مسيرات احتجاجية لقدامى المحاربين الأمريكيين تحذر من وجود صلة بين النزعة العسكرية وأزمة المناخ

بدأت مجموعة من قدامى المحاربين الذين يعشيون في ولاية كاليفورنيا غربي الولايات المتحدة في القيام بسلسلة من المسيرات الاحتجاجية يوم الثلاثاء على طول الطريق السريع I-15 الذي يربط بين لوس أنجليس وسان دييغو، داعين الجيش الأمريكي إلى إلغاء عرض ميرامار الجوي واتخاذ إجراءات أخرى للتعامل مع أزمة المناخ.

"العرض الجوي يغذي أزمة المناخ"، هكذا كُتب على لافتة ضخمة قام بتعليقها على رصيف الطريق السريع هؤلاء الرجال والنساء ذوي الشعر الأشيب، وجميعهم أعضاء في منظمة قدامى المحاربين من أجل السلام، حيث وزعوا أيضا على السائقين منشورات وملصقات تقول "النزعة العسكرية الأمريكية تغذي أزمة المناخ".

إن عرض ميرامار الجوي هو حدث سنوي يقام في محطة ميرامار الجوية التابعة لمشاة البحرية في سان دييغو. ويعد هذا الحدث، الذي يستمر ثلاثة أيام، أكبر عرض جوي عسكري في الولايات المتحدة، حيث يقدر إجمالي عدد الحاضرين السنوي له بـ700 ألف.

سيقام العرض هذا العام في الفترة من 23 إلى 25 سبتمبر، والذي، كما قال المحاربون القدامى، هو عرض تقديري لأغراض الترفيه التي تلوث البيئة بلا داع.

وأوضح غاري باترفيلد، وهو من قدامى المحاربين الذين شاركوا في حرب فيتنام، قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نشعر أن العرض الجوي هو استخدام غير مبرر للجيش، إذ إنه يلوث سماءنا دون داع"، مضيفا "نحن نتواجد هنا ليس من أجل لفت انتباه الجيش فحسب، وإنما أيضا للفت انتباه مواطنينا في سان دييغو".

وأشار باترفيلد إلى أن الجيش الأمريكي هو أكبر مستهلك مؤسسي منفرد للوقود الأحفوري في العالم وأكبر مصدر منفرد لانبعاثات الغازات الدفيئة وفقا لبحث أصدرته جامعة بوسطن في عام 2019.

وسلط البحث، الذي أجرته نيتا سي. كروفورد، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بوسطن والمدير المشارك لمشروع تكاليف الحرب في جامعتي براون وبوسطن، أنه من السنة المالية 1975 إلى السنة المالية 2018، بلغ إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة للجيش الأمريكي أكثر من 3685 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

وأوضح البحث أن "الانبعاثات الناتج عن الجيش الأمريكي، على الرغم من أنها لا تمثل سوى جزء فقط من إجمالي الانبعاثات في الولايات المتحدة، إلا أن حجمها في أي عام واحد أكبر من انبعاثات العديد من البلدان".

ففي عام 2017، على سبيل المثال، كان إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة للبنتاغون (المنشآت والعمليات) أكبر من انبعاثات الغازات الدفيئة لبعض البلدان الصناعية بأكملها، مثل السويد والدنمارك والبرتغال، وأيضا أكبر من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن إنتاج الولايات المتحدة من الحديد والصلب، حسبما أفاد البحث.

علاوة على ذلك، اقترح باترفيلد ضرورة أن ينتبه العالم إلى الصلة الوثيقة بين أزمة المناخ والنزعة العسكرية.

وقال "للنزعة العسكرية تأثير عميق على أزمة المناخ، والناس في هذا البلد ليسوا على دراية بها حقا، خاصة وأن الانبعاثات العسكرية قد تم تجاهلها والتقليل من شأنها".

جمعت منظمة قدامى المحاربين من أجل السلام، وهي واحدة من أشهر الجماعات المناهضة للحرب في الولايات المتحدة، مئات التأييدات من منظمات وأفراد بارزين في جميع أنحاء العالم لتوجيه رسالة مفتوحة إلى مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري، تقول إن عمله يجب أن يشمل معالجة دور الجيش الأمريكي في أزمة المناخ.

كما دعت المجموعة السلطات إلى إعادة توجيه الأموال الممولة للنزعة العسكرية لدعم العمال النازحين، وتمويل الصحة العامة، وإنهاء الفقر، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز وحفظ السلامة الإيكولوجية واستعادتها.

"بدأ المزيد والمزيد من الناس في التفكير في الأمر وهذا ما نريد أن يفكر فيه الناس، وأن ينخرطوا في حوار حول ما يمكننا القيام به معا لحل هذه المشكلة. لن تتوقف أزمة المناخ لأن هناك صراعا أو حربا في مكان ما"، حسبما ذكر باترفيلد.

ومن المقرر أن تقوم منظمة قدامى المحاربين من أجل السلام هذا الأسبوع والأسبوع المقبل بتنظيم مسيرات احتجاجا على عرض ميرامار الجوي، بدعم من إجمالي 14 مجموعة ذات صلة بالعمل المجتمعي والمناخي والديني والداعي للسلام في سان دييغو. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق