مؤتمر الحزب الشيوعي وغمار التحديات الصينية

سامي الجابري

عاما بعد عام ، يثبت التنين الصيني تقدما واضخا في مجالات التنمية الاقتصادية ، وبكافة الحقول ، ابرزها السباق مع الزمن للتنمية ، ومواجه التحديات ، وادارة الازمات ، حيث يمر عيد الصين الوطني الثالث والسبعين لتاسيس الدولة الحديثة ، في ظل تحديات داخلية وخارجية تواجه الصين وقيادتها ، فليست هي المرة الاولى التي تخوض فيها الصين غمار التحدي مع الازمات ، انما واجهت عبر تاريخها اصعب الظروف وخرجت من عنق الزجاجة باقل الخسائر ، منها تحديات التنمية ، والقضاء على الفقر ، و الظروف الاقتصادية العامة ، وتحديات بناء المنظومة التقنية و العلمية والتكنولوجية ، مرورا بالثورة التي اطلقتها في عالم التنمية ، وتصدير تجاربها الاقتصادية ، واطلاقها العديد من المبادرات ، هي طريق الحرير، ومبادرة الاصلاح والانفتاح ، تلك المبادرات التي لاقت ترحيب الكثير من الدول واستياءا لبعضها ، التي نظرت بعين القلق والريبة وخوف من ان تسيطر الصين على اقتصاد العالم ، مستشعرة خطر تنامي اقتصادها ، ياتي العيد الوطني مع قرب انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي وانتخابات الحزب التي تقام كل خمسة اعوام ، مؤتمر الحزب المقرر انعقاده في السادس عشر من اكتوبر، له سمة خاصة ، ليس فقط لانه يعقد في فترة حاسمة من تاريخ البلاد نحوالهدف المئوي الثاني لبناء دولة اشتراكية حديثة ، بل ايضا لانه من المقرر ادخال بعض التعديلات على دستور الحزب الشيوعي الصيني ، وتقديم مقترحات مهمة ومصيرية ، فضلا عن رغبة الحزب بانتخاب الرئيس ( شي جين بينغ) لولاية ثالثة على راس الدولة ويبدو مما تقدم ان الصين مقبلة على قرارات مصيرية في الداخل و الخارج ، وتعزيز سلطة الرئيس ، واطلاق يده لاتخاذ القرارات المصيرية ، وما يتعلق بالدفاع عن امن البلاد ، تجاه اي اعتداء يهدد وحدة البلاد حيث، تواجه الصين توتراً متصاعداً مع الولايات المتحدة على خلفية الوجود الأمريكي المكثف في منطقة الهندو–باسيفيك، والخلافات حول ملف تايوان، وكذلك الحديث المتنامي عن دفع الصين وروسيا لإحداث تغييرات راديكالية في بنية النظام الدولي الراهن.
وعلى الصعيد الداخلي ، يتوقع تقنين واحداث بعض المتغيرات في المفهوم الماركسي ومفاهيم جديدة للحكم ، وتجربة جديدة في التمسك بقيادة الحزب ،وتعزيزها ، وما يتعلق بتكييف الماركسية مع السياق الصيني والظروف الجديدة ، ومن المرجح ايضا تعديل يختصر الايدلوجية ينقل ” فكر (شي جين بينج”) ورفع (مكانته الى مرتبة فكر (ماوسيتونج مؤسس جمهورية الصين الشعبية ويمكن ان ينظر لهذا التعزيز من زاوية اخرى وهي رفعا لسلطة ( شي جين بينج) كتكريس للمؤسستين في سلطة الدولة وسلطة الحزب ، ومن المتوقع ايضا في المؤتمر ، ان نرى تغييرات في هيكلية الحزب ، اذ يرجح بعض المعنيين من انصار هذه المقترحات ، ان تلعب التعديلات الدستورية القادمة دورا ايجابيا في تنمية الصين وبكافة المجالات.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق