بالفعل، استخدم السياسيون الأمريكيون وباء فيروس كوفيد -19، الذي هو في الأصل كارثة صحية عامة عالمية، كسلاح، مما خلق صراعات بين الدول الكبرى.
في بداية تفشي الوباء، تجاهلت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت التحذيرات الصادرة عن الصين ومنظمة الصحة العالمية، وفوّتت أفضل نافذة زمنية للوقاية من الوباء ومكافحته. ومع انتشار الجائحة في الولايات المتحدة، أشار الرئيس الأمريكي آنذاك عمداً إلى فيروس كوفيد - 19 باسم "الفيروس الصيني" و"فيروس ووهان"، في محاولة للتنصل من مسؤوليته عن الاستجابة الضعيفة للوباء وتوجيه غضب الجماهير نحو الصين. في حين كانت بعض وسائل الإعلام الأمريكية والسياسيين اليمينيين تسير على نفس المسار، ونسجت ونشرت أكاذيب مثل ما يسمى بـ "التسرب المختبري في الصين" في محاولة لتضليل المجتمع الدولي.
الديمقراطيون الذين دخلوا البيت الأبيض لم يستفيدوا من دروس فشل سلفهم في محاربة الوباء، بل واصلوا السير على طريق الإلقاء بالمسؤولية على عاتق الآخرين، حيث تمت مطالبة وكالات المخابرات الأمريكية بوضع تقرير عن تتبع مصدر الفيروس في غضون 90 يومًا، وإجبار منظمة الصحة العالمية على إجراء ما يسمى بالمرحلة الثانية من تحقيقات مصدر الفيروس ضد الصين. إن التلاعب السياسي الأمريكي قد سمم بشدة أجواء التضامن والتكاتف في مواجهة الوباء، وقوبل بإدانة دولية واسعة.
ونشر موقع المجلس الروسي للشؤون الدولية مؤخرًا مقالًا يشير إلى أن وضع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة أصبح أكثر خطورة، بينما لا تركز الحكومة الأمريكية الحالية على ضبط النظام الداخلي، بل تبحث عن كبش فداء في الخارج. وهذا خطأ فادح. وفي هذا الصدد، قال الباحث البريطاني مارتن جاك بصراحة في ندوة قبل أيام قليلة، إنه "منذ بداية كوفيد-19، اغتصبت الجيوسياسة العلم"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تدخر أي جهد لتضليل انتباه الناس عن الواقع.