شي يعقد محادثات مع الرئيسة التنزانية

عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيسة التنزانية الزائرة سامية سولوهو حسن في بكين اليوم (الخميس). وأعلن رئيسا الدولتين عن الارتقاء بالعلاقات الصينية-التنزانية إلى مستوى شراكة تعاونية استراتيجية شاملة.

وفي معرض إشارته إلى أن حسن هي أول من تستقبله الصين من رؤساء الدول الإفريقية بعد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، قال شي إن هذا يظهر بشكل كامل وثاقة العلاقات الصينية-التنزانية، والمكانة المهمة للعلاقات الصينية-الإفريقية على الأجندة الدبلوماسية الصينية.

واستذكر شي طرحه، أثناء زيارته لتنزانيا في عام 2013، مبدأ الإخلاص والنتائج الحقيقية والمحبة وحسن النية، كأساس لتوجيه تعاون الصين مع الدول الإفريقية، مضيفا أن هذا المبدأ أصبح الآن السياسة الأساسية التي توجه تضامن الصين وتعاونها مع الدول النامية الأخرى.

وقال شي إنه في ظل الظروف الجديدة، لا تخدم التنمية السليمة للعلاقات الصينية-التنزانية المصالح المشتركة وطويلة الأمد للبلدين فحسب، بل لها أهمية كبيرة أيضا في تعزيز مجتمع مصير مشترك صيني-إفريقي في العصر الجديد.

وأطلع شي رئيسة تنزانيا على أعمال المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني. وأشار إلى أنه من الآن فصاعدا، صارت المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني هي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق هدف الكفاح الواجب إنجازه عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط.

وقال شي إن "التحديث لا يعني التغريب"، مضيفا أن الصين وجدت بالفعل مسار تنمية يتناسب مع ظروفها الوطنية، وموضحا أن التحديث الصيني النمط متأصل في حقائق الصين الخاصة، وله ميزات فريدة من نوعها في السياق الصيني.

وأشار شي إلى أن الحزب الشيوعي الصيني والحزب الثوري التنزاني يتحملان المهمة التاريخية المتمثلة في تقوية نفسيهما والبلدين اللذين يحكمانهما، مضيفا أن الحزب الشيوعي الصيني يعتزم توسيع التبادلات والتعاون مع الحزب الثوري التنزاني، ودعم منهج وتشغيل مدرسة مواليمو جوليوس نيريري للقيادة.

وأكد شي أن الصين تنظر دائما إلى العلاقات مع تنزانيا من منظور استراتيجي، وستبقى دائما شريكة موثوقة لتنزانيا. وفي سبيل المضي قدما إلى الأمام، أوضح شي أنه ينبغي على الصين وتنزانيا تعزيز الصداقة والتعاون على نحو شامل.

وقال شي إن الصين تدعم بقوة تنزانيا في الحفاظ على سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، وفي استكشاف مسار التنمية الذي يناسب ظروف تنزانيا، مؤكدا أن الصين وتنزانيا ستواصلان إبداء الدعم القوي المتبادل بشأن القضايا التي تتعلق بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما.

وقال شي أيضا إن الصين ستزيد من استيراد المنتجات التخصصية من تنزانيا، وستدعم الشركات الصينية في الاستثمار والعمل في تنزانيا، من أجل المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتنزانيا. وأضاف أن الصين مستعدة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع تنزانيا بشأن النهوض بالمناطق الريفية، ودعم تحسين سبل العيش هناك.

وأشار شي إلى أن خط سكة حديد تازارا يمثل علامة فارقة في الصداقة بين الصين وتنزانيا من جانب،وفي الصداقة بين الصين وإفريقيا من جانب آخر. وأوضح أنه حتى عندما كانت الصين فقيرة، قدمت ما كانت تحتاجه لنفسها لمساعدة إخوانها الأفارقة في بناء هذه السكة الحديدية. وتابع "الآن وقد أصبحت الصين أكثر تطورا، فقد صارت في وضع أفضل للعمل وفقا لمبدأ الإخلاص والنتائج الحقيقية والمحبة وحسن النية، ومساعدة أصدقائنا الأفارقة على تحقيق التنمية المشتركة، وبناء مجتمع مصير مشترك أقوى بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد".

وفي إطار مواصلة تنمية العلاقات بين الصين وإفريقيا، قال شي إن الجانبين بحاجة للبقاء ملتزمين بالاتجاه العام المتمثل في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والتعلم المتبادل والمساعدة المتبادلة. وأضاف أن كلا من الصين وإفريقيا بحاجة إلى البناء على صداقتهما التقليدية العريقة، والمضي قدما بروح الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا ، وإظهار مبادرة تاريخية أعظم في دفع الصداقة بين الصين وإفريقيا.

وتابع شي مشيرا إلى أن التنمية المستمرة للصين ستخلق فرصا جديدة لإفريقيا. وأضاف أن الصين ستسرع وتيرة تنفيذ مبادرات التعاون التسع الراهنة مع إفريقيا. وتابع "مع التركيز بشكل خاص على البنية التحتية، سنواصل إنشاء محركات جديدة للتعاون الصيني-الإفريقي من خلال التجارة والاستثمار والتمويل."

وأعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع الدول الإفريقية لدعم الأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، من بينها المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، والتفعيل النشط لمبادرة التنمية العالمية، وزيادة تمثيل وأصوات البلدان النامية في الحوكمة العالمية، وبذل المزيد من الجهود من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وفي إشارتها إلى شعورها بالسعادة والفخر إزاء دعوتها إلى زيارة الصين بعد فترة وجيزة من الاختتام الناجح للمؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، قالت سامية سولوهو حسن إن الزيارة شهادة على المستوى الرفيع للعلاقات التنزانية-الصينية.

ونيابة عن الحزب الثوري التنزاني والحكومة التنزانية، قدمت حسن مجددا تهانيها الحارة على نجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، وإعادة انتخاب شي أمينا عاما للجنة المركزية للحزب.

وقالت إن تنزانيا تعتبر الصين أهم صديقة حقيقية لها، وستظل دائما شريكة موثوقة للصين، مضيفة أنه مع إقامة شراكة تعاونية استراتيجية شاملة، ستعمل تنزانيا مع الصين لتعزيز التعاون العملي في جميع المجالات، والارتقاء بالعلاقة إلى آفاق جديدة وتحويلها إلى نموذج للعلاقات الإفريقية-الصينية في العصر الجديد.

وأكدت حسن أن تنزانيا ستواصل دعمها القوي للصين في القضايا المتعلقة بتايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ، والمصالح الجوهرية الأخرى للصين.

وأعربت عن تقديرها للدعم الذي قدمته الصين في تطوير مدرسة مواليمو جوليوس نيريري للقيادة، كما أعربت عن أمل الأطراف الستة الشقيقة في الجنوب الإفريقي في تعزيز تبادل الخبرات مع الصين بشأن الحوكمة الوطنية، من أجل تحقيق تنمية أفضل.

وقالت إن منتدى التعاون الصيني-الإفريقي(فوكاك) لم يعزز فقط التنمية في الدول الإفريقية في مختلف المجالات، بل كان له أيضا تأثير واضح في دفع تعاون الدول الأخرى مع إفريقيا، وساعد في تعزيز مكانة إفريقيا الدولية، مضيفة أن تنزانيا ستواصل القيام بدور نشط في تطوير ودعم منتدى التعاون الصيني- الإفريقي.

وفي إشارتها إلى أن مبادرة التنمية العالمية التي طرحها شي جاءت في الوقت المناسب تماما، وتساعد على مواجهة التحديات العالمية الراهنة، قالت حسن إن تنزانيا ستعمل مع الصين لتفعيل هذه المبادرة وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

واتفق رئيسا الدولتين على الحفاظ على زخم التبادلات والحوارات رفيعة المستوى، وتعزيز التبادلات والتعاون بين البلدين على جميع المستويات بين المحليات، والمجلسين التشريعيين، وعلى المستوى الحزبي.

واتفقا على توسيع نطاق التجارة البينية، وتعزيز مستوى التعاون التجاري والاقتصادي، وتعميق التعاون رفيع الجودة في إطار الحزام والطريق، وتعزيز مشاريع التعاون في البنية التحتية، ودعم التكامل الصناعي والتعاون في مجال القدرة الإنتاجية، وتوسيع نطاق التعاون متبادل المنفعة في مجالات مثل التصنيع والمعالجة والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي.

وقد توصل رئيسا البلدين إلى توافق بشأن تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية، وإقامة عام للسياحة والثقافة بين الصين وتنزانيا في الوقت المناسب، وتشجيع المزيد من التبادلات بين الأكاديميين والمؤسسات الإعلامية في البلدين، والمضي قدما في الصداقة بين الشعبين.

واتفق الرئيسان على تعزيز التعاون في المحافل الدولية ومتعددة الأطراف، وتكثيف التواصل والتعاون بشأن تغير المناخ وأجندة 2030 للتنمية المستدامة، ودعم العدالة والإنصاف على الصعيد الدولي، وكذا دعم المصالح المشتركة بين الجانبين.

وفي نهاية المحادثات، شهد الرئيسان توقيع وثائق تعاون ثنائي تغطي مجالات التجارة، والاستثمار، والتعاون الإنمائي، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الأزرق. وأصدر الجانبان بيانا مشتركا حول إقامة شراكة تعاونية استراتيجية شاملة بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية تنزانيا المتحدة.

وقبل المحادثات، أقام شي مراسم ترحيب لرئيسة تنزانيا في قاعة الشعب الكبرى.

لدى وصول الرئيسة إلى قاعة الشعب الكبرى، أُطلقت 21 طلقة تحية في ميدان تيانآنمن لاستقبالها. واصطف 17 من حراس الشرف على الدرج المؤدي إلى القاعة،على جانبي السجادة الحمراء، لتحيتها. ونفخ العازفون في الأبواق للترحيب بها. وصعد الرئيسان إلى منصة الاستعراض، وبعد ذلك عزفت الفرقة العسكرية النشيد الوطني لكل من البلدين. وبرفقة شي، استعرضت حسن بعد ذلك حرس الشرف لجيش التحرير الشعبي وشاهدت موكب حرس الشرف.

وعقب المحادثات، أقام شي مأدبة ترحيب للرئيسة التنزانية في القاعة الذهبية بقاعة الشعب الكبرى.

كان وانغ يي وخه لي فنغ، من بين آخرين، حاضرين في تلك الفعاليات.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق