"أخبار كاذبة!" كانت هذه تعويذة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ،لكنها أصبحت للأسف تصويرًا لوضع المجتمع الأمريكي الحالي. منذ اندلاع وباء كوفيد-19، كانت المعلومات الكاذبة حول الوباء تتطاير في السماء  في الولايات المتحدة ، ما أغرق  الحس العلمي السليم  والروح العقلانية اللازمة لمكافحة الوباء، كما يدل الأمر على الموقف الوارد في تقرير بحثي صادر عن ثلاثة مراكز أبحاث في الصين أنه يمكن تسمية الولايات المتحدة "الدولة الأولى في العالم للمعلومات الكاذبة. "

في بداية تفشي الوباء، تجاهل صانعو القرار في البيت الأبيض جميع الإنذارات المبكرة وفوّتوا أفضل نافذة للوقاية من الوباء ومكافحته. بالمقابل بعدم القدرة على وقف انتشار الفيروس، فإن السياسيين الأمريكيين  كانوا ماهرين في نشر معلومات كاذبة حول الوباء.

ونقلت "الكابيتول هيل" الأمريكية ذات مرة عن خبراء الصحة العامة انتقادهم لزعيم الولايات المتحدة السابق الذي روج معلومات كاذبة حول وضع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) وطرق العلاج، مما قلل من إمكانية اتباع الجمهور للنصائح العلمية والصحية،وجعل حياتهم في خطر.

كشفت بيانات بحثية أصدرها باحثون من تحالف العلوم بجامعة كورنيل في العام الماضي، عن أن أكثر من 1.1 مليون مقالة من أصل 38 مليون مقالة بشأن الوباء نشرت في وسائل الإعلام باللغة الانجليزية من كل أنحاء العالم خلال الفترة من أوائل يناير حتى أواخر مايو من العام الماضي، احتوت على معلومات خاطئة. وتم تناقل هذه المقالات لأكثر من 36 مليون مرة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، منها  3/4 على Facebook. وفي هذا الصدد، أشار جوشوا شافستين، نائب عميد كلية بلومبرج للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز، إلى أن المعلومات الخاطئة حول كوفيد-19 هي "أحدي الأسباب الرئيسية لعدم أداء الولايات المتحدة بشكل جيد في مكافحة الوباء".

رغم تغيير البيت الابيض لصاحبه ، إلا أن التلاعب السياسي المتمثل في  تسييس تتبع منشأ فيروس كورونا بافتراض " التسرب من المختبرات الصينية" وإلقاء اللوم على الصين وتحميل المسؤولية  لها ، لم يتغير. وإلى جانب ذلك، أصدرت وسائل إعلام  أميركية مثل بلومبرج قائمة وصفت فيها الولايات المتحدة ب "أول دولة ناجحة في مكافحة الوباء "،الأمر الذي أصبح أضحوكة العالم. وخلال الاسابيع القليلة المقبلة ،  من المتوقع أن يتجاوز عدد الاصابات الجديدة فى الولايات المتحدة  أكثر من 200 الف حالة .

وتظهر الحقائق أن الولايات المتحدة فشلت تماما في حربها ضد الوباء، وتستحق عن جدارة لقب "أول دولة معلومات كاذبة في العالم" . إن الأكاذيب التي صاغها الساسة الأميركيون تضلل الرأي العام ، وتعمي الشعب الأميركي وتعرقل مكافحة الوباء العالمية. وينبغي معاقبة أولئك الذين كانوا يزيفون المعلومات وينشرونها بشكل خبيث معاقبة شديدة !