"إن" البئر الصيني هدية لإنقاذ الأرواح". قالت ذلك السيدة لوبكوس ماريلا برلمانية محلية في المنطقة التي تقع فيها قرية روميني في زيمبابوي. وبسبب نقص المياه النظيفة لمدة طويلة، أصيب العديد من سكان القرية بالكوليرا وأمراض أخرى. وتحسن الوضع في أغسطس من العام الجاري، حيث حسّن البئر الذي تم بناؤه بمساعدة الحكومة الصينية الظروف الصحية بشكل كبير، توقفت الأمراض الناجمة عن تلوث المياه بين سكان القرية. ومنذ عام 2012، ساعدت الحكومة الصينية زيمبابوي في بناء 1000 بئر، واستفاد منها أكثر من 400000 شخص من السكان المحليين. ويعكس البئر الصغير الصداقة طويلة الأمد بين الصين وأفريقيا.
وأصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني، اليوم الجمعة (26 نوفمبر)، كتاباً أبيض يوضح تفاصيل تعاون البلاد مع أفريقيا في العصر الجديد.
وقال الكتاب الأبيض الذي يحمل عنوان "الصين وأفريقيا في العصر الجديد: شراكة متساوية"، إن الخبرات السابقة المشتركة والغايات والأهداف المتشابهة قرّبت الصين وأفريقيا من بعضهما البعض.
وأضافت الوثيقة أن الصين وأفريقيا ستظلان دائماً مجتمع مستقبل مشترك.
وذكر الكتاب الأبيض أن تطوير التضامن والتعاون مع الدول الأفريقية، يعتبر حجر الأساس للسياسة الخارجية الصينية، كما أنه استراتيجية ثابتة وطويلة الأمد.
وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، مبادئ سياسة الصين تجاه افريقيا والمتمثلة بـ: مبادئ الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة والتقارب وحسن النية ومبدأ السعي لتحقيق منافع أفضل والمصالح المشتركة. ورسم مسار تعاون الصين مع أفريقيا، وتقديم المبادئ التوجيهية الأساسية، وفقاً للكتاب الأبيض.
وأشار الكتاب الأبيض إلى أن نجاح قمة جوهانسبورغ في عام 2015، وقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2018، أسهمتا في دفع التعاون الصيني الأفريقي نحو مستوى جديد غير مسبوق.
وقرر الرئيس الصيني شي جين بينغ والقادة الأفارقة بالإجماع، في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، أن يعمل الجانبان على بناء مجتمع مستقبل مشترك أقوى للصين والدول الأفريقية، وتعزيز التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وإرساء معلم جديد في العلاقات الصينية الأفريقية، بحسب الكتاب الأبيض.
وذكرت الوثيقة أن الصين وأفريقيا يثق كل منهما بالآخر، وأن الصداقة الصينية الأفريقية متينة للغاية، مضيفة أن الصين ملتزمة بتعزيز الثقة السياسية المتبادلة بينها وبين أفريقيا، وتوسيع التعاون العملي مع أفريقيا في مختلف المجالات، وتقديم مساعدتها لتعزيز السلام والتنمية في القارة الأفريقية.
وبعد سنوات من الجهود المخلصة، ازدهرت شجرة التعاون الصيني الافريقي، لتنتصب باسقة ومتينة، ولا يمكن لأي قوة أن تهزها، وفقاً للكتاب الأبيض.
ولم تتطور العلاقات بين الصين وإفريقيا في يوم واحد، ناهيك عن هدية تُمنح من أحد، بل تطورت خطوة بخطوة من كلا الجانبين. وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي في المستقبل، ستظل الصين وأفريقيا دائمًا الصديقين الأكثر موثوقية والشريكين الأكثر إخلاصاً. ولا يمكن لأي قوة أن تهز الشجرة الشاهقة للتعاون الصيني الأفريقي.