محللون أن السياسة الأمريكية تجاه الصين لم تتغلب بعد على ما تنطوي عليه من سوء فهم بعد مرور 100 يوم على تولي إدارة بايدن مقاليد السلطة، كما لم تتلمس الولايات المتحدة إلى الآن الطريق الصحيحة للتعامل معها.
وقد كرر بايدن في خطابه كلمات "المنافسة والتعاون والمواجهة"، التي تمثل فكرة إدارته في التعامل مع الصين.إلا أن المحللين أشاروا إلى أن "المواجهة" تحتل جزءاً أكبر من سياسة الحكومة الأمريكية الجديدة إزاء الصين، نظراً لأدائها خلال الثلاثة أشهر الماضية، حيث ورث بايدن من إدارة ترامب السابقة الأهداف الاستراتيجية لاحتواء التنمية الصينية وعملية المواجهة الأيديولوجية التي أطلقها وزير الخارجية السابق مايك بومبيو وغيره من الساسة البارزين.
وفي الوقت نفسه، أجرت إدارة بايدن بعض التعديلات في الأساليب والطرق لمعاملة الصين، ومنها رفع راية "تعددية الأطراف" من جديد، بغية توحيد حلفائها لتشكيل حلقة حصار حول الصين.
ورغم تغير الإدارة والرئيس، لا تزال واشنطن تحافظ على الفهم الخاطئ إزاء الصين، ولا ترغب في تقبل تنميتها وازدهارها، وتعتقد خطأ أنها تسعى لتجاوز الولايات المتحدة وقلب النظام العالمي الذي تقوده الدول الغربية.كذلك يسعى الساسة الأمريكيون لنشر ما يسمى "التهديد الصيني" والترويج للمواجهة الإيديولوجية، لدفع العالم إلى "حرب باردة جديدة"، وهذا سوء تقدير سيشكل خطراً الولايات المتحدة نفسها والمجتمع الدولي كله.
إن العالم اليوم في حالة اضطراب خطيرة، والأمر الملح هو ضرورة التعاون بين الجانبين الصيني والامريكي، وليس المواجهة والعداء.
واتضح مراراً وتكراراً أن التحكم في الخلافات والتركيز على التعاون خيار يصب في صالح الصين والولايات المتحدة والعالم كله، سواء كانت المكالمة الهاتفية بين رئيسي الدولتين عشية رأس السنة القمرية التقليدية الصينية أو الاجتماع بين مسؤولي البلدين في أنكوراج، أو التفاعل النشط الأخير بين الجانبين حول قضية تغير المناخ.
إن هدف التنمية الصينية ليس تجاوز الولايات المتحدة، بل هي دولة تريد أن تكون في وضع أفضل وتسعى لرفع مستوى معيشة شعبها، ولا تريد أن تزيح أي دولة أخرى أو تكون بديلاً لها.
والمهمة الملحة لواشنطن الان هي كبح خطر تصاعد المواجهات والعودة إلى طريق التعاون مع الصين والمنافسة الصحية.وكما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، خلال مقابلة صحفية مؤخراً، يجب على الولايات المتحدة تعلم التعايش مع دولة شاسعة المساحة مثل الصين.