"الحزب الشيوعي الصيني هو حزب سياسي ذو طموحات سامية، ليست من بينها الهيمنة على العالم، ولكن الإسهام في خدمته"... 

هذه العبارة، التي جاءت في وثيقة "المهمة التاريخية وقيم العمل للحزب الشيوعي الصيني" الصادرة مؤخرًا عن دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب، أثارت إعجاب العالم الخارجي وتقديره، وهي ليست مجرد شعار دعائي، ولكنها وصف حي لمسار النضال والمسيرة العملية لأكبر حزب سياسي في العالم على مدار قرن من الزمان.

والحزب الشيوعي الصيني الذي ولد في أثناء مقاومة العدوان الأجنبي، وخاض نضالاً شاقاً في هذه الحرب، ظل يعتز بالسلام على الدوام ويعارض بحزم سياسة القوة، ويحرص على السير في طريق التنمية السلمية الذي يرفض الهيمنة.
ومنذ تأسيسها لم تُثر جمهورية الصين الشعبية أي حروب أو نزاعات، ولم تعتد على شبر واحد من أراضي الدول الأخرى.
وفي الوقت الحالي، تعد الصين ثاني أكبر مساهم مالي في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كما أنها أكبر الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي في إرسال قواتها وعناصرها للمشاركة في صون السلم العالمي، وفي الوقت نفسه، تشارك بنشاط في إصلاح نظام الحوكمة العالمية وبنائه، وتبذل جهوداً متواصلة في الحد من الفقر ومكافحة الإرهاب في أنحاء العالم... 

و"الحزب الشيوعي الصيني لا يأمل في أن يعيش الشعب الصيني فحسب حياة كريمة، بل أن تحيا شعوب البلدان الأخرى حياة كريمة أيضاً".
وحتى يونيو2021، قدمت الصين ما مجموعه 2 مليار دولار كمساعدات للدول النامية المتضررة من كوفيد 19-لدعمها في مواجهة الوباء واستئناف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى تقديم المعونات المادية لأكثر من 150 دولة و 13  منظمة دولية لمكافحة الجائحة ...
ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، فإن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين وتعمل على تنفيذها، ستخلص 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32  مليون شخص من الفقر المعتدل في البلدان ذات الصلة، وستزيد حجم التجارة بين الدول المشاركة بنسبة  2.8٪ لتصل إلى 9.7٪ ، والتجارة العالمية بنسبة  1.7٪ إلى  6.2٪، والإيرادات العالمية بنسبة  0.7٪ إلى 2.9٪.

وفي مواجهة التغيرات الهائلة التي لم يشهدها العالم منذ قرن من الزمان، اقترح الحزب الشيوعي الصيني فكرة "بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، ما يفتح لتقدم الإنسانية مسارًا جديدًا من التعاون المشترك والمنفعة والتقاسم المتبادلين.
والباحث البارز في معهد الدراسات الآسيوية بجامعة سنغافورة الوطنية كيشور ماهبوباني يرى أن "فكرة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تتفق مع الحالة الفعلية للمجتمع الإنساني في بيئة العولمة واحتياجاته الفعلية، وهي رؤية استشرافية وعاقلة".
وفي الوقت الحالي، سلط وباء كوفيد 19- الضوء بشكل أكبر على القيمة المعاصرة والأهمية العملية لفكرة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، إلا أن بعض الدول لا تزال تسعى إلى الهيمنة وتدوس على القواعد الدولية كما تشاء، بينما يعمل الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني على تقديم الدعم والمساعدة لمختلف الشعوب في مكافحة الوباء وإنعاش الاقتصاد والحفاظ على الأمن الإقليمي. 
وقد أشار ألبرتو مورينو رئيس الحزب الشيوعي البيروفي، إلى أن "جهود الصين ومبادراتها التي تحرص على السلام والتنمية والتعاون، وتدعم التعددية بنشاط، وتدعو إلى خلق مستقبل إنساني متبادل المنفعة، تظهر الرؤية العالمية للحزب الشيوعي الصيني وإقباله على تحمل المسؤولية".