أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين (30 مايو) خطابا مكتوبا للاجتماع الثاني لوزراء خارجية الصين ودول جزر المحيط الهادئ، حيث أوضح أنه بغض النظر عن كيفية تطور المشهد الدولي، ستظل الصين دائما صديقا جيدا يشترك في المثل الأعلى نفسه ويتبع المسار نفسه، وشقيقا جيدا في السراء والضراء، وشريكا جيدا يتقدم جنبا إلى جنب مع دول جزر المحيط الهادئ، مشيرا إلى أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الطرفين، التي تتميز بالاحترام المتبادل والتنمية المشتركة، حققت تقدما مطردا وأحرزت نتائج مثمرة، ما شكل مثالا جيدا للتعاون فيما بين بلدان الجنوب والمنفعة المتبادلة.
من جانبه، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي شارك في استضافة الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الصين ودول جزر الباسيفيك مع رئيس وزراء وزير خارجية فيجي فوريكي باينيماراما في سوفا، عاصمة فيجي، إن العالم يشهد تحديات وتحولات غير مسبوقة. إن إسهام الصين في المسار المستقبلي للبشرية هو بناء مجتمع مصير مشترك.
وقال وانغ إن الصين ستواصل تعزيز منصات التعاون الست الجديدة بشأن الحد من الفقر وتغير المناخ والوقاية من الكوارث والزراعة ومركز تكنولوجيا جيونتساو.
وأعلن وزير الخارجية الصيني عن خطط لعقد الاجتماع الثاني لوزراء الزراعة بين الصين ودول جزر الباسيفيك هذا العام والمعرض الرقمي التجاري الدولي للصين ومنطقة أوقيانوسيا وجنوب الباسيفيك.
وفي الاجتماع، قال قادة ووزراء خارجية دول جزر الباسيفيك إن بلدانهم تعتز بالصداقة والشراكة مع الصين، مقدمين شكرهم للصين على دعمها الإيثاري ومساعدتها المتفانية في مكافحة الكوارث والأمراض وتعزيز المرونة الاقتصادية والسعي لتحقيق التنمية المدفوعة ذاتيا.
وقالوا إن دول جزر الباسيفيك تتطلع إلى توسيع التعاون مع الصين في مختلف المجالات والاستفادة من خبرتها في الإصلاح والتنمية لدعم استراتيجية 2050 لقارة الباسيفيك الزرقاء وتعزيز القدرة على بناء البنية التحتية الأساسية وتحسين رفاهية الشعوب، ومعالجة تغير المناخ وتنفيذ الحماية الإيكولوجية، من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتوفير حياة أفضل لشعوب دول جزر الباسيفيك وكتابة المزيد من القصص حول الصداقة العميقة.
وعقب الاجتماع، رد وزير الخارجية الصيني على بعض التساؤلات الأخيرة بشأن سبب دعم الصين بنشاط ومساعدتها للدول الجزرية، قائلاً إن الصين كدولة نامية ومسؤولة، فإنها تساعد وتدعم ليس فقط دول جزر جنوب الباسيفيك ولكن أيضًا البلدان النامية الأخرى في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بدون انقطاع من الماضي إلى اليوم.
وقال وانغ إنه في أوائل الستينيات تقريبا، شدت الصين حزامها الخاص من أجل بناء السكك الحديدية لبعض الدول الإفريقية الشقيقة، مضيفا أن الصين تقف مع الدول النامية بشكل أبدي، ومع الدول المتوسطة وصغيرة الحجم.
كما نصح بعدم الإفراط في القلق أو الحساسية المفرطة، لأن التنمية والازدهار المشتركين اللذين حققتهما الصين والدول النامية الأخرى سيجعل العالم مكانًا أكثر مساواة وتناغمًا واستقرارًا.
ويواصل عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارته لدول جزر المحيط الهادئ التي أقامت الصين معها العلاقات الدبلوماسية، مما يؤثر على الأعصاب الحساسة للولايات المتحدة وأستراليا وغيرهما من الدول الغربية التي تزعم أنها "قلقة بشأن توسع بكين الكبير في التعاون الأمني في جنوب المحيط الهادئ".
ومنذ فترة طويلة، ظل ينقص الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى احترام كاف لبلدان جزر المحيط الهادئ، ناهيك عن التعاون المتكافئ والمتبادل المنفعة معها. وبعد الحرب العالمية الثانية، استخدمت الولايات المتحدة منطقة جنوب المحيط الهادئ كموقع للتجارب النووية ومكب للنفايات النووية.
وفي السنوات الأخيرة، لطخ الرأي العام الغربي بشكل متكرر تعاون الصين مع دول جزر المحيط الهادئ ذات الصلة، مما ألقى بظلال من المنافسة الجيوسياسية على هذه المنطقة. وبدلاً من التلاعب بالجغرافيا السياسية بقلق، يجب على الولايات المتحدة وأستراليا والدول الأخرى أن تأخذ مطالب التنمية لبلدان جزر المحيط الهادئ على محمل الجد وأن تفعل شيئًا عمليًا للتنمية المحلية مثل الصين.