دخلت الولايات المتحدة، في الوقت الحاضر، الموجة الرابعة من جائحة كورونا، مع ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بالفيروس.
ووفقاً لآخر الإحصاءات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، فإن متوسط عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، تجاوز 118ألف حالة يومياً، وتجاوز متوسط عدد حالات الإقامة في المستشفيات 66 ألفاً يومياً، فيما يوشك عدد كبير من المستشفيات في جميع أنحاء البلاد على بلوغ أقصي طاقته الاستيعابية.
واعتباراً من يوم ال 11 من الشهر الجاري، بلغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة أكثر من 36 مليوناً، وعدد الوفيات أكثر من 610 آلاف حالة، ما يمثل المعدل الأعلى في العالم.
والواقع الثقيل يظهر أن تصنيف وكالة بلومبرج الأخير الذي منح الولايات المتحدة المركز الأول عالمياً في التصدي للوباء يبدو مثيرًا للسخرية بشدة، حيث استحقت عن جدارة صدارة التصنيف الدولي في الفشل بمكافحة الفيروس في تقرير بحثي مشترك أصدرته ثلاث مؤسسات
فكرية صينية.
وإذا راجعنا الخط الزمني لمواجهة الولايات المتحدة الوباء خلال أكثر من عام، فليس من الصعب أن نجد أن أصحاب السلطة هناك قد وضعوا مصالحهم الذاتية والسياسية فوق حياة الشعب، وكان هذا هو السبب الجذري للفشل في مكافحة الجائحة.
إنك لن تستطيع السيطرة على الجائحة داخلياً، وفي الوقت نفسه تقوض التعاون العالمي في مكافحتها خارجياً، وإذا كان الوباء كارثةً طبيعية فإن فشل واشنطن في التصدي له أثبت أن الإنسان قد يصنع الكارثة ويزيدها سوءاً أيضاً.
وإذا لم يغير مسؤولو البيت الأبيض نهجهم وطريقة تفكيرهم ويعتبروا إنقاذَ الأرواح نقطة انطلاق للسيطرة على الوباء والوقاية منه فإن المأساة الأمريكية لن تتوقف..
ولكن للأسف، فإن التلاعب السياسي الذي يتجاهل الحقوق الأساسية للشعب الأمريكي مازال متواصلاً، ولا تزال الكارثة الإنسانية مستمرة وتتفشى بأرجاء الولايات المتحدة، وهو عارٌ تتحمل واشنطن وزره، ومصيبةٌ ثقيلة يرزح تحتها الشعب الأمريكي!