تعليق : الحقائق وراء مأساة "شاحنة المهاجرين" في تكساس الامريكية

وقعت مأساة "شاحنة المهاجرين" مؤخرًا في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية:  اذ عثر  الضباط الأمريكيون على عدد كبير من جثث المهاجرين في شاحنة مهجورة في سان أنطونيو بولاية تكساس ، وارتفع عدد القتلى إلى 51 شخصا، ويعد هذا أسوأ  حادث وفيات للمهاجرين في الولايات المتحدة خلال لسنوات الأخيرة.

وصدمت هذه المأساة  المجتمع الدولي ،كما أصدر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بيانًا أعرب فيه عن حزنه. ومع ذلك ، بدأ السياسيون الأمريكيون "عروضهم المعتادة في التنصل عن المسؤوليات". أصدر جو بايدن الرئيس الامريكي بيانًا قال فيه إن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أجرت تحقيقًا في هذا الأمر ، وتشير التقارير الأولية إلى أن المأساة نتجت عن مهربي البشر.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه المأساة في الولايات المتحدة.   حيث ترك الاستقطاب السياسي و النزاعات الحزبية المكثفة مشكلة الهجرة غير الشرعية في الولايات المتحدة دون حل. منذ عام،  2018 استمر توسع تدفق المهاجرين غير الشرعيين من أمريكا الوسطى إلى الولايات المتحدة .

في الوقت الحالي ، تدعي الولايات المتحدة أنها لا تزال تحقق في مأساة "شاحنة المهاجرين" في تكساس، وحسبما ذكره الجانب المكسيكي   كان من بين المتوفين مكسيكيون وجواتيماليون وهندوراسيون. وفي ظل خلفية تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لأمريكا اللاتينية لسنوات عديدة ، فإن قضية الهجرة غير الشرعية هي إلى حد كبير نتيجة للهيمنة الأمريكية.

قال الرئيس المكسيكي لوبيز بصراحة إنه إذا كانت الحكومة الأمريكية لا تريد استمرار تدفق المهاجرين ، فينبغي أن تساعد دول أمريكا الوسطى على تطوير اقتصاداتها. وقد ناقش هذه القضية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ، لكن الولايات المتحدة كانت بطيئة في التصرف.

قال سيزار ريوس  الخبير في  شؤون الهجرة من السلفادور  إن الولايات المتحدة تزعم دائمًا أنها ترغب في ان  تحل مشكلة الهجرة من المصدر ، لكن حتى الآن لم تشهد أي إجراءات ملموسة من الولايات المتحدة في دول أمريكي الوسطي .

تعد مأساة "شاحنة المهاجرين" في تكساس  جرس إنذار. إذا كان السياسيون الأمريكيون "يهتمون" حقًا بشعب أمريكا اللاتينية ، فعليهم التخلي عن "عقيدة مونرو" والهيمنة في أسرع وقت ممكن ، واتخاذ تدابير ملموسة لحماية حقوق الإنسان لللاجئين والمهاجرين ، وتجنب المزيد من المآسي الإنسانية. وإلا ،فإن دراما "المدافعين عن حقوق الإنسان" لن تستمر فعلاً.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق