بعد اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا ، اتبعت أوروبا الخطى الأمريكية لفرض العقوبات ضد روسيا ، فخفضت الأخيرة إمداداتها من الغاز الطبيعي إليها، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز في القارة. ومن المرجح أن يتفاقم الوضع مع تعليق "خط نورث ستريم 1 "، أكبر خط أنابيب روسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا ، للصيانة من 11 إلى 21 يوليو.

يعتبر الوقت الحالي فترة مهمة بالنسبة لأوروبا لتخزين الغاز لفصل الشتاء، وقد جعل تعليق نقل الغاز بواسطة "نورث ستريم -1" أوروبا ، وخاصة ألمانيا ، منزعجة، نظرا لأنه في عام 2021 ، شكل الغاز الروسي 55٪ من إجمالي الواردات لها.

في ظل أزمة الطاقة ، أضطر الأوروبيين إلى التعلم عيش حياة ضيقة. ودعا نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد هابيك المواطنين جمعاء إلى "تقليل الاستحمام والعمل أكثر".

في بداية الصراع الروسي الأوكراني ، كان الرئيس الألماني السابق يواخيم غاوك وجه دعوة للشعب الألماني قائلا إنه " من أجل الحرية ، يمكننا أيضًا تحمل بعض المعاناة من البرد"، ما شجع العديد من الألمان على دعم العقوبات ضد روسيا. ومع ذلك ، بناءً على نتائج آخر استطلاع للرأي ، فإن 59٪ من الناس لم يعودوا مستعدين لـ"لمعاناة من البرد من أجل الحرية" ، و 24٪ فقط يؤيدون وجهة نظر غاوك.

لقد أثبتت الحقائق مرارًا وتكرارًا أن العقوبات أحادية الجانب لن تحل المشاكل بل ستخلق مشاكل جديدة. بدلاً من اتباع الولايات المتحدة على الطريق الخطأ، يجب على الساسة الأوروبيين البحث عن طرق أكثر نشاطًا وفعالية لإقناع السلام والمحادثات وتخفيف الأزمة قبل حلول فصل الشتاء. حتى لو كان ذلك فقط للحفاظ على دفء الأوروبيين لفصل الشتاء المقبل؟