بقلم/ روجينا وانغ
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي تجدد في الأيام الأخيرة، هو الأشد حدة منذ سبع سنوات.
وقد أفاد تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، يوم 19 مايو، أن الجولة الحالية من الاشتباكات تسببت في مقتل 217 فلسطينياً، بينهم 63 طفلاً.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، توحد العالم العربي على إدانة الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة والطريقة التي اقتحمت بها الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في القدس، وأعلنت الحكومات العربية مواقفها علناً، واندلعت احتجاجات في بلدان مختلفة.
حتى الدول العربية التي طبعت العلاقات مع إسرائيل، بما في ذلك الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، انتقدت علانية سياساتها ودعت إلى دعم فلسطين والدفاع عن القدس.
وبالإضافة إلى ذلك، تحاول مصر والأردن، اللتان تربطهما علاقات دبلوماسية قديمة مع إسرائيل، تهدئة الصراع.
لكن ماذا فعلت الولايات المتحدة، المعروفة باسم "شرطي العالم" و"محامي حقوق الإنسان"؟
يوم ال17 من مايو، أعربت الحكومة الأمريكية عن دعمها لوقف إطلاق النار بين الجانبين، قائلة إنه يتعين على إسرائيل بذل قصارى جهدها لحماية المدنيين الأبرياء، لكنها كررت في الوقت نفسه دعمها الثابت لحقها في الدفاع عن نفسها.
وفي اليوم نفسه، كشف موقع "واشنطن بوست" الإلكتروني أن الحكومة الأمريكية وافقت على بيع أسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 750 مليون دولار لإسرائيل.
وهذا لم يثر انتقادات المجتمع الدولي فقط، بل كانت هناك خلافات بين أعضاء الحزب الديمقراطي نفسه حول موقف واشنطن من دعم الحكومة الإسرائيلية.
وقد عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئاً، للمرة الثالثة خلال أسبوع، لكنه فشل حتى الآن في إصدار قرار بالإجماع حول هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لأن الولايات المتحدة، باعتبارها من أقوى حلفاء إسرائيل، منعت المجلس مرارًا وتكرارًا من إصدار بيانات تدعوها إلى وقف عملياتها العسكرية.
وشدد الرئيس بايدن على أن الصراع الإسرائيلي يجب أن تكون قضية إسرائيل الدبلوماسية.
أما الصين، فكان موقفها من هذا الحادث سريعًا وحازمًا، حيث دعت ولا تزال تدعو المجتمع الدولي إلى بذل جهود أكبر لمنع استمرار العنف، وأعربت عن أسفها لعرقلة الولايات المتحدة مجلس الأمن عن إصدار بيان بهذا الشأن.
كما أعلنت أنها ستستجيب للتوترات الحالية في الشرق الأوسط باعتبارها مهمتها الأساسية، وستدفع مجلس الأمن الدولي، الذي تتولى رئاسته هذا الشهر، لمناقشة القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وستعمل بجد لدفع محادثات السلام والوفاء بمسؤولياتها كعضو دائم بالمجلس.
كذلك دعت بكين، مرة أخرى، مفاوضي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء محادثات مباشرة في الصين.
ولعل المجتمع الدولي قد فهم بوضوح من خلال مواقف مختلف الأطراف وردود فعلها إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتصاعد، مَنْ يبذل قصارى جهده من أجل تحقيق العدالة؟ ومن يقاتل لتحقيق مكاسب شخصية؟