"قد تصبح قمة الأمريكتين هذه إشارة إلى تراجع القيادة الأمريكية في أمريكا اللاتينية"، هذا هو تقييم وسائل إعلام مكسيكية للقمة التاسعة للأمريكتين التي من المقرر عقدها في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة خلال الفترة من الـ6 إلى الـ10 من شهر يونيو الجاري. ويرى محللون سياسيون محليون أن "مبدأ مونرو" لم يعد له نفاذ في المنطقة.
بدأت قمة الأمريكيتين عام 1994، وهذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها الولايات المتحدة القمة. في أبريل هذا العام، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لن تدعو قادة كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا لحضور المؤتمر، مستشهدة بما يسمى "قضية الديمقراطية". ويبدو هذا السبب من سمات الإدارة الأمريكية الحالية المتمثلة في لعب حيلة تشكيل العصابات لقمع المنشقين باسم ما يسمى بـ "الديمقراطية" و"القيم"، ما أدى بطبيعة الحال إلى استياء شديد لدى بلدان أمريكا اللاتينية، وتشير جميعها إلى أن هذه القمة الإقليمية برئاسة الولايات المتحدة ستتحول إلى " دردشة" بدون نتيجة فعلية.
منذ أن طرحت الولايات المتحدة "مبدأ مونرو" للسيطرة على أمريكا اللاتينية عام 1823، عانت دول المنطقة بما يكفي من التدخل العسكري والتلاعب السياسي والعقوبات العشوائية وتضخم الصادرات من طرف الولايات المتحدة.
على الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري أعلن في خطابه أمام منظمة الدول الأمريكية في نوفمبر 2013 أن "عصر مبدأ مونرو قد انتهى"، وأن بلاده ستعتبر بلدان أمريكا اللاتينية "شركاء متساوين" لها. لكن لم يتغير شيء منذ ذلك. وانتهزت واشنطن فرصة استضافة قمة الأمريكتين هذه لقمع دول أمريكا اللاتينية اليسارية الثلاث، هو أحدث مثال على أن "مبدأ مونرو" لا يزال سائدا في الفكر الأمريكي.
بدأت قمة الأمريكيتين هذا العام وسط انتقادات ومقاطعة ومعارضة واسعة، وقدمت دليلا بليغا لرأي فرناندو ريفيرو، المحلل السياسي الفنزويلي البارز، أن "الهيمنة أحادية القطب للولايات المتحدة قد انتهت".