شي جينبينغ يترأس اجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية ويلقي كلمة مهمة

تأكيدا على إقامة علاقات الشراكة  للتنيمة العالمية العالية الجودة التي تتسم بالتضامن والمساواة والتوازن والنفع للجميع والعمل سويا على خلق عصر جديد للتنمية العالمية ينعم بالنفع للجميع والتوازن والتناسق والشمول والتعاون والكسب المشترك والازدهار المشترك

ترأس الرئيس الصيني شي جينبينغ اجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية وألقى كلمة مهمة فيه عبر الاتصال المرئي مساء يوم 24 في بيجينغ، حيث حضر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السنغالي ماكي سال ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرضيائيف ونائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو ورئيس وزراء الكمبودي هون سين ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ورئيس الوزراء الفيجي جوسايا فوريكي باينيماراما ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب ورئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أو تشا. تحت عنوان "إقامة علاقات الشراكة للتنمية العالمية في عصر جديد والعمل سويا على تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة"، تبادل قادة كافة الدول وجهات النظر بشكل معمق حول تعزيز التعاون التنموي الدولي وتسريع وتيرة تنفيذ أجندة الأمم الأمتحدة 2030 للتنمية المستدامة وغيرهما من القضايا الهامة، حيث تم التشاور حول خطة التعاون التنموي والتوصل إلى توافقات مهمة واسعة النطاق.

تزينت القاعة الذهبية لقاعة الشعب الكبرى بالأضواء اللامعة، وتألقت أعلام الدول الـ18 المشاركة.

أعلن شي جينبينغ عن افتتاح اجتماع الحوار في الساعة الثامنة مساء. شاهد قادة الدول المشاركة سويا مقاطع الفيديو، لإحياء الذكريات من اللحظات المهمة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية في السنوات الأخيرة. دوى التصفيق الحار في القاعة حين عرضت الصورة الجماعية الافتراضية لقادة الدول الـ18 على الشاشة.

ألقى شي جينبينغ كلمة مهمة تحت عنوان "إقامة علاقات الشراكة العالية الجودة والعمل سويا على فتح عصر جديد للتنمية العالمية".

أشار شي جينبينغ إلى أن التنمية تعد عنوانا أبديا للمجتمع البشري. إن التنمية المتواصلة هى السبيل الوحيد لتحقيق أحلام أبناء الشعب من السعادة والرفاهية في حياتهم والأمن والاستقرار في مجتمعهم.      بذلت الدول النامية الغفيرة منذ فترة طويلة جهودا حثيثة في استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية الخاصة وفي تحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، وحقق في هذا الصدد إنجازات مرموقة. قد أصبحت الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية تشكل نصف حجم الاقتصاد العالمي، كما أنها قطعت أشواطا كبيرة في مجالات التكنولوجيا والتعليم والمجتمع والثقافة. في الوقت الراهن، تلتهم جائحة فيروس كورونا المستجد ثمار التنمية التي أحرزها العالم منذ السنوات، وتتعثر عملية تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وتتواصل الفجوة بين الجنوب والشمال في الاتساع، وحصلت الأزمات في مجال أمن الغذاء والطاقة. وفي نفس الوقت، أصبحت رغبة شعوب العالم في السلام والتنمية والتعاون أكثر قوة، وأصبحت إرادة الأسواق الناشئة والدول النامية في تعزيز الوحدة للتقوية الذاتية أكثر ثباتا، وأصبحت الفرص التي أتت بها الثورة التكنولوجية الجديدة والتحول الصناعي الجديد إلى دول العالم أكثر وعدا. 

أكد شي جينبينغ أن العصر محفوف بالتحديات، كما أنه عصر مليء بالآمال. علينا أن ندرك الاتجاه العام لتنمية العالم ونرسّخ الثقة ونتخذ خطوات ملموسة ونحشد القوة والطاقة لتدعيم التنمية العالمية وخلق معادلة تنمية تتسم بالنفع للجميع والتوازن والتناسق والشمول والتعاون والكسب المشترك والازدهار المشترك.

   أولا، يتعين علينا بذل جهود مشتركة لبلورة التوافق الدولي حول تعزيز التنمية. لا يدوم الازدهار ولا ضمان للأمن ولا أساس لحقوق الإنسان بدون الحياة الجميلة لشعوب العالم. فيتعين علينا أن نضع التنمية في مقدمة الأجندات الدولية وننفذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، ونعمل على إيجاد توافق سياسي يتمثل في اهتمام الجميع بالتنمية ومساعي كافة الدول إلى التعاون.

ثانيا، يتعين علينا بذل جهود مشتركة لتهيئة بيئة دولية مواتية للتنمية. من يتبع النزعة الحمائية سيجد نفسه مقيدا، ومن يسعى إلى الدوائر الضيقة سيجد نفسه معزولا، ومن يفرض العقوبات القصوى سيضر بنفسه والآخرين في آن واحد، ومن يقوم بفك الارتباط وقطع الإمداد سيجد طريقه مسدودا أو مقطوعا. فينبغي أن نسعى الى التنمية بكل إخلاص ونحشد الجهود لتدعيم التنمية، ونبني اقتصادا عالميا منفتحا، ونقيم منظومة الحوكمة والبيئة المؤسسية الأكثر إنصافا وعدالة في  العالم.

ثالثا، يتعين علينا بذل جهود مشتركة لإيجاد طاقة جديدة للتنمية العالمية. ينبغي أن ندفع بالابتكار التكنولوجي والمؤسسي ونسرع في نقل التكنولوجيا وتقاسم المعارف ودعم التطور للصناعات الحديثة ونجسر الفجوة الرقمية ونسرع في التحول المنخفض الكربون وندفع بتحقيق تنمية عالمية أكثر قوة وخضرة وصحة.

رابعا، يتعين علينا بذل جهود مشتركة لبناء علاقات الشراكة للتنمية العالمية. لا يمكن إنجاز مهمة كبيرة ومستدامة تخدم الجميع إلا من خلال التعاون. يجب على الدول المتقدمة الوفاء بواجباتها، وعلى الدول النامية تعميق التعاون فيما بينها، وعلى الجنوب والشمال التوجه نحو نفس الاتجاه، بغية التعاون في إقامة شراكة التنمية العالمية التي تتسم بالتضامن والمساواة والتوازن والنفع للجميع، وعدم ترك أي دولة أو أي أحد خلف الركب. ومن المطلوب دعم دور الأمم المتحدة للتخطيط والتنسيق في التعاون التنموي العالمي، وتشجيع قطاع الأعمال والجمعيات الأهلية والإعلام والمؤسسات الفكرية على المشاركة في التعاون التنموي في العالم.

أكد شي جينبينغ أن الصين ظلت عضوا في العائلة الكبيرة للدول النامية. ستتخذ الصين إجراءات عملية لمواصلة دعم أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

-- ستزيد الصين من الاستثمار في  التعاون التنموي في العالم. ستقوم الصين بإعادة هيكلة صندوق المساعدة لتعاون الجنوب الجنوب وترقيته إلى "صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب"؛ وستزيد الصين استثمارها في صندوق الصين-الأمم المتحدة للسلام والتنمية، بغية دعم التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية.

-- ستعمل الصين مع كافة الأطراف يدا بيد على تعزيز التعاون في المجالات ذات الأولوية، وستقوم الصين بتعبئة الموارد التنموية وتعميق التعاون العالمي في الحد من الفقر والقضاء عليه ورفع القدرة على إنتاج الغذاء وإمداده والدفع بعلاقات الشراكة في مجال الطاقة النظيفة؛ وستقوم الصين بتعزيز الابتكار والتطوير والإنتاج المشترك للقاح؛ وستقوم الصين بتعزيز الحماية والاستخدام المستدام للبيئة البرية والبحرية؛ وستقوم الصين برفع الكفاءة والمهارة الرقمية لأبناء الشعب وتسريع عجلة التحول الصناعي والارتقاء بمستواه والدفع بالتواصل والترابط في العصر الرقمي، بما يضخ قوة دافعة جديدة للتنمية في كافة الدول.

-- ستقوم الصين ببناء منصة دولية لتبادل المعارف والخبرات حول التنمية، وإنشاء مركز تعزيز التنمية العالمية وإنشاء شبكة المعارف للتنمية العالمية وتبادل الخبرات في الحوكمة والإدارة؛ وستعقد الصين منتدى الشباب للتنمية العالمية، وتبادر مع الأطراف الأخرى إلى إطلاق خطة العمل للشباب حول التنمية العالمية، بغية حشد قوة مشتركة على نطاق أوسع لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

أشار شي جينبينغ إلى أنه "لا مستحيل لأصحاب الرؤية المشتركة". لنرسخ ثقتنا ونتقدم يدا بيد نحو الاتجاه الصحيح المتمثل في بناء علاقات الشراكة العالية الجودة، ونعمل سويا على فتح عصر جديد ينعم بالازدهار والتنمية.

ألقى القادة المشاركون كلمات كل على حدة، معربين عن شكرهم للجانب الصيني على دعوته واستضافته اجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية، معربين عن تقديرهم العالي للتفسيرات العميقة للرئيس شي جينبينغ حول التعاون في التنمية العالمية. في الوقت الراهن، تواجه قضية التنمية العالمية تحديات خطيرة، إن الأسواق الناشئة والدول النامية هي قوة حاسمة لإقامة نظام دولي أكثر عدالة وتوازنا وتدعيم السلام والأمن والمساواة والتنمية، فينبغي عليها تعزيز الوحدة والتعاون ودفع المجتمع الدولي لوضع قضية التنمية في المقام الأول، والدفع ببناء عالم أجمل يتفق مع الاحتياجات والتطلعات لمعظم الدول النامية. في هذا السياق، جاء هذا الاجتماع في وقته ويكتسب أهمية كبيرة، ويساهم في التوصل إلى توافق جديد حول التعاون الدولي للتنمية، والحفاظ على المصلحة المشتركة للدول النامية، ويضخ طاقة جديدة في صيانة السلام في العالم وتدعيم التنمية المشتركة. أعرب قادة كافة الدول عن تقديرهم ودعمهم لمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي التين طرحهما الجانب الصيني، معتقدين أن التنمية هي أساس للأمن، والأمن هو شرط مسبق للتنمية، وأن المبادرات الصينية تتفق مع الهموم والاحتياجات للدول النامية الغفيرة، وتسهم في بلورة التوافق الدولي وتعبئة الموارد التنموية وتسريع وتيرة تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وآملين في تعزيز التعاون في مجالات الحد من الفقر ومكافحة الجائحة وأمن الغذاء وأمن الطاقة، وتعزيز المواءمة بين مبادرة التنمية العالمية مع الخطط التنموية في الأقاليم المختلفة، وبذل جهود مشتركة في مواجهة التحديات مثل الفقر وعدم المساواة ونقص التنمية. أعربت كافة الدول عن القلق الشديد إزاء التداعيات السلبية الخطيرة الناجمة عن العقوبات الأحادية الجانب والأضرار الخطيرة التي ألحقتها بالدول النامية الهشة. أكدت كافة الأطراف على ضرورة تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية والحفاظ على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وضرورة الالتزام بالإنصاف والعدالة والدفع بإصلاح منظومة الحوكمة العالمية. ينبغي على الأسواق الناشئة والدول النامية تعزيز التنسيق والتعاون وزيادة التمثيل والصوت في الشؤون الدولية، وصيانة التشغيل المستقر  للنظامين المالي والنقدي الدوليين والدفع بالتعافي المستقر والتنمية المستدامة للاقتصاد العالمي، وتضافر الجهود في دفع إقامة شراكة التنيمة العالمية التي تتسم بالتضامن والمساواة والتوازن والنفع للجميع.

أصدر اجتماع الحوار البيان الرئاسي الذي سلّط الضوء بشكل شامل على توافق سياسي توصلت إليه كافة الأطراف المشاركة حول التنمية العالمية، وطرح خطوات للتعاون العملي في المجالات الرئيسية لمبادرة التنمية العالمية.

حضر اجتماع الحوار دينغ شيويشيانغ ووانغ يي وخه ليفنغ.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق