اكتشف باحثون صينيون أقدم بقايا معروفة في العالم لمستحضرات التجميل البيضاء المصنوعة من الرصاص، وذلك ضمن دراسة أثرية جديدة في مقاطعة شنشي شمال غربي الصين.

ونُشرت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة الأكاديمية الصينية للعلوم وأكاديمية شنشي لعلوم الآثار مؤخرا في مجلة "اتصالات العلوم الإنسانية والاجتماعية".

ووفقا للدراسة، يعد الرصاص الأبيض أحد أهم الأصباغ في تاريخ البشرية، وقد عزز تصنيعه تطور الفن ومستحضرات التجميل.

ومن خلال تقنيات FTIR و XRD و SEM-EDS ، علاوة على تحليلات نظائر الكربون المشعة والمستقرة، قام الباحثون بفحص بعض بقايا مستحضرات التجميل البيضاء التي اكتشفت في مجموعة من الأواني البرونزية المستخرجة من مقبرة بقرية ليانغداي يعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

وذكر هان بين، الباحث الرئيسي ومساعد البحث الخاص في جامعة الأكاديمية الصينية للعلوم، أن النتائج أشارت إلى أن الصينيين القدماء كانوا يستخدمون مستحضرات التجميل المصنوعة من الرصاص الأبيض في أوائل فترة الربيع والخريف (770-476 قبل الميلاد)، أي قبل عدة مئات من السنين من تلك الموجودة في اليونان القديمة.

وأوضح هان أن هناك وجهات نظر مختلفة بين الباحثين الدوليين حول أصل الرصاص الاصطناعي الأبيض في الصين، حيث يعتقد البعض أن التكنولوجيا في الصين لم تكن ذات منشأ محلي وربما تم إدخالها من أوروبا أو مصر القديمة.

وكشف البحث أن الرصاص الأبيض الاصطناعي الموجود في شمال غربي الصين تم إنتاجه بطريقة الترسيب بدلا من طريقة التآكل التي كانت تستخدم في اليونان القديمة.

وقال هان إن كلا المنطقتين لهما طرق مختلفة في التصنيع، مما يشير إلى الأصول وعمليات التطور المستقلة لتصنيع الرصاص الأبيض.

وبحسب البحث، فقد أدى الإنتاج الضخم للرصاص الأبيض الاصطناعي بتكلفة أقل إلى تعزيز الاستخدام الواسع النطاق لمستحضرات التجميل البيضاء في الصين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مما أدى إلى "ثورة بمستحضرات التجميل".

وقال يانغ يي مين، الأستاذ في جامعة الأكاديمية الصينية للعلوم، إن الاكتشاف الأخير يثبت أنه منذ أوائل فترة الربيع والخريف في الصين، كان الناس يسعون إلى تبييض البشرة.

وأضاف أن "السعي وراء الجمال حفز تطور الكيمياء في تاريخ البشرية".