رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو إلى تعزيز العلاقات بين الصين والآسيان

  حضر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم الجمعة (11 نوفمبر) القمة الـ25 بين الصين والآسيان، ودعا خلالها إلى تعزيز التعاون مع دول الآسيان، والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين على نحو مشترك.

  وقال لي إنه في شهر نوفمبر من العام الماضي، عقد الجانبان قمة خاصة بمناسبة الذكرى الـ30 لإقامة علاقات الحوار بين الصين والآسيان، كما أطلقا رسميا شراكة استراتيجية شاملة.

  وأشار إلى أنه في تلك القمة المشار إليها، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ قيام الجانبين معا ببناء وطن سلمي وآمن ومزدهر وجميل وودي.

  وتابع لي قائلا إن البيئتين الإقليمية والدولية تشهدان تغيرات عميقة ومعقدة مع تزايد عوامل الغموض وزعزعة الاستقرار.

  وأضاف أن بين الصين والآسيان شراكة استراتيجية شاملة ومصير مشترك، وساندتا بعضهما بعضا في السراء والضراء. وتابع "لا ينبغي أن يكون الانحياز إلى أطراف بعينها خيارنا. والانفتاح والتعاون هما الطريقة الناجعة لمواجهة تحدياتنا المشتركة".

  واستطرد لي قائلا إن الصين ستواصل منح رابطة الآسيان أولوية متقدمة في دبلوماسية الجوار الخاصة بها، وستدعم طيلة الوقت بناء مجتمع الآسيان، وكذا مركزية الرابطة في تعاون شرق آسيا.

  وأوضح أن الصين مستعدة للعمل مع الآسيان على مواصلة التركيز على التنمية والتعاون، وبناء مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين والآسيان.

  ومن أجل تحقيق هذا الغرض، قدم لي سلسلة من المقترحات:

  ذكر لي أن الجانبين يحتاجان إلى إقامة توافق أقوى بشأن التعاون التنموي، وتحقيق تضافر أفضل بين استراتيجيات التنمية لديهما، داعيا إلى تحسين جودة وكفاءة التعاون البراجماتي بينهما.

  وقال إن الصين ستنشئ قرضا خاصا للتنمية المشتركة بين الصين والآسيان، لتكثيف التعاون بشأن التعافي لما بعد الجائحة.

  وداعيا إلى تعزيز محركات التنمية، ذكر لي أن الجانبين يحتاجان إلى الاستفادة بدرجة أكبر من إمكانات التعاون.

  وأوضح أن التجارة بين الصين والآسيان نمت على الرغم من الصعاب التي أحدثها كوفيد-19 في السنوات الثلاث الماضية، قائلا إلى أن كل من الجانبين أصبح الشريك التجاري الأكبر للآخر.

  وحيث أن الجانبين أعلنا بشكل مشترك عن الإطلاق الرسمي للمفاوضات بشأن الجولة الجديدة من تحديث منطقة التجارة الحرة بينهما، دعا لي الصين والآسيان إلى استغلال هذه الفرصة لزيادة جودة ومستوى التعاون التجاري والاستثماري.

  وحث رئيس مجلس الدولة الصيني أيضا الصين والآسيان على ترسيخ الدعم الأساسي للتنمية، ومن بينه تعجيل إقامة المركز التعاوني للبحث والتطوير في مجال الصحة العامة بين الصين والآسيان.

  وأشار إلى أنه على مدار العقدين الماضيين، وعن طريق الالتزام بالتطبيق الكامل والفعال لإعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، اكتشفت الصين ودول الآسيان، بالتدريج، طريقا فعالا لتعزيز الثقة وإدارة الخلافات، واكتسبتا خبرة جيدة في الحوار والتعاون والحوكمة المشتركة، وحافظتا على السلام والاستقرار الشاملين في بحر الصين الجنوبي.

  وأوضح لي أن الصين ترحب بإصدار البيان المشترك حول الذكرى الـ20 لتوقيع إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي في هذا الاجتماع، وتثني بشدة على التقدم الإيجابي الذي تحقق في مشاورات مدونة قواعد السلوك.

  وتابع قائلا : " لدينا كامل الثقة والحكمة والقدرة إزاء الإمساك بمفتاح قضية بحر الصين الجنوبي بقوة في أيدينا".

  واستطرد لي قائلا إن الصين مستعدة للعمل مع دول الآسيان على التعامل مع قضية بحر الصين الجنوبي على نحو مناسب بما يتوافق مع القانون الدولي، ومن بينه اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وعلى أساس الاحترام المتبادل.

  وأضاف : "معا، يمكننا أن نصبح مدافعين عن السلام، وبناة للصداقة، وأنصارا للتعاون في بحر الصين الجنوبي".

  وقال لي إن الصين ستظل متمسكة بأهداف سياساتها الخارجية المتمثلة في دعم السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة؛ وستظل ملتزمة بسياستها الخارجية المستقلة الداعية إلى السلام، والتنمية السلمية، وسياستها الوطنية الأساسية المتمثلة في الانفتاح؛ وستعمل على تنمية الصداقة والتعاون مع جميع الدول.

  وذكر أن الصين اقترحت عبر هذه المنصة أكثر من 160 مبادرة تعاونية مهمة في السنوات العشر الماضية، وتم تنفيذ أكثر من 99.5 بالمئة منها.

  ومشيرا إلى أن العلاقة بين الصين والآسيان تعود بالنفع على الجانبين، ذكر لي أن الصين والآسيان جارتان جيدتان تدعمان بعضهما البعض دائما، وصديقتان جيدتان يمكن لكل منهما الاعتماد على الأخرى، وشريكتان جيدتان لا يستطيع أحد التفريق بينهما.

  وأعرب عن ثقته في مستقبل هذه العلاقة، قائلا إنه واثق بأن الصداقة والتعاون بين الجانبين سيتمتعان بآفاق أرحب، كما ستشهد المنطقة مستقبلا أكثر إشراقا.

  وقال قادة دول الآسيان الحاضرون الاجتماع إن التنمية الصينية المستدامة تقدم مساهمة مهمة في تحقيق الازدهار المشترك للمنطقة.

  وذكروا أنه على مدار العقود الثلاثة الماضية، حققت العلاقات بين الآسيان والصين نتائج مثمرة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون متبادل الربح، لتصبح العلاقات الأكثر ديناميكية بين شركاء الحوار مع الآسيان، ولتقدم نموذجا جيدا للتعاون الإقليمي، لافتين إلى أن تلك العلاقات قدمت إسهامات مهمة في تحقيق الاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

  وأضافوا أن الآسيان تقدر بشدة الدعم الصيني المتواصل لمركزية الآسيان ووحدتها، وتتوجه بالشكر للصين على المساعدات الهائلة في مكافحة كوفيد-19.

  وأكدوا أن الآسيان مستعدة لمواصلة استغلال التعاون مع الصين، وتحديث منطقة التجارة الحرة بين الآسيان والصين، وتوسيع نطاق التعاون في الاقتصاد الرقمي، والبنية التحتية، والمعلومات والاتصالات، والحماية الإيكولوجية والبيئية، والأمن الغذائي، والتعليم، والثقافة، ومجالات أخرى، من أجل دفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الآسيان والصين قدما إلى الأمام.

  كما أكدوا أن الآسيان ملتزمة بالتطبيق الكامل والفعال لإعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، وأنها تثني على التقدم المحرَز في مشاورات مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، وتتطلع إلى الإبرام المبكر لمدونة قواعد سلوك فعالة وواقعية تتوافق مع القانون الدولي.                

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق