تعليق: محاولات واشنطن لاحتواء الصين باسم المنافسة ستؤدي إلى نتائج غير مرغوبة

تعليق: محاولات واشنطن لاحتواء الصين باسم المنافسة ستؤدي إلى نتائج غير مرغوبة_fororder_060912.JPG

أقر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء(8 يونيو) مشروع "قانون الابتكار والمنافسة الأمريكي"، الذي جاء نتيجة لتواطؤ الحزبين الأمريكيين ويضم العديد من المشاريع المعادية للصين. ويعامل القانون الصين على أنها "عدو مفترض" في كل المجالات، ويشوه صورة تنمية الصين وسياساتها الداخلية والخارجية، ويدعو إلى تنافس استراتيجي شامل مع الصين، بل ويحرض على فك الارتباط مع الصين ومجابهتها. إن ما ينطوي عليه هذا القانون من نوع الحرب الباردة وعقلية المجموع الصفري بعيد كل البعد عن العصر!

ونقل موقع معهد كوينسي لفنون الحكم المسؤول مؤخرًا عن سوين، مدير مشروع شرق آسيا التابع له، قوله في مقال إن جزءًا من مشروع القانون يكرر تصريحات واشنطن لشيطنة الصين، ويعكس إلى حد ما أن الولايات المتحدة تبحث الآن عن كبش فداء لنموها الاقتصادي الصعب، ويشير إلى شعور الأمريكيين بانعدام الأمن والإحباط جراء ذلك.

تعليق: محاولات واشنطن لاحتواء الصين باسم المنافسة ستؤدي إلى نتائج غير مرغوبة_fororder_060913.JPG

وفي ظل العولمة الاقتصادية اليوم، ستؤدي محاولات الولايات الأمريكية لاحتواء الصين بشكل شامل من خلال التشريعات، بلا شك إلى إلحاق أضرار بالتنمية والتقدم على الصعيد الدولي، وستؤذي نفسها في نهاية المطاف.

وعلى سبيل المثال، أعلن "قانون الابتكار والمنافسة الأمريكي 2021" عن تمويل أكثر من 200 مليار دولار في المجالات التكنولوجية والعلمية والبحثية الأمريكية، واستثناء الأفراد المرتبطين بمشاريع الأبحاث الصينية من مشاريع الأبحاث العلمية الأمريكية من أجل تعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة. إلاّ أن السعي وراء الهيمنة التكنولوجية سيضر حتما بالتعاون والتبادلات العلمية والتكنولوجية على نطاق العالم، وكذلك سيكون له تأثير سلبي كبير على الابتكار التكنولوجي والتقدم التكنولوجي للبشرية جمعاء، كما أن الولايات المتحدة ليست محصنة من ذلك.

يبدو أن الطرف الأمريكي نسى أنه قد تبنى كثيرا من التدابير لقمع الصين وعزلها في عدة  مجالات  تكنولوجية  متطورة خلال العقود الماضية، إلا أنه لم يفشل في تحقيق أهدافه فحسب، بل ساهم أيضًا في دفع الصين لتطوير نقاط  قوته العديدة  التي تتمثل في مشروعات استكشاف القمر وبناء المحطة الفضائية فضلا عن الهبوط على سطح المريخ ...

وفي الوقت الحاضر، تمتلك الصين إنتاجًا صناعيًا واسع النطاق وسوقًا استهلاكيًة ضخمة، فضلاً عن موارد بشرية وفيرة، وكل ذلك يوفر ظروفًا مواتية للبلاد كي تسلك طريق التطور التكنولوجي اعتمادا على الابتكار المستقل. وأشار موقع "روسيا اليوم" مؤخرًا في تعليق له إلى أن الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة على الاستثمار في الشركات الصينية لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية وسيجعل الصين أقوى.

تعليق: محاولات واشنطن لاحتواء الصين باسم المنافسة ستؤدي إلى نتائج غير مرغوبة_fororder_060914.JPG

في الواقع، إن التنمية الصينية لن تهدف أبدًا إلى استبدال مكانة الولايات المتحدة، بل ترمي لتمكين الشعب الصيني من عيش حياة أفضل وأكثر سعادة. وترحب الصين بالمنافسة السليمة على أساس الإنصاف والعدالة، ولكنها لا تقبل الهجمات المتبادلة والمنافسة الشرسة بين خيارى إما الحياة أو الموت، ولا تسمح لأي طرف بحرمانه  من حقه المشروع في التنمية.

والآن الكرة في ملعب الولايات المتحدة لكسر الجمود الحالي في العلاقات الثنائية. إن الصين ليست عدوا للولايات المتحدة أبدا، وإنما هاجس في عقول بعض الساسة الأمريكيين فقط. يجب على الطرف الأمريكي التوقف الفوري عن عملية مراجعة مشروع القانون السلبي المتعلق بالصين وتركيز طاقته على إدارة شؤونه الخاصة. وينبغي عليه إدراك أنه لا أحد قادر على إعاقة خطى تقدم الشعب الصيني نحو حياة أفضل. إذا مضى على طريقه الخاطئ، فسوف يدفع ثمنه لذلك في النهاية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق