مبعوث صيني ينتقد الولايات المتحدة لتحركاتها السلبية في مجال نزع السلاح

انتقد السفير الصيني لشؤون نزع السلاح لي سونغ يوم الجمعة الولايات المتحدة لتحركاتها السلبية في مجال نزع السلاح.

وقال لي في اجتماع أحد اللجان بالمؤتمر الاستعراضي العاشر للأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إن الولايات المتحدة، بدافع من عقلية الحرب الباردة، صارت مهووسة بالمنافسة الاستراتيجية بين القوى الكبرى، وتسعى إلى تحقيق تفوق استراتيجي مطلق، وتعزز التحالفات العسكرية، وتثير المواجهات بين التكتلات على الجانبين الشرقي والغربي من قارة أوراسيا، وتمضي قدما في نشر صواريخ نووية وغيرها من القوى الاستراتيجية في مواقع متقدمة.

وأضاف أن "هذه التحركات السلبية تقوض بشكل خطير الثقة المتبادلة بين القوى الكبرى، وتخل بالتوازن والاستقرار الاستراتيجيين العالميين، وتعيق الجهود الدولية لنزع السلاح النووي، وتزيد من خطر سباق التسلح النووي والصراعات".

وينبغي على المجتمع الدولي أن يغتنم فرصة هذا المؤتمر الاستعراضي لممارسة التعددية الثقافية الحقيقية، ويقاوم بحزم عقلية الحرب الباردة والتنافس بين التكتلات، ويتمسك برؤية الأمن العالمي المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، ويجري مناقشات معمقة بشأن السبل الفعالة للنهوض بالعملية الدولية لنزع السلاح النووي، ودعم وتعزيز سلطة وفعالية معاهدة عدم الانتشار، حسبما قال لي.

وأضاف أنه ينبغي على البلدين اللذين يمتلكان أكبر ترسانتين نوويتين-- الولايات المتحدة وروسيا -- أن يضطلعا بفعالية بالمسؤولية الخاصة والرئيسية عن نزع السلاح النووي ويخفضا ترسانتيهما النوويتين بشكل كبير بطريقة قابلة للتحقق ولا رجعة فيها وملزمة قانونا، بغية تهيئة الظروف اللازمة لنزع السلاح النووي الشامل والكامل.

ويتعين على الولايات المتحدة التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي، والامتناع عن نشر صواريخ أرضية متوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا، والتخلي عن سياساتها بشأن المظلة النووية والمشاركة النووية، وسحب جميع أسلحتها النووية من دول أخرى. ويتعين على المجتمع الدولي أن يعارض بشكل جماعي قيام بلدان معنية بتكرار ترتيبات الناتو بشأن المشاركة النووية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال لي إن الصين ملتزمة بطريق التنمية السلمية وسياسة دفاع وطني دفاعية في طبيعتها. وإن الصين تتمسك بالقاعدة المتمثلة في أنها لن تهاجم ما لم تُهاجَم وستنفذ هجوما مضادا بكل تأكيد إذا ما تعرضت لهجوم.

وأضاف أن الصين ستكون حازمة في الدفاع عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها وحازمة في إحباط تدخل القوى الخارجية ومحاولات الانفصاليين في تايوان.

وذكر أن الغرض من تطوير الصين للأسلحة النووية هو ردع استخدام الأسلحة النووية ضد الصين والرد بحزم حال تعرض البلاد لهجوم بالأسلحة النووية. ومنذ اليوم الأول لامتلاكها أسلحة نووية، ما فتئت الصين تدعو بصورة فاعلة إلى التدمير الكامل للأسلحة النووية. وتتعهد الصين صراحة بألا تكون البادئة باستخدام الأسلحة النووية في أي وقت وتحت أي ظرف من الظروف، وتلتزم دون قيد أو شرط بعدم استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها ضد الدول غير الحائزة للأسلحة النووية أو المناطق الخالية من الأسلحة النووية.

وقال إن الصين تحافظ دائما على قدراتها النووية عند الحد الأدنى المطلوب للأمن القومي ولا تتنافس أبدا مع البلدان الأخرى في مدخلات القدرات النووية أو كميتها أو حجمها. ولن تشارك الصين في أي سباق تسلح بأي شكل من الأشكال. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق