التحدي والاستجابة في طريق الحرير

سامي الجابري

وانا اطالع ما طرحه فخامة الرئيس الصيني ( شي جين بيغ) من مبادرات ،للتنمية العالمية، التي تؤكد على أهمية الانفتاح والتنسيق والمشاركة مع الحزام والطريق، لتعزيز التنمية الشاملة لأزدهار العالم ، خالطتني الكثير من الافكار عن ضخامة هذه المشاريع ، وتحدياتها ، في ظل ازمات تعصف بالعالم، ولسرعان ما جذبني المخزون الحضاري الصيني الهائل ، بالاجابة من ان عمقها الحضاري وتطور واقعها المذهل بكافة انواع معدلات النمو الرقمي فضلا عن تجاربها الناجحة في الصناعة والزراعة والتنمية هو الذي يوئهلها ويعطي لرئيسها ، زخما هائلا و ثقة كاملة ، بطرح مثل هكذا مبادرات ، دعامتها الاصلاح والانفتاح نحو عالم واجه ويواجه الكثير من السياسات المتخبطة ، ما أريد قوله ، أن قوة الصين اليوم ، لم تأت ِِ من فراغ ، بل جائت من خلال إرثها وعمقها الحضاري ، والتحدي الذي واجهه الانسان الصيني عبر التاريخ ، لبذل جهود مضاعفة تمكنه من التغلب على أزماته ، حتى أنتصر على الكثير من المخاضات والتحديات الداخلية التي واجهته في الاقتصاد والسياسة ، وحتى مخاض تنمية موارده البشرية و استثمارها بالشكل المطلوب ،

عن مثل هكذا مخاض يتحدث المؤرخ ( توينبي ) في كتابه (التحدي والاستجابة ) حيث يقول تتعرض الشعوب لهزائم كبرى بعد ذلك اما ان تصاب بصدمة تنقلها الى الماضي بنحو مرض ِ او تقبل التحدي ومن ثم الاستجابة والرغبة بالانتصار على ازماتها
ما نشاهده اليوم هو ان الصين لم تستكين لازماتها بل تتفوق ، وتشارك الجميع  في منافع  وتجارب  متبادلة تخدم الشعوب ومنها توفير سبل العيش الكريمة ، و القضاء على البطالة وتنمية الثروات بعيدا عن التجارب والسياسات الغير منتجه و التي انهكت العالم وجعلت منه أسيراً في ظل فترة زمنية عصيبة قل الناصر فيها والمعين ما طرحه الرئيس للتنمية هو أحياء لتطلعات العالم ، بان ينهض للنمو نحو غد مشرق ملأه الامن والصحة والحب والتنمية والازدهار .

كما نجد تناغما عربيا في طرح مشاريع تنموية متبادلة وأنضمامها للحرير لم يأت من فراغ أيضاً ، بل جاء بعد مخاضات صعبة وتحديات وتجارب مريرة ، ومن ثم الاستجابة لتحديات مطلبية .
فمن الماضي نستلهم قوة تدفعنا لولوج عصر جديد، وفقاً لسياقات العصر والمبادئ الإنسانية التي بات الإيمان بها مشتركاً، من قبل البشرية جمعاء كالحرية والعدالة والمساواة والحق في تكافؤ الفرص
إن اولى نجاحات الحزام والطريق هو ايمان تلك الشعوب بالتحديات التي ستغير وجه العالم وضرورة التطلع والاستجابة لغد اجمل بواكيره انضمام (147 ) مئة وسبعة واربعين دولة لمبادرة الحزام والطريق.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق