تعليق: هذه الدراما الحزبية للتنافس على السلطة لا تعزز إلا "الكابوس الأمريكي" فقط

 

"إذا لم تعالج الولايات المتحدة المشاكل النظامية التي تهدد الديمقراطية، فإن جلسة (استماع خاصة بحادثة أعمال شغب الكابيتول هيل) لن يكون لها تأثير."

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها الصحفي الأمريكي الكبير نولان سيجلتون تعليقا على مهزلة التحقيق في حادثة الكابيتول هيل .

اعتبارًا من 14 يونيو الجاري بالتوقيت المحلي، عقدت لجنة مجلس النواب الأمريكي المختارة والمعنية بالتحقيق في حادثة اقتحام مبنى الكابيتول هيل التي وقعت في 6 يناير 2021، جلستي استماع بشأنها. وعلقت شبكة "سي إن إن" الإخبارية بأن فعاليات بث جلسة الاستماع مباشرة يمكن أن تجعل الولايات المتحدة تتذكر تأثير هذا "الكابوس القومي". وبالنسبة للعالم، فإنها فرصة لإعادة فحص الديمقراطية على النمط الأمريكي.

في 6 يناير 2021، اقتحم آلاف الأفراد -- معظمهم من أنصار ترامب -- مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة وعطلوا جلسة مشتركة للكونغرس أثناء عملية تأكيد نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وأسفرت الحادثة عن مقتل خمسة أشخاص، وإصابة أكثر من 140 شرطيًا، وتم القبض على ما يزيد عن 700 شخص، ما صدم العالم بأكمله، واعتبر  "أحلك ساعة للديمقراطية الأمريكية".

وأصدرت جلستا الاستماع الأخيرتان مجموعة من مقاطع الفيديو هات والشهادات للتإكد من   إذا كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صلة مباشرة بأعمال الشغب في الكابيتول هيل، وما إذا كان لا يزال يتهم بتزوير الانتخابات حتى عندما علم أنه خسر ها.

وحسب استطلاع حديث لشبكة "إن بي سي نيوز" فإن 45 بالمائة من المستطلعين يعتقدون أن ترامب مسؤول "كليًا" أو "أساسيًا" عن الاضطرابات في الكابيتول هيل، بينما يرى 55 بالمائة أن ترامب "مسؤول جزئيًا" أو "لا يتحمل أي مسؤولية عن الحادثة على الإطلاق".

تبدو الحادثة ظاهريا نتيجة عن استياء مؤيدي ترامب من نتائج الانتخابات العامة، إلا أن أسبابها الجوهرية ترجع إلى انقسام خطير طويل الأمد داخل الولايات المتحدة وتفاقم الاستقطاب السياسي. وتعيد هذه الفيديوهات والشهادات إلى السطح "ندوب" الديمقراطية الأمريكية، وتكشف بشكل أكبر الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكية كأداة للساسة للتنافس على السلطة والربح. وأظهرت نتائج الاستطلاع المزيد من تمزق الرأي العام الأمريكي.

يشهد المجتمع الأمريكي حاليا تمزقا متزايدا، حيث تتراكم التناقضات المختلفة وتتخمر باستمرار. ومع ذلك، لم يقرر الساسة الأمريكيون أبدًا حل المشكلة من أسبابها الجذرية، بل يركز على الانخراط في ألعاب المصالح المختلفة حول الوقاية من الوباء ومكافحته، والتحفيز الاقتصادي، وفواتير مراقبة الأسلحة. في هذا السياق، تجاوز عدد وفيات كوفيد-19 المليون، واستمرت عمليات إطلاق النار والهجمات العنيفة ضد الأمريكيين الآسيويين والأفارقة بلا انقطاع.

إن الديمقراطية ليست شعارا بل هي أداة لحل مشاكل واقعية. إذا كانت "الديمقراطية" التي يروج لها الساسة الأمريكيون لا تستطيع منع تفشي الجائحة والسيطرة عليه، وحل التضخم، والسيطرة على الأسلحة، والاستجابة لمطالب الناس، فلا يمكننا إلا أن نقول إن هذه الديمقراطية مريضة للغاية.

إذا كانوا لا يزالون منخرطين بعمق في النزاعات الحزبية وغير حساسين لحل المشاكل الداخلية في بلادهم، فهذا يعني أن "الديمقراطية على النمط الأمريكي" لا يمكن علاجها تقريبًا، وسيستمر "الكابوس الأمريكي" ليتم تنظيمها في المستقبل.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق