تعليق: يجب على الولايات المتحدة قبول التحقيق الدولي حول مصدر فيروس كوفيد-19

أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن هيئات الاستخبارات بالتحقيق حول أصل فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يوم الأربعاء الماضي (26 مايو)، بما في ذلك  مصدره (ما إذا كان الفيروس أتى من الطبيعة أو تسرب من المختبر)، وتقديم تقرير خلال 90 يومًا. كما قال إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها لحث الصين على المشاركة في التحقيقات الدولية.

ويعد البحث عن مصدر الفيروس مشكلة علمية، فلماذا يجب على رجال المخابرات التحقيق؟ وقد انتهى التحقيق المتخصص في الصين، فلأي حجة "حث الصين"؟ ومن البديهي أن الحكومة الأمريكية الحالية تحاول تسييس الوباء بكل ما في وسعها، الأمر الذي جعلنا نتذكر أن إدارة بوش أجبرت هيئات الاستخبارات على إيجاد دليل حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وكان ذلك تحقيقاً على أساس "افتراض الذنب".

تعليق: يجب على الولايات المتحدة قبول التحقيق الدولي حول مصدر فيروس كوفيد-19_fororder_2068450587

كما نعلم جميعًا، أكد تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية حول تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد، الصادر عن منظمة الصحة العالمية في نهاية مارس الماضي أنه "من غير المرجح للغاية" نقل الفيروس إلى البشر من المختبر.

إن تتبع منشأ الفيروس مهمة عالمية. وتم اكتشاف العديد من الحالات المبكرة حول الإصابة بكوفيد-19 في مختلف أنحاء العالم، فينبغي إجراء التحقيق في العديد من البلدان والمناطق. ويجب على الولايات المتحدة التعاون بنشاط في هذا الصدد، باعتبارها الدولة الأكثر تضرراً بالوباء.

وفي وقت مبكر من شهر مارس من العام الماضي، اعترف المدير السابق للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها ريدفيلد أن بعض الوفيات في موسم الأنفلونزا الذي بدأ في سبتمبر عام 2019 كانوا مصابين بالفعل بكوفيد-19. متى ظهرت الحالة الصفرية لوباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة؟ إن الإجابة على هذا السؤال هو أهم شيء في المرحلة الثانية من تتبع منشأ الفيروس على نطاق العالم.

تعليق: يجب على الولايات المتحدة قبول التحقيق الدولي حول مصدر فيروس كوفيد-19_fororder_1497267410

وبالإضافة إلى ذلك، فإن المختبرات البيولوجية السرية الكثيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها جعلت العالم يشك فيها بشكل هائل. وعلى سبيل المثال، كان مختبر فورت ديتريك البيولوجي في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة اغلق فجأة في يوليو عام 2019. وذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" أنه منذ عام 2003، حدثت مئات من حالات الاتصال البشري العرضي مع كائنات دقيقة مميتة في المختبرات الأمريكية. ما هي الأضرار التي تسببها هذه المختبرات لأمن الصحة العامة العالمي؟

ويجب أن يعتمد تتبع منشأ الفيروس على العلم وليس السياسة. ومن يخالف هذا المبدأ سيعاقب، وقد ثبت ذلك بالحقائق خلال العام الماضي، فهل سيكرر السياسيون الأمريكيون نفس الأخطاء؟ ومن المستحيل أن يقلب حفنة من الأمريكيين الأسود إلى الأبيض، وتحميل غيرهم المسؤولية عن الوباء. متى ستصدر الولايات المتحدة دعوة إلى منظمة الصحة العالمية مثل الصين لكشف مصدر فيروس كوفيد-19؟ ويجب عليها الإجابة على هذا السؤال أمام العالم.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق